بقلم: ماجد سمير
"هو أنت ممكن تغير أسلوبك" سؤال مباشر وجهته لي "رنا" و"غدير" مذيعتا برنامج "حكاوي بنات" الذي أخرجة المخرج الشاب "سامر خضر" لقناة اللود، ورغم ردي السريع والمباشر المؤكد على صعوبة تغيير الأسلوب الساخر في تناول وعرض القضايا المختلفة إلا أني أشعر أن الضحك والسخرية من كل شيء المميزان للشخصية المصرية باتا بنكهة المرار، وقد يخرج علينا أحد عباقرة التجارة الإستهلاكية في مصر ويستثمر أمواله في إغراق السوق المصرية بزجاجات "حاجة ساقعة" جيدة مثل بيبسي بطعم المر، أو لامواخدة كوكاكولا علقم.
ونرى قريبًا باكورة الوجبات السريعة "كومبو المر"، وتسعى الحكومة إلى تعيين "طايرين" لتوصيل "القرف" للمنازل، فكل الخدمات ستصبح دليفري وما على المواطن إلا الإتصال برقم "زيرو" فقط، ولا علاقة هنا بين "الزيرو" الرقم والحلاقة الشهيرة لحسام حسن، لأن الحكومة فعليًا حلقت للشعب تمامًا لدرجة أن هناك من يطالب بتغيير اسم البلد إلى "كفر القرعة"، وهو اسم منطقة شعبية في محافظة الفيوم وقد تعود التسمية إلى حلم تحقيق الشفافية أو ربما لأن الحكومات المتتالية تحلق للشعب منذ أيام الفرعون "سنوسرت الثالث" الذي اتخد من الفيوم عاصمة لمصر.
والحديث عن المر والمرار لا يحتاج لبحث أو تنقيب، فيوم التصوير للبرنامج الجميل وصلت إلى مدينة الإنتاج الإعلامي بمحافظة 6 أكتوبر بعد ساعتين من المعاناة مع الطرق المزدحمة بالرغم من أن المسافة بين بيتي في الجيزة والأستديو الخاص بقناة "اللورد" من المفترض تقطعها السيارة الخاصة بالقناة الموقرة في نصف ساعة على الأكثر، وحاول السائق الشاب "عمرو" ذو الأصول السودانية -ماحنا كلنا في الهم واحد- الهروب من "الزحمة" في شارع الهرم بسيره على المحور والأخير كان أيضًا مزدحمًا، فقرر اللجوء إلى طريق الإسكندرية الصحراوي ومنه لميدان الرماية ثم مدخل أكتوبر، وفوجئنا بزحام عند حدائق الأهرام، وزحمة أخرى عند مدخل أكتوبر، وزحمة جديدة عند.... و.... و.....، وأرى أن الحل المناسب لأزمة الزحام يكمن في تولي "أحمد عدوية" حقيبة وزارة جديدة تعتني بشئون الزحمة في بر مصر نظرًا لخبرته القديمة التي بدأت بأغنية "زحمة يادنيا زحمة"، على الأقل المغني الشعبي صاحب الصوت الجميل من عامة الشعب ولن يقبل يتم حبس المواطنين في إشارات مرورية طويلة على ذمة خروجة من حجرة النوم إلى الحمام ليقوم سيادته بحلق ذقنه الكريمة، مثل البعض من سادة الشعب من الوزاراء وكبار رجلات الدولة الذين تقفل الإشارات المرورية لساعات لأن سيادته يغسل أسنانه، وفي حالة اتخاذه قرار بالإستحمام ستخرج مظاهرات من العاملين في وزارته يهتفون له بقلب سعيد جدًا قائلين "نعيمًا يا سيدنا". |