لماذا ننتخب جمال مبارك أو لا ننتخبه ؟

بقلم: صفوت سمعان يسى
إجابة هذا السؤال ليست بسهولة طرحه - فلإجابته لابد ان تطرح ماذا فعل السابق ليفعل الآتي الذى خرج من نفس عباءته  - فلا يمكن التقييم بدون مراعاة ان جمال مبارك يحمل معه تركه 28 سنه حكم من المكاسب أو الخسائر وهو بذلك يظلم نفسه كثيرا ليحاسب عن السابق الذى ليس له شأن به وإنما مسئول عنه لأنه يحمل الجينات والكروموزونات الوراثية

فإذا كانت إجابة التساؤل لماذا ننتخبه فسوف تكون للأسباب الآتية :-

1-   انه خرج من أسرة رئاسية وتربى وفهم سر المطبخ السياسى سواء داخل حدود الدولة أو خارج الدولة اى انه شرب سر الصنعة .
2-   انه يمتلك خلفية تعليمية نهلت من جميع الاتجاهات مما يؤهله للنظر بأكثر من زاوية ورأى على الموضوع الواحد
3-   إذا تم انتخابه فسيكون أول رئيس خرج بعيدا عن المؤسسة العسكرية مما سيدفع الدولة نحو المدنية وبعيدا سياسية عسكرة كل محافظة أو مدينة كما نرى الآن .
4-   انه شاب وسيكون له طموح كبير نحو التجديد ودفع الدولة المصرية نحو الحداثة والتقدم بعيدا عن الريكادلية السياسية والأصولية الدينية .
5-   انه الوحيد الذى بإمكانه عند توليه الرئاسة ان يدجن الحرس والبطانة القديمة دون ان تتعرض له وباستطاعته ان يحيلها بضربة واحدة للتقاعد بنفس الامتيازات وعدم فتح الملفات كما فعل السادات فى ثورة التصحيح 15 مايو .
6-   لم يعتقل حتى الآن اى مواطن مطالب بعدم توريثه ورأينا ظهور حركات ما يحكمش ولا للتوريث – فهذا يدل على انه عنده قابلية لقبول الأفكار المعارضة وانه سوف يحجم دور الشرطة فى وظيفتها الأساسية فى الأمن الجنائى والسياسى ولا تكون موجهه لأمن نظام الحكم فقط كما نرى – ولم يتورط فى قمع حركة التحرر مثل كفاية أو شباب 6 ابريل .
7-   عدم وجود البديل القوى – أو عدم السماح بطرح بديل قوى – مما يجعله البديل والخيار الوحيد المطروح الآن على الساحة وعلى رأى المثل اللى نعرفه أحسن من إلى ما نعرفهوش.
8-   موافقة أمريكا ضمنيا عليه فهى لن تسمح بظهور حركة مثل حماس تمسك بزمام الحكم فى منطقة حساسة وذات إستراتيجية عاليه لها – وبالرغم من انه مبدأ مرفوض التدخل لكنه لابد أن يؤخذ فى الاعتبار.
9-   بالنسبة للأقباط يدفعهم الخوف من وصول الأخوان للحكم إلى اتجاه انتخابه .
10-   بالإضافة لموافقة البابا لترشيحه وقبوله إلى أحساس الأقباط بأن البابا يدلى برأى له نظرة تنبوئية مستقبلية - بالرغم من انه مبدأ مرفوض تدخل رجال الدين فى السياسة .

 بالرغم من ان العوامل السابقة  تؤدى إلى انتخابه هى نفسها قد تؤدى أيضا إلى عدم انتخابه ويمكن ان تؤدى للإطاحة به وتهديد حياته !!!

فإذا كانت إجابة التساؤل التالية لماذا لا ننتخبه فسوف تكون للأسباب الآتية :-

1-   انه امتداد لنظام حكم قبض على مصر لمدة 28 سنة فى عالم حدثت فيه متغيرات كثيرة سواء فى الفكر أو السياسة أو العلوم ولم يقم بالتقدم المناسب الذى يجارى العصر .

2-   انه امتداد لنظام حكم قبض على مصر لمدة 28 سنة فى ظل قانون طوارئ جعل من إحكام القضاء لا قيمة لها فى أحيان كثيرة وجعل من رتبة شرطية تقبض على من تفرج عنه المحكمة وتصدر أمر باعتقاله مرة أخرى دون سند من القانون فى انتهاك واضح لجميع القوانين وانتهاك شديد لحقوق الإنسان الموقعة عليه للأسف مصر .

3-   انه امتداد لنظام حكم قبض على مصر لمدة 28 سنة زادت فيه الاعتقالات ومصادرة الفكر بطريقة لم تحدث من قبل وخصوصا فى أخر فترة انتخابية ووصلت فيه الاعتقالات إلى ما يزيد عن 38 ألف معتقل  وأضيف إلى نوع  المعتقلين بكل أسف المدونيين ومستخدمى النت فى سابقة لم تحدث فى العالم إلا فى الدول الديكتاتورية والمتخلفة .

