CET 00:00:00 - 22/10/2009

مساحة رأي

بقلم: القس. سامي بشارة جيد
يحاول المشككون اعداء السلام وممولو الحرب الصاق تهمة العنف بالسيد المسيح رجل السلام العالمي الذي لم يصنع فقط سلاما للانسان مع نفسة عندما نزع فتيل الحرب بين الروح والجسد وجعل بينهما انسجاما و سلاما سماويا بل صنع سلاما فريدا من نوعة عندما صالح الارض بالسماء بانتصاره علي الخطية لما مات من اجل خطايا العالم وقام هازما الموت واقامنا معة واعطانا خدمة المصالحة لنكون مشاركين في صناعة هذاالسلام السماوي العجيب ومايزال يصنع السلام لكل من يقبلة ربا ومخلصا وفاديا.
ويتشدق هولاء الحفنة الجهلة الذي يساهمون في اعداد وليمة العنف ببعض قصاقيص من الايات الكتابية التي سلخت عن سياقها وقرينتها بيد المتاجرين في جزارة الاديان ليجعلوا من فريتهم حقيقة ومن جهلهم علما ومن عقول البسطاء الذين يذيدون عنهم جهلا بل وغباءا سلالا للقمامة يلقي فيها هولاء قاطني حي الزبالين اساطيرهم وافتراءاتهم وتروج لهم بعض الفضائيات المفلسة التي تاويهم وتوفر لهم الماكل والملبس نظير استغلال السنتهم المسنونة للتقريظ والسباب وترويج تقافة انتحارية تهدم ولا تبني تباعد ولا تقارب تشعل ولا تطفي كمن يلقي مواد مشتعلة علي حرائق غابات من السطحية وادعاء التدين المغلفة بدعاوي وفتاوي اشبة بحديث القهاوي المبتذل تحت مسمي خبيث خبث السم في العسل او السم فى الدسم "ثقافة الحوار" .   فهي اذن ثقافه الجهل وحوار مغرض لا يذيد عن كونة حوار الطرشان.
فهل المسيحية تتبني ثقافة العنف واستخدام السيف؟
ان جوهر المسيحية هي المحبة لله وللقريب وحتي للعدو فالله محبة والوصية الاولي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل قدرتك والثانية مثلها ان تحب قريبك كنفسك واوصي السيد المسيح بمحبة حتي الاعداء "سمعتم انة قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك اما انا فاقول لكم : احبوا اعدائكم. باركوا لاعينكم. احسنوا الي مبغضيكم. وصلوا لاجل الذين يسيؤن اليكم ويطردونكم"( مت 5: 43-44)
اذن كيف يقول السيد المسيح: ما جئت لالقي سلاما بل سيفا؟
دراسة القرينة او السياق( المباشرة)(مت 10: 34 )
موضوع الاصحاح ارسالية التلاميذ الي العالم واحتمال تعرضهم للمخاطر ويطلب منهم عدم الخوف لانهم بذلك يشبهون معلمهم في الالام حتي يصل الي القول "فكل من يعترف قدام الناس اعترف انا به امام ابي الذي في السماوات ع32- 33 فتبيعية المسيح تستلزم تضحية وعدم خوف وايضا تتطلب قرار حتي مع اقرب العلاقات العائلية ع35 فاني جئت لافرق الانسان(غيرالمؤمن بي) ضد(حتي ) ابية ( المؤمن بي) والابنة (غير المؤمنة ) ضد امها(المؤمنة) او العكس ويكون ع34 هو المبدا او الشعار "ما جئت لالقي سلاما( عائليا) بل سيفا" اي قرارا بمع او ضد كما يقسم السيف الاشياء الي نصفين لا ثالث لهما وهذا هو التطبيق اي ان الالتزام المسيحي قد يفرق بين الاحباء اذا وضع الفرد في حالة اختيار بين الاسرة ومعرفة المسيح.
دراسة الايات الموازية(القرينة الغير مباشرة)
اذا نظرنا الي( لوقا 12: 51 ) نجد ان الطبيب لوقا قد ذيل هذا القول للسيد المسيح بما قد سمعة او من فهمه هو كمتلقي اصلي "كلا اقول لكم بل انقساما" وهنا يكون المعني الذي اراده المسيح لمعني السيف هو الانقسام. وهنا يؤكد لوقا قصد المسيح بمعادلة حسابية في ع52 "فانة منذ الان يكون في البيت الواحد خمسة فينقسمون: ثلاثة علي اثنين واثنان علي ثلاثة" ويعود ليؤكد ذلك مرة اخري في ع53 اذ يقول "ينقسم الاب علي الابن, والام علي البنت"
ماذا عن كلام السيد المسيح لتلاميذه في لو 22: 36 "فقال لهم: لكن الان من له كيس فلياخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا" هل هي دعوة لاستخدام العنف في المرحلة المقبلة؟ مرحلة القبض علية ومحاكمتة وصلبة وموتة.
وبنفس الطريقة السابقة لندرس القرينة المباشرة لهذا الكلام فهي تتكلم عن المرحلة السابقة ع35  وكيف كان وجود السيد المسيح مهم كافيا فلم يحتاجوا الي كيس او مزود او احذية بمعني انهم عاشوا حياة الاكتفاء. اما المرحلة القادمة  فلن يكون المسيح معهم لانة لابد ان يتم فيه المكتوب : واحصي مع اثمة لان ما هو من جهتي لة انقضاء ع37 فعليهم ان يتعلموا ان يعتمدوا علي انفسهم لانهم سيتعرضون للمقاومة والمسائلة عن علاقتهم بالمسيح ولسوف يحتاجون الي اشياء وامور كثيرة ومن ضمنها السيف. فهل قصد المسيح السيف بمعني استخدام العنف؟ هوذا هنا سيفان ربما لان السيف احد ادوات الحياة اليومية في بيئة زراعية في عصر اليهود محتلين من الرومان لان سيفان لا يكفيان لا لمحاربة الرومان ولا لمقاومة الجنود المدربين.
