بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
التفويض في اختيار البطريرك
تعريف التفويض:
هو أن يفوض الشعب شخصاً واحداً متمثلاً في (الأسقف أو المطران ) الخاص بالإيبارشية، للتصويب على اختيار البطريرك.
أما ما جرى عليه العمل في العصور الأخيرة، من تفويض شعب الإيبارشية لشخص واحد في اختيار "البطريرك " فهو مبدأ خاطئ تماما إذ فيه إهـدار لديمقراطية الاختيار، وتعطيل لمبادئ الكنيسة المستقرة.
على أي حال، نرى في التفويض على هذه الصورة، تنصل من مسئولية الاختيار، كما أن الطقس الكنسي يتطلب اشتراك جسم الكنيسة كله في الاختيار، فتشكيل جماعة المؤمنين من المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة والعلمانيين (المدنيين ) المواظبين على الصلوات بانتظام، والمساهمين في احتياجات الكنيسة بعطاياهم وأنشطتهم الروحية والاجتماعية والعامة، كل هؤلاء يشكلون "جمعية الناخبين ".
وعلى مر العصور التاريخية اختلفت الآراء حول كيفية اشتراك جمهور الكنيسة (الشعب ) في اختيار الأسقف والبطريرك، لكن الشعب هو صاحب المصلحة في انتخاب راعيه، فيما عدا من كان منهم من صافقي الكفوف، ومحترفي الدعايات الصاخبة والتشنج والتعصب بغير أمانة الوعي والتدبير من الغوغاء والفوضويين، الذين ينحازون لشخص ما يرغبون في اختياره كمن ينجذبون لمن يقول كلاماً عذباً معسولاً يستأثر بقلوب سامعيه، أو ينسبون إليه أعمالاً ساقتها الظروف، أو مدفوعون برشاوى أو عطايا أو هبات وتسهيلات فيتحولون إلى مجموعات، متحمسين أو متشددين لرسامته.
لهذا وجب أن يكون حق التصويت لجميع المطارنة والأساقفة والكهنة، ونواب عن الشعب يحددون بقانون ديمقراطي، يتماشى مع تطور الظروف الديمقراطية الحالية.
على أي حال، بات الأمر ضروريا أن يعاد النظر في اللائحة الصادرة في (2نوفمبر 1957م) لتعديل أحكامها ولتوسيع دائرة المقيدين بالجد وال الانتخابية، الذين يحق لهم إبداء أرائهم فيمن يرشحون لمنصب "البطريرك "، بما يواكب سمة العصر الديمقراطي؛ التي سبق أن أكدتها الكنيسة المقدسة وقوانيننا وتقاليدنا المستقرة، منذ عصر القديس" مار مرقس الرسول"(56-86م) كاروز الديار المصرية.
ومن أول البطاركة الذين تم اختيارهم لمبدأ لائحة2نوفمبر 1957م، البابا "كيرلس السادس " البطريرك رقم (116) (1959-1971م)، والمعروف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولدى المؤرخين والسياسيين برجل (الصلاة و القداسات )، وتم انتخاب مرشحين لكرسي مار مرقس، وهم : القمص دميان المحرقي، والقمص أنجيلوس، والقمص مينا البراموسي، وفى (19ابرايل سنة 1959م)، وبعد القداس أتى طفل (القرعة الهيكلية ) وتم فتح المظروف ، وامسك بإحدى الورقات الثلاث فكانت باسم القمص "مينا البراموسى " وتمت رسامته باسم البابا "كيرلس السادس " في (26ابريل 1959م ). |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|