4-   انه امتداد لنظام فصل فيه الدستور على يد  ترزية  القوانين  وأصبحت مواده مليئة بالثقوب ومهلهل من كثرة التناقض بين مواده  من المادة الثانية  وبين المواد 40 و 46 وماتت فيه المواطنة بالإضافة إلى المواد 87 و 88 الخاصة بتولى رئيس الجمهورية التى امتلأت بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل التى تجعل من الاستحالة احد غير جمال مبارك يتولى الحكم  بالرغم من انه كان يمكن أحالة التفاصيل للقانون لأنها متغيرة على ان يبقى بالدستور الخطوط العريضة لتولى الرئيس .

5-   انه امتداد لنظام استولت فيه السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والاثنين على السلطة القضائية ولم يكن هناك فصل فى السلطات الثلاث  لمراقبة كل الأخرى كما نص الدستور . 

6-   الخوف من رجال الأعمال الذين يحيطون به من وصولهم معه الحكم بصورة رئيسية بالرغم مما عرف عنهم من الانتهازية والممارسات الاحتكارية التى أضرت بشدة اقتصاد البلد وهؤلاء يحتسبوا عليه بأخطائهم أو مميزاتهم .

7-   انه امتداد لنظام فشل فى إدارة الدولة بالطرق المدنية وأعمال المرافق الرئيسية وأصبح محتاج لتدخل الجيش فى أنشاء الطرق والكبارى والمخابز وإنشاء المدارس الخ... حتى الفشل فى رفع المخلفات كان يتم التفكير فى تدخل الجيش أهل يصح إدخال هيئة سيادية مثل الجيش فى مثل هذه الأعمال وما فائدة الهيئات المدنية التى يقع فى اختصاصها هذه الأعمال

8-   انه امتداد لنظام فشل فى حل مشكلة الزيادة السكانية معتمدا على رجال الدين بينما هى مشكلة امن اقتصادي وتنمية بشرية لا علاقة لرجال الدين بحلها.

9-   انه امتداد لنظام فشل فى حل مشكلة البطالة المترتبة على البند السابق ومن نتائجها هجرة خيرة الشباب واقوى قوة عاملة يمكن ان يستفاد لتنمية وازدهار الدولة المصرية لاقتحام الظهير الصحراوى وحتى الذين اقتحموه بعدما ظهرت الخضرة استولت مافيا الأراضي والحكومة على أرضه ومن استثمر الأرض وبنى عليها طالبوه بدفع فروق الأرض التى أعطيت له وطالبوه بدفع مئات الآلاف على المتر لتوصيل المياه والكهرباء وإلا نزعت متبعة سياسة ما يعطى باليمين يؤخذ بالشمال - أتدفع هذه الأعمال الشباب للتفكير والعمل بمصر – أليس من الأفضل لها الهرب للغرب والعمل بكرامة وحرية حتى وان غرق فى البحار !!!

10-  انه امتداد لنظام واكبر عصر حدث للأقباط فيه انتهاك حرياتهم الدينية وزادت فيه أعمال الفتن الطائفية بشكل غير مسبوق بسبب عدم تفعيل القانون أنما تم تفعيل القوانين القبلية والذمية بطريقة تم دفن بها مبدأ المواطنة إلى رحمة الله إلى غير رجعة .

11-   انه امتداد لنظام حدثت به اكبر نسبة خطف للبنات القبطيات سواء برغبتهن أو ضد رغبتهن  بمباركة وعلم الأمن مما يعتبر طعنا فى شرف الأسر التى اختطفت بناتهن وكسر وامتهان كرامتهم حتى انتهاء حياتهم ونحن شعوب شرقية يعتبر الشرف والدين اعز شىء للمصرى.

 أفهل يستطيع جمال مبارك التخلص من التاريخ السابق ويعمل على تغيير الحرس القديم الذى فقد شعبيته من فترة طويلة لامتهانه و إقصائه الشعب المصرى .

أفهل يستطيع ان يحدد الفترة الانتخابية بحد أقصى اثنين فترة غير مسموح بتعديهم وألا يكون مثل السابق حتى لا تصبح الدولة المصرية من جمهورية إلى ملكية ويستدعى بذلك السؤال الساذج هى ثورة 23 يوليو قامت ليه ؟

أفهل يستطيع ان يجعل سيادة القانون على الجميع شأن الدول المتقدمة .

أفهل يستطيع ان يجعل الدولة المصرية دولة مدنية عصرية .

وأخيرا أفهل يستطيع عمل انتخابات رئاسية حرة نزيهة وسط مرشحين فعليين لا كومبارس كما حدث فى السابق و تحت إشراف الهيئات الدولية بحيث لا نرى الصوت الذى أدلى به المواطن فى الصندوق غير الذى تم فرزه وغير الذى أعلن !!!

أذا تم كل هذا فسوف يقف معه اكبر نسبة من الشعب المصرى ويرفع له قبعته وسنكون اسعد شعب بانتخابه رئيسا للبلاد