ومن اجابة المسيح "هذا يكفي! مع علامة تعجب انما تدل علي تعجب المسيح من طريقة تفكير التلاميذ ويمكن ان نفهم هذا التعليق التعجبي علي انة يكفي الكلام عن الاستعداد بهذه الطريقة لانكم لم تفهموا قصدي الصحيح الذي اشير اليه بسيف الاستعداد وليس سيف العنف والقتال. فتلميذ فى المرحلة الاعدادية يدرك ويعى ويعلم انه لو قصد معلم الاجيال ومحير الفلاسفة ومثقف الادباء ان الاجابة المنطقية البسيطة ان يقول السيد عن السيفين "هذان يكفيان" فى صيغة المثنى كاجابة على سوال اليسد المسيح "يوجد سيفان" !!!
والدليل علي ان التلاميذ لم يفهموا المعني الذي اراده المسيح عندما اتت ساعة القبض عليه واندفاع بطرس ليدافع عنة انتهره المسيح علي طريقتة العنيفة باكثر من موقف كما هو وارد في لو 22: 49- 51 وايضا مت 26: 51- 53
رد سيفك الي مكانه(لا تستخدم السيف ابدا ولا تشهره حتي في وجه عدوك)
لان الذين ياخذون بالسيف بالسيف يهلكون(اظهر حكم من يستخدم السيف حتي في موقف الدفاع عن النفس)
ان اطلب من ابي فيقدم لي اكثر من 12 جيش من الملائكه(لو اريد الحرب لطلبت المونة الحقة من السماء والملائكة وهذا افضل واسرع واقوي)
انه هكذا ينبغي ان يكون(حتمية القبض والصلب والموت)
لمس اذن العبد وابراه(هذه رسالتي وارساليتي اتيت ليكون لهم حياة وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء)
ومن ذلك نري رفض المسيح لفكرة العنف حتي ضد الاعداء المدججين بالسلاح والعتاد بل وحول الاعتداء الي شفاء وهذا ليس بغريب ولا بجديد علي شخص المسيح وشخصيته الفريده كامير للسلام.
ولمذيد من الموضوعية في تناول كل جوانب الموضوع اشير الي موقفين للمسيح ثار في احدهما لان الامر تعلق ببيت الله والعبادة عندما دخل الهيكل(مت 21: 12- 13 ) كعادتة ليصلي فوجد الذين يبيعون ويشترون فاخرجهم وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام (بيتي بيت الصلاة يدعي وانتم جعلتموة مغارة لصوص)
والموقف الاخر عندما ضربة واحد من الخدام عندما كان يحاكم امام رئيس الكهنة (يو 18: 22-23 ) فهنا اكتفي المسيح بتقديم اعتراض ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد علي الرديء وان حسنا فلماذا تضربني؟ وهكذا في موقف شخصي عنيف فيه اهانة قاسية لم يقابل العنف المادي حتي بعنف لفظي ولكنة في نفس الوقت لم يسكت ولم يجبن او يخنع.
ومما سبق نكتشف ان تعاليم ومواقف السيد المسيح العملية تؤكد علي المسالمة السلمية ونبذ العنف واستخدام السيف وان المسيحية من هذا الافتراء وهذه الفريه براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب وان رسالة المسيح للعالم المتالم والمتحارب والمتصارع هي رسالة المصالحة والوداعة والسلام في عالم يعجز فية كل قادته عن صنع سلام حقيقي حتي ولو عن طريق مؤتمر دولي يدعي الية الجميع الا يسوع المسيح رئيس السلام الذي تغنت يوم ميلادة الملائكة باعذب انشودة للحب"المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وفي الناس المسره"
ان دعوتي لهولاء المفترون وللعالم اذا اراد سلاما واقعيا وان اراد ثقافة تقوي الحوار وتتبناه ان تؤمن بامير السلام الذي يعطي سلاما واقعيا وحقيقيا بين الانسان ونفسه وبين الانسان واخيه الانسان والسلام الاعظم والاجمل والاكمل بين الانسان والله بمسيح السلام الذي كان يجول يصنع الخير وكان وديع ومتواضع القلب لا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيله مدخنة لا يطفي الذي اذا شتم لم يكن يشتم عوضا  اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنة اخلي نفسه واطاع حتي الموت موت الصليب ليؤسس مسيحية المحبة وليكون مسيح الحب. فمتي يكف المفترون ومتي يصمت المتاجرون ممولي الارهاب  حفنة المتدينون اتباع ابو جهل؟
فمن لا يساهم  في اعداد وليمة السلام يساهم في اعداد وليمة الخصام ومن لا يملك سلاما لا يصنع سلاما ومن لا يساعد في اطفاء النيران يشعلها ومن لا يدق اجراس السلام يقرع طبول الحرب. ولا اجد اجمل من كلمات القديس فرنسيس الاسيزي عندما صلي قائلا:
يارب استعملني لسلامك فاصنع الحب حيث البغض والاتحاد حيث الخلاف والمغفرة حيث الاساءة والحقيقة حيث الضلال والايمان حيث الشك والرجاء حيث الياس والنور حيث الظلام والفرح حيث الكابة. امين!

القس: سامي بشارة جيد
راعى الكنيسة الانجيلية بابو حماد- شرقية
pastorsamymg@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق