CET 00:00:00 - 23/10/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: مادلين نادر – خاص الأقباط متحدون
"العنف ضد المرأة هو عنف ضد المجتمع كله"... هذا ما أكدت عليه مائدة الحوار التي أقامتها مؤخرًا مؤسسة "سوا" لتنمية المجتمع والمرأة والطفل بعنوان "دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة".
وتناولت المناقشات دور الدين في تكريس العنف ضد المرأة لا سيما أن القائمين بالعنف يستندون إلى تفسيرات الفقهاء وكتب التراث. وإن الدروشة الدينية الحالية تعمل على تراجع وتخلف المجتمع.
استضافت الندوة الأستاذة "وفاء عوض" نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، والمهندس "عادل طلبه" رئيس لجنة التنمية بمجلس محلى الجيزة، والأستاذة "سعاد سليمان" المحامية وأمينة صندوق مؤسسة النواة للتنمية والتوعية.

تحدثت سعاد سليمان حول العنف ضد المرأة باسم الدين، وقالت:
مائدة الحوار التي أقامتها مؤخرًا مؤسسة سواالعنف ضد المرأة أمرًا يظهر جليًا في مجتمعنا، ويتزايد في الآونة الأخيرة حيث اتخذ شكلاً جديدًا أو ما يعرف باسم الإرهاب باسم الدين، فالعديد من الفقهاء يفسرون الأحاديث النبوية وغيرها بشكل فيه تمييز ضد المرأة، وأصبحت المجتمعات الأخرى تتطور أما نحن فنرجع للخلف وبخطوات سريعة. وتتم مناقشة قضايا كالحجاب والنقاب رغم أن التراث الإسلامي يشير خاصة في كتاب "سيرة أرباب السيف والقلم" إن سكينة بنت الحسين لم تكن محجبة.
وأضافت: يضع المجتمع المرأة في مكانة دونية دائمًا، فهم يصفونها كثيرًا بـ "العورة، والشيطان، وسبب المشاكل، وغير المثقفة" فهي تنجب وتربى فقط دون أن يكون لها أي أدوار أخرى. فالمرأة المصرية أصبحت إما محجبة أو منتقبة وتراجعت المرأة المصرية الوسطية.
بالتأكيد أنا لا أقيد الحرية الشخصية في ارتداء النساء ما تشئن لكن الأمر أصبح مرتبط بنمط التفكير الذي جعل المرأة نفسها تمارس العنف ضد المرأة، فتجدها تقول إن مكانها هو المنزل ولا مجال لها في العمل أو أنها لا تصلح لأن تشارك وتتواجد في المجال السياسي.
وأكدت سعاد سليمان: إن دخول الدين في كل تفاصيل حياتنا أصابنا بالدروشة الدينية وأبعدنا عن الوسطية، فلماذا لا نضع الثقافة جسرًا نمر عليه للتوعية بحقوق المرأة ودورها في المجتمع؟ يجب عدم قهر المرأة وإرهابها باسم الدين. فالإعلام الذي يزيد من العنف ضد المرأة هو نتيجة لما يحدث في المجتمع من إرهاب للمرأة باسم الدين وليس الإعلام هو السبب في العنف ضد المرأة.

المهندس عادل طلبه رئيس لجنة التنمية بمجلس محلى الجيزة، قال:
هناك بالفعل جزء من العنف الموجه ضد المرأة بسبب التطرف الديني، وجزء آخر يرجع للتطرف الأخلاقي. لكن حقيقة يوجد عنف بشكل ثالث يزعجني كثيرًا، العنف ضد المرأة داخل الأسرة الذي تتعرض له المرأة بشكل يومي حيث إن المرأة داخل المنزل منذ الصباح الباكر وهي تقوم بأعمال المنزل ثم تذهب مسرعة إلى عملها وتعود منه لتستكمل اليوم الشاق. بالإضافة إلى أنه بالرغم من بدء تولي المرأة المصرية بعض المناصب القيادية إلا أنه لا يزال هناك عنف سياسي ضدها فلا يتم تمثيلها السياسي بشكل كاف حتى الآن رغم المناشدة بزيادة تمثيلها داخل مجلس الشعب إلا أنها تحتاج إلى المزيد.

مائدة الحوار التي أقامتها مؤخرًا مؤسسة سواعقبت سوسن الجندي –صحفية بجريدة الأهرام– وقالت:
هناك عنف في المجال المهني ندركه بشكل واضح حتى داخل المؤسسات الصحفية نفسها، فنجد الصفحة المتخصصة للمرأة هي الأقل أهمية عادة وإذا كان هناك إعلانات للجريدة يتم حذف الصفحة لإتاحة المساحة للإعلانات.
وعرض وفاء عوض توصيات مائدة الحوار والتي طالبت بتبني الجمعيات الأهلية برامج توعية للمرأة في هذا المجال بالإضافة إلى دورات تدريبية للصحفيين والإعلاميين، وإعداد قاعدة بيانات لجمعيات المهتمة بالمرأة وأن تكون هذه البيانات متاحة على الانترنت.
والدعوة إلى تغيير الخطاب الإعلامي عن المرأة بحيث لا تكون مادة للإثارة في البرامج والإعلانات والفيديو كليب.

وفي مداخلة لإحدى الصحفيات قالت إن المشكلة "إننا لا يوجد لدينا إعلام إسلامي وخطاب ديني خاصة أن الدين الإسلامي هو أرقى الأديان في التعامل مع المرأة وأكدت على كل حقوقها وهو أبعد ما يكون عن العنف ضد المرأة".
وطلبت المحررة الكلمة معقبة إنه لا يجوز أن يقول إعلامية أن هناك دين أرقى من آخر عند الحديث عن المرأة، فالمسيحية واليهودية قدما نماذج إيجابية  للمرأة، فالمرجعية يجب أن تكون مدنية بعيدة عن الدين، ففصل الدين عن السياسة والمجتمع في صالح كل منهما.   

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق