CET 00:00:00 - 19/10/2009

مساحة رأي

بقلم: محبة مترى
الصراع الازلى بين الخير والشر......كم من اقلام لكتاب ادباء موهوبين على مر السنين جسدته ببراعه فى شكل قصص واشعار وكتابات ,وعلى قدر تعرض الكاتب لتجربة ما صهرته في بوتقه الظلم او الالم او القهر  كلما ابدع فى التعبير واخرج اجمل الكلمات والمعانى التى تعبر عن احاسيسه وتاملاته وحتى شكوكه وظنونه عندما يقارن نفسه بالاشرار الذين قد يتوهم انهم ينعمون بالسلامة والسعادة وراحة البال بينما هو يعانى ,ويظل يتسائل عن حكمة الله فى ذلك , هذا بالنسبة للانسان العادي الذي يسجل افكاره , فما بالنا اذا كانت هذه كلمات الوحي المقدس علي فم أساف النبي المرنم في اغنيته البديعه الخالدة فى مزمور 73  والتى طرح فيها مشكلة الشر فى الارض بعمق وتجربة  ( غرت من المتكبرين اذ رايت سلامة الاشرار. ) (مز 73 :3 )
كم من مرات شعرنا جميعنا اننا أساف , كم من مرة غرنا من الاشرار, كم من  مرة تسائلنا لماذا يارب؟.. لماذا هذا الوضع المقلوب فى الارض؟ ان يتألم ويشقى الانسان المؤمن الخير ويسعد الشرير؟!!.. اسئلة كثيرة تتوارد الى اذهاننا ونغرق فى التأملات....

لماذا تتزايد ثروة الاشرار فى العالم  بالملايين و المليارات والذين يحصلون عليها باحط السبل ؟ بينما انا اعاني ماديا لاجد احتياجاتى الاساسية البسيطة؟ لاوفر اللقمة لابنائى, واحيانا اكون علي حافة الانزلاق لولا امساكك بيمينى " هوذا هؤلاء هم الاشرار ومستريحين الى الدهر يكثرون ثروة".... اما انا فكادت تزل قدماى لولا قليل لزلقت خطواتى".(مز 12:73 )

لماذا ينعمون بالراحة وانا متعب؟ لماذا هم أصحاء وأنا مريض" ...ومستريحين الى الدهر.... لانه ليست فى موتهم شدائد وجسمهم سمين . ليسوا فى تعب الناس ومع البشر لايصابون"
وكما صورهم عاموس( 6 :1 ) " ويل للمستريحين فى صهيون والمطمئنين فى جبل السامرة ....انتم الذين تبعدون يوم البلية وتقربون مقعد الظلم المضطجعون علي اسرة من العاج , والمتمددون على فرشهم, والاكلون خرافا من الغنم, وعجولا من وسط الصيرة, الهاذرون مع صوت الرباب , المخترعون لانفسهم  الات الغناء كداود , الشاربون من كؤؤس الخمر, والذين يدهنون بافضل الادهان ولايغتمون علي انسحاق يوسف..." وهذا مايحدث بالضبط فى وقتنا الحالى مع كل هذا التقدم والاختراعات الحديثة.

ولماذا هذه الكبرياء فى الاشرار ومن أين أتوا بها وهم الذين من المفترض أن  يتواروا  خجلا من شرهم بل على العكس تقلدوها كقلاده في العنق فبدا عنقهم ملتويا وافواههم شامخة " لذلك تقلدوا الكبرياء ..جعلوا افواههم في السماء والسنتهم تتمشى في الارض". (مز 73 : 6 )

لماذ يسود الظلم فى العالم وتزداد صرخات وأهات ودموع المظلومين والمأسورين ؟ دون ان تتحنن عليهم قلوب ظالميهم "لبسوا كثوب ظلمهم. جحظت عيونهم من الشحم . جاوزوا تصورات القلب. ويستهزئون ويتكلمون بالشر من العلاء يتكلمون......)
و كما قال سليمان الحكيم "ثم رجعت ورايت كل المظالم التى تجري تحت الشمس فهوذا جموع المظلومين ولا معز لهم من يد ظالميهم قهر امامهم فلا معز لهم فغبطت أنا الاموت الذين ماتوا  منذ زمان اكثر من من الاحياء الذين هم عائشون بعد.وخير من كليهما  الذي لم يولد  الذي لم ير العمل الردئ الذي عمل تحت الشمس"( جامعه 4 )

ظل آساف يعانى ويتسائل يلازمه شعور من الضياع والشك وعدم الفهم وتشوش الأفكار ووصف نفسه بانه كالمصاب الذي لا يجد من ينقذه كل ذلك دون ان يتوقف عن خدمته او رسالته, وأخيرا عندما جاء بكل اوجاعه الى الله ودخل مقادسه فى خلوة معه منعزلا عن العالم طالبا فهما واجابات لتساؤلاته , عندئذ ازال الله الغشاوة من عينيه واعطاه وضوحا للرؤية وجعله ينتبه الى آخرة الاشرار, فلم تكن مثل بدايتهم , لم يراهم منتصرين بل رآهم فى سقوطهم العظيم واضمحلالهم وفناءهم وتبدلت الصورة امامه وعرف انه كان بليدا عندما لم يفهم مقاصد وفكر الله وادرك صلاح الله لانقياء القلب ,(حتى دخلت مقادس الله وانتبهت الى آخرتهم . حقا فى مزالق جعلتهم . اسقطتهم الى البوار .كيف صاروا للخراب بغتة. اضمحلوا فنوا من الدواهى. كحلم عند التيقظ يارب عند التيقظ تحتقر خيالهم لاأنه تمرمر قلبى وانتخست فى كليتى. وانا بليد ولا اعرف. صرت كبهيم عندك.)
وغنى آساف ...غنى أغنية الانتصار...أغنية الانتصار على الشر..على الظلم ..على متاعب الانسان الارضية , نعم الشر لابد له من نهاية, أحزاننا مؤقتة , ضيقاتنا ستزول, لنا رجاء ..فقط لندخل الى قدس الاقداس , لنقترب الى الله , لنمد يدنا الى يديه الممدودة .
......الى كل المتعبين فى الحياة , الى كل من يعانوا من الشر ومن الحزن والمرض والالم والضيقات , هلم نغنى ونترنم مع آساف  ونرفع يدنا بعلامة الانتصار على الآحزان:  
 "... ..ولكنى دائما معك. أمسكت بيدى اليمنى . برأيك تهدينى وبعد الى مجد تأخذنى. من لى فى السماء. ومعك لا أريد شيئا فى الآرض. قد فنى لحمى وقلبى. صخرة قلبى ونصيبى الله الى الدهر. لآنه هوذا البعداء عنك يبيدون. تهلك كل من يزنى عنك. أما أنا فالاقتراب الى الله حسن لى. جعلت بالسيد الرب ملجأى لآخبر بكل صنائعك.)

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق