CET 00:00:00 - 20/10/2009

مساحة رأي

بقلم: العرضحالجي المصــري – د. ميشيل فهمي

معركة شرسة..ضد هوية مصر وحضارتها
تجتــــاز مصــر هذه الأيــام ، مرحلة تعتبر من أخطــر الفــترات التي مرت بها في العصــر الحديث  ، مرحلة معركة شــرسة من جانب واحد ، حيث تقف الدولــة بمصــر في موقف المشاهدة وليس في موقع الهجــوم الدفاعــي أمام القوي الهجوميــة بهذه المعركة ، حيث  تضافــرت فيها  قُـــوَى وتحالفات وتكتــلات دوليـــة تُحرِكهــا مصــالح مشــتركة فيما بينها .. لتحقيق مطامـــح ومطامــع بالإقلـــيم ومنطقــة الشــرق الأوســـط  ..،  ولأن بلدنــا مصــر المحروســة هي كُبري دول المنطقــة وذات ثِقل ســياسـي معين ، وموقع جغرافي ممــيز ، وتاريخ  مٌتأصل الجذور ، وحضــارة فريدة يعرفها بل ويشغف بها العالــم كله ، وثقافــات تراكميــة  تأثرت بها الكثير من الدول ... ، بالاضافة إلي أن التــاريخ المٌوَثق قد أثبت  أن مصــــر المحروســة ذات  أيادي بيضــاء علي كل دول المنطقــة ، قبــل ظهور الثــروة البــترولية الســـوداء  ، حيث قامت مصر بتقديم معونــات ماديـــة منظــورة وغير منظورة لمعظم دول المنطقــة ، فربما لا يعرف الكثيرين اليـــوم أن مصــر ظلت فترة طويلــة تقوم بِكســــوة الكعبــة بمكــة بالمملكة العربية السعودية ، لعدم قدرة المملكة الماديــة والفنية علي ذلك ، وكان يتم عملها علي نفقة مصر وبأيدي العمال المهرة المصريين ، ويتم سفرها بمواكب إحتفاليــة  من القاهرة حتي ميناء السويس للإبحار  إلي السعودية مصحوبة بآلاف الأطنــان من المعونات الماديــة في شــكل دقيق وسُــكر وزيت وأرز .. وملابس خاصة الجلباب ...الخ ،  لتوزع عن طريق التكيــة المصريـــة بالمملكة ...أما صور المعونة الغير منظورة فكانت في صورة الالآف من المدرسين والأطباء والقانونيين  والفنيين التي ترسلهم مصر لتلك الدول وتقوم مصر بسداد مرتباتهم وبدلاتهم ، هذا بالاضافة إلي استضافة مصــر لالآف الطلاب العرب للإقامة والدراسة بمصــر ....كان لابد من ذِكر بعض أعمال مصــر لِنٌبَيِنَ ونوضـــح أفضالها وأفعالها التي يحــاول الكل طمسها اليوم ...إما بدافع الغيرة من هذا التاريخ ، أو بحافز من الشعور بالنقص من الشقيقة الكري مصر ، وكل ما بيق من هذا التاريخ ..هو الاحتفاظ بلقب الشقيقة الكبري مصر .


من أجل ذلك - وغيره الكثير مما لا يتسع المجــال لسرده - بدأ  منذ ما يقرب من أربعون عاما تنفيذ ســيناريو مُخَطط  موجه ضد مصر المحروســة ، وقد بدأت أولي مراحله بتسديد  موجــات هادئـــة ،  ولكن بصورة منتظمة ومتتاليه ،  في محــاولات اختبارية لجس نبض حكومــة مصــر المحروســة ومجتمعها  ،  لتغيير معالــم الهويــة المصريـــة وطمس ملامــح الحضــارة الفرعونيــة..،  لإضفــاء وتغليب الصبغــة العربيـــة الإســلامية وبالذات الخليجيـــة علي الصبغة المصريــة ...، بدأت هذه الموجــات بعودة الأفواج المصرية المُهَاجِرة هجرة مؤقتة للعمل بتلك الدول إِبّـــان  الأزمــات الاقتصادية التي واجهتها مصر في أواسط الستينيات وأوائل السبعينيات ، حيث عاد المصريــون العاملين بدول الخليج وخاصة المملكة العربية الوهابيــة بكل إعجاب وانيهار بالحضــارة الصحراوية البدويــة والإســلام الوهابــي المتطــرف ، وقد ربطــوا ذلك بوفــرة المــال ورغد العيش ، دون التفكير - ولو البسيط  - في مدي صلاحية تطبيق وتنفيذ عوامل ومعالــم ومظاهر تلك الحضــارة البدويــة والمذهــب الوهابي في المجتمــع المصــري ذو الإســلام السَمِحّ الوسطي المٌتسامح...والذي به المنارة العلمية الإسلامية الأزهـــر ..والذي يفتقد مثله كل البلاد الخليجية بل كل البلاد الإسلامية ..فكان لابد من تحطيمه والهجوم علي رموزه  وإيجـــاد البديل له ، والمتمثل في (( هيئــة كبــار العلمــاء )) بالسعودية ، وجماعة ((  الأمر بالمعروف ، والتهي عن المٌنكر )) ...
وقــد  تناسوا وأغفلوا أن المجتمع المصري يعيش في صُلب كيانه ووجوده مجتمــع قبـــطي متأصل ومتواجــد منذ آلاف السنين وقبل دخول الإســلام مصــر .
وأول من نبه إلي خطــورة الوهابيـــه علي مصـــر وبدء زحفها علي الشعب المصـــري ، هو مهندس النضــال القبطــي عدلــي أباديـــ ، في عدة مقالات والعديد من الرسائل التي وجهها إلي المسؤولين بمصر منذ عدة ســنوات قليلة .

هذه هي الصورة الطيبة الظاهرة علي الخريطة الاجتماعية المصرية ، لكن الواقع المٌبطن يحمل صــورة قاتمــة أخري  تنحصر في أن  : هناك مخطط دولي يضم العديد من القوي والتكتلات والتحالفات ..،  لِضرب مصــر في جذورها وتاريخها وثقافتهاعن طريق  طمس هويتها بهدف  تغيير تلك الحضــارة المصريــة الفرعونيــة الأصيلة ...واستبدالها بالاســلامية الصحراويــة البدويــة بغرض محو أعرق حضــارة ضاربة في عمر الزمن ، والعمل علي تحطيم الأزهر ،  وخلق واختلاق الأزمــات الطائفية المءدية للإحتقانــات بين سِـــدة ولحمــة نسيج مصر أي أقباطهــا ومسلميها ، وذلك بهدف ضرب استقرار أكبر دولــة بمنطقة الشرق الأوســـط ، فلا يٌنكِر إلا مُكابر أن هناك جماعات َدفعت بها لمصر المملكة الوهابيــة ..مٌسلحة بملايين الدولارات البترولية السوداء لنشر أفكار مذهب الوهابية في المحروســة ، وكان أن هبت علي بلادنا تلك العواصف الشديدة الحرارة من التعصب والتطرف ،  وعواصف الفتنة الطائفية  ، كما نشط في هذا الشأن كل من الإمبراطورية  المجوسية في صورة الجمهورية الإســلامية الإيرانيــة  بملاليها لنشر المذهب الشيعي ،  وحزب الله المتبرىء منه سبحانه وتعالي  ، والمؤسسة الموســادية  تحت مظلة  عروبــة دويلــة قطــر ،  وتحت مظلة الاتفاقات السرية مع حماس شبه الفلسطينية.... ، ثم ظهر تكتل آخر مُتعدد الخــطوط  ، بِلعب أدوار متعددة ومزدوجــة الأوجــه ، يقوم ببطولتــه دولــة تركيــا ذات الجــذور العثمانليــة التي كونت إمبراطوريــة الخــلافة با ســتعمارها معظم البلــدان العربية لعهد قريب ، والتي تحــاول الآن إظهــار وثبيت الوجه الإســلامي لها بقيــادة رجب أردوغــان رئيس وزراؤها ، وفي نفس الوقت تحاول الإنضمــام للسوق الأوروبيــة المشتركة والتي ليس بها بلد إســلامي واحد  حتي اليوم ..الضلع الأول هو التكتل التركي/ السوري ، بين  تركيــا الإسلامية وسوريا البعثية والتي عقدت تحالفات نجارية قوية بينهما مثل إلغاء التأشيرات ، وعمل مناورات عسكرية مشتركة ، لدرجــة أن السيد  رجب  أردوغــان رئيس وزراء  تركيا قال أن ســـوريا ستكون  البوابة الرئيسية ومدخلنا للبلاد العربيــة ...، ثم ظهر ثاني ضلع تركي لهذه التكتلات الموجهة ضــد مصــر  خاصة ، والمنطقة عامة هي تكتل ، إيـــران / تركيــا  الذي يهدف إلي تكوين تحالف  تركــي /أردني/ ســوري / قــطري/ إيراني للإلتفاف حول دور مصر وتهميشه بالمنطقة ، وإفشال نجاحاته التي كلما أوشك علي تحقيقها في قضية المصالحة الفلسطينية/الفلسطينية مثلاً ، عمل الجميع علي إجهاض تلك المحاولات .......وآخر تلك الاجهاضات كان أمس بعد زيــارة السيد خالــد مشعل المناضل الحَماســي من داخل أجنحته بأفخم فنادق دمشق ، قام بزيارة غير معلن عنها يومي 12 و 13لَقَطـــر /طهران/ قطر ثم العودة لدمشق ، بعدها أعلن المناضل الحمســــاوي رفضه لآخر إتفاقية للمصالحة والتي كان مُعَدْ لها التوقيع بعد ساعــات بالقاهــــرة . بعد أن كانت حماس قد أكدت موافقتها عليها

كل هذه القوي والتكتلات ..وغيرها ،  تحتاج إلي حُلفاء وأعــوان داخليين  لها لتنفيذ مٌخططاتها ، فوجدت ضالتها في الجماعة المحظورة قانونياً  والغير محظــورة فعلياً  من الإخوان المسلمين والمتأخونين معهم  ، وجماعات الأســلمة المتطرفة ، وجماعات من يسمون أنفسهم بجبهة المعارضة ، ومنهم في واقع الأمــر مندوبين لبهذه التكتلات والقوي المحاربــة لمصــر  ..الخ  ...
والأداة الأساســية والرئيسية  بل والمفصلية لتحقيق تلك الأهـــداف ضد مصــر ، هي الديــــن ، فبالإســلام  السلفي الصحــراوي البدوي التطرفي المنغلق ، يهزمون الإســلام السمحي الوســـطي المنفتح علي الغير والمتفتح لهــم . فبإســلام ( هيئة كبار العلماء ) و ( هيئة الأمر بالمعروف والتهي عن المنكر ) الصحراويتان ، يهزمون الإســلام  السنب ومنــارة الأزهــر ، و......
إلي الجزء الثاني

العرضحالجي المصري – د. ميشيل فهمي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق