بقلم: أماني موسى
يعيش المواطن في بلاد فقرستان اللي على حدود بلاد قهرستان باحثًا لاهثًا عن فرصة للحياة، قد يصل البعض إليها بعد طول محاولات ويعيش البعض الآخر ويرحل عن الحياة قهرًا دون أن يجد فرصته المرجوة للحياة. وإليكم قليل من كثير من أمثلة البحث عن فرصة للحياة:
- دخل ساكن هذه البلاد إحدى المستشفيات لتلقي العلاج بحثًا عن أمل للعلاج وفرصة للشفاء والحياة، ولكنه لم يلقى إلا كل إهمال ومعاملة غير آدمية، وإن أراد تلقي علاج ومعاملة إنسانية فعليه دفع دم قلبه وكبدته وطحاله في المستشفيات الاستثمارية لعله يشفىَ، فهذا مات في قسم الحروق بعد أخذ حقنة هوا لأن حالته ميئوس منها وذاك مات على عتبة المشفى إثر حادثة وبعد رفض الدكاترة استقبال حالته، وهذا مات في عملية جراحية إثر جرعة بنج زائدة أو خطأ طبي كنسيان الممرضة داخل بطن المريض وهكذا ضاعت فرصته بالحياة!!
- فكر أحد شباب هذه البلاد في إيجاد فرصة للحياة الكريمة فبحث عن عمل داخل بلاده فلم يجد إلا كل ما هو بعيد عن مجال دراسته وبأجور بخسة، فأصيب باكتئاب لفترة بعدها قرر الهرب من الفقر والهم فدفع مقدمة مالية ليست بقليلة لأحد بائعي الأحلام في " أزايز" فكان نصيبه الغرق ونصيب صديقه النجاة مع مزيد من" المرمطة" في تراب بلاد الفرنجة وهكذا راحت فرصته بالحياة!!
- تخرجت تلك الشابة اليانعة من الجامعة وأخرى أنهت دراسة الدبلوم، حاولت الأولى إيجاد فرصة عمل لتحقيق طموحاتها بالحياة فلم يكن أمامها إلا الفتات والمثبط لكل عوامل الإبداع والإقبال على الحياة، وظلت منتظرة عريس الغفلة على اعتبار أن ضل راجل أحسن من ضل الحيطة، أما الأخرى فحين فكرت بأن تخرج لسوق العمل لم يكن ينتظرها إلا المكتبات والمحلات كعاملة بها ورفض الأهل القاطع والنهائي لعملها وخروجها إلا لبيت جوزها، وكان بالطبع "سيد برغوتة" الحلاق جارها فاتح لها ذراعه كطوق نجاة للفرار من سلطة الأب والأخ وانتقال السلطة بشكل سلمي من الأب للزوج، وهكذا أيضًا وئدت فرصتهما في الحياة!!
- هذا آخر وليس بأخير تفوق في دراسته وحقق نجاحات وتمنى أن يكمل تفوقه وينال حقه العلمي في الوصول لدرجات السلم العلمي والوظيفي ولكن كانت ديانته عائق في استكمال حلمه وحصوله على فرصة للحياة!!
- أما هذا أبن العامل الطيب البسيط اجتهد وكد، محاولاً أن يوجد لنفسه مكانًا بين الناس على خريطة الحياة وحاول الوصول لما يستحقه في درجته الوظيفية ولكن أصله المتواضع وعدم وجود واسطة كان حائل دون تحقيق حلمه وإيجاد فرصة بالحياة!!
وهكذا يظل الجميع يدور بذات الدايرة المغلقة بحثًا عن فرصة بالحياة، إما كان محظوظًا ووجدها وإما كان من ساكني بلاد فقرستان وقهرستان وهربت منه فرصة الحياة وضاعت معها الحياة أيضًا. |