CET 09:12:09 - 26/10/2009

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
استمتعت بحديث شيق للعالِم المصري الجليل الدكتور/ أحمد زويل، عن (كيف يمكن للعالم العربي الإسلامي أن يصنع نقلة إلى العالