CET 00:00:00 - 21/10/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

• الكاتب السياسي أمين المهدي: مصر كانت دولة محترمة في الفترة من 1923 إلى 1952.
• الدولة المدنية الحديثة هي آخر وأرقى مستويات الاجتماع الإنساني.
• الدولة المدنية تدير "فائض" الموارد بينما الدولة غير المدنية تدير "موارد" الدولة.
• لا يصح الحديث عن العَلمانية أو الديمقراطية بدون الحديث أولاً عن الدولة المدنية.
• لا يوجد في الدولة المدنية ما يسمى بالأمن السري أو جهة سيادية.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون

وصف الدكتور كمال مغيث الأستاذ أمين المهدي بأنه كاتب مستفز للعقل والحوار، ويضع الإنسان أمام ضميره، ويضع الكرة في ملعب المستمع والقارئ ليجعله يفكر ويأخذ القرار بنفسه، واعتبره كاتب حيوي يكتب في أماكن الأحداث المنفجرة، فكتب في العراق ولبنان والجزائر أثناء الحروب وانه يطبق القول "ليست العبرة فيما تقول لكن فيما تفعل، وليست العبرة فيما ترفعه من شعارات ولكن بما تبذله من جهود".

أطوار العقل البشري
الدكتور كمال مغيث والأستاذ أمين المهديبدأ أمين المهدي الكاتب السياسي في الندوة التي عقدتها الجمعية المصرية للتنوير بعنوان "مستقبل الدولة المدنية في مصر" أول أمس الإثنين، حديثة بمنهجه في المدخل للدولة المدنية بحديثه عن أطوار العقل البشري وقسمها إلى خمسة الأطوار، الأول: العقل الأسطوري الذي لديه نظرية لتفسير الغيبيات، ثم الطور الثاني: العقل الديني الذي قسم المسؤولية ما بين الغيب والمدرك، ثم الطور الثالث: الفلسفي فأصبح كل شيء قابل للسؤال "من أين أتيت - إلى أين أذهب...؟"، ثم الطور الرابع: الطور العلمي الذي بدأ جاليليو وكوبرنيكس عبر أدوات تجريبية لإعطاء تفسير للكون، وأخيرًا الطور الخامس: ما بعد العلم حيث أصبح العقل نفسه "سلعة" وهو المنتج المادي.

المجتمع المدني هو مجتمع الفرد
وأكد المهدي أن الدولة المدنية لا توجد ضمن الثقافة المصرية الشائعة، مضيفًا أنه لن يوجد مجتمع مدني في ظل دولة عسكرية أو دينية أو أيدلوجية، فالمجتمع المدني هو مجتمع الفرد وليس العائلة، أو مجموعة المؤمنين أو الكفار.
وشدد المهدي على أن الدولة المدنية الحديثة هي آخر وأرقي مستويات الاجتماع الإنسانى مثل مجموعة الدول الاسكندينافية والولايات المتحدة الأمريكية.
ونبر في حديثة على أهمية الفرد في المجتمع المدني، معتبرًا أن الملكية وظيفة، ولا يمكن لأحد من أي دين أو قومية أو إيديولوجية أن يزعم بأي حال أنه مع الدولة المدنية، فالدولة الدينية من أول شروطها نفي السمات التاريخية عن الناس، موضحًا أن النفي هنا لا يعني الاستبعاد فالدولة المدنية هي الوحيدة التي تعطى الحريات للأفراد.
مستشهدًا أن أمريكا تعترف بـ38 دين لكن ليس من حق أحد أن يستوقف أحد في الشارع ليمنعه من العمل يوم السبت أو الأحد أو يستوقف أحد في الشارع ليسأله هل توضأ أم لا!!
وأضاف الكاتب السياسي أمين المهدي أن الدولة المدنية تشترط على الوالدين أن يربوا أولادهم جيدًا وإلا ذهبوا لأسر بديلة، واستشهد بما جاء في الفقه الإسلامي إذا قتل رجل ابنه "فلا يُأخذ الوالد في الولد" مستشهدًا بحكم براءة لوالد قتل ابنه في اليمن!!
واعتبر المهدي أن الملكية في الدولة المدنية حق لا يمكن أن تخضع لقوانين مسبقة من أي نوع مثل الميراث.

جانب من الندوةالدولة المدنية وغير المدنية
فرّق المهدي بين الدولة المدنية وغير المدنية، فالدولة المدنية تدير فائض الموارد مثل "الضرائب - الدمغات.." بينما الدولة غير المدنية تدير موارد الدولة من "المياة - الزراعة نزع الملكية...".
وأكد المهدي أنه لا يصح الحديث عن العَلمانية أو الديمقراطية بدون الحديث أولاً عن الدولة المدنية، فهناك دول ديمقراطية ودول حديثة لكنها ليست دول مدنية مثل إسرائيل، مستشهدًا بإيهود باراك أثناء كامب ديفيد 2 عندما قال أنه يريد أن يصل إلى السلام ليس من أجل العرب لكن من أجل أن تكون إسرائيل دولة مدنية، وهذا ما جعل اليمين الإسرائيلي يغضب منه.
وأكد أن بريطانيا ليست دولة علمانية، فالملكة ترأس الكنيسة وتعين أسقف كانتربرى وويستمنيستر، والدولة هناك لا تعترف إلا بالمسيحية البروتستانتية والآن مجلس اللوردات يناقش الاعتراف باليهودية والإسلام.
الدولة المدنية حالة من حالات التقدم والمشاركة، فلا يوجد في الدولة المدنية رئيس يعلن الحرب بدون أن يعرف الشعب، ولا يوجد في الدولة المدنية ما يسمى بالأمن السري أو جهة سيادية.
وأكد المهدي أن كل كوارث مصر الحديثة تبدأ من أجهزة تسمى بأجهزة سيادية.
وأشار المهدي إلى أن عدد اليهود في 1947كان 480 ألف يهودي "اشكيناز" وعندما حصلت حرب العرب مع إسرائيل في عام 1948 وصل عدد اليهود إلى 640 ووصل في عام 1952 إلى مليون و 300 ألف، وارجع السبب في زيادة عدد اليهود إلى القادة العرب فهم الذين انجحوا الصهيونية باعتبار أنهم هجروا 350 ألف من العراق و85 ألف يهودي من مصر 380 ألف من المغرب و56 ألف من اليمن، وقال أن من يقول هذا الكلام يصبح عدو فالعداء لإسرائيل هو بداية المجد العربي والذي لم يحدث بعد.
وطالب المهدي بإعادة صياغة للمثقف، مؤكدًا أن المثقف الحقيقي يجب إن يكون حرًا مستثنيًا الأكاديميين.
وأكد أن المشكلة في مصر ليست الانتخابات فالمجتمع ميت، فإذا أراد أحدهم أن يبيع أو يشترى سيارة يجب أن يذهب للدولة التي لم يختارها.

سفينة عبيد تبحر في التاريخ
جانب من الندوةوأشار إلى أن مصر كانت دولة محترمة في الفترة من 1923 إلى 1952 حيث كان المجتمع يصنع الدولة ويأتي بالحكام، لكن الآن أصبحنا سفينة عبيد تبحر في التاريخ، مضيفًا أن مصر دولة عسكرية دينية ريفية.
وانتقد المهدي موقف وزير الخارجية السيد أحمد أبو الغيط في تصريحاته أثناء انتخابات اليونسكو عندما قال أن هذه الانتخابات ستحدد موقع الغرب من المسلمين، واعتبره مندوب للباب العالي أو مندوب للخلافة الإسلامية!!
وطالب المهدي أن نتنبه للحديث المصري الآن في دعوة المطالبة بمعاقبة المجاهرين بالإفطار، مؤكدًا أنه عندما كان صغيرًا في سن 14 سنة كانت "البارات" مفتوحة في شهر رمضان وكانت الحالة الأخلاقية أفضل من هذا الوقت!!

الدول الدينية دول إجرامية
اختتم أمين المهدي حديثه بأن الشعب 100% متدين و100% تشك في أي مهنة سواء كانت النيابة أو الشرطة، مؤكدًا أن أي مجتمع محترم لا تزيد فيه نسبة التدين الحقيقي عن 5%.
واصفًا الدول الدينية بأنها دول إجرامية تستعمل العاطفة الدينية عند الناس، فهي دول شعبوية تستفز العاطفة والغرائز والقلق من المصير وتحوله إلى حقيقة سياسية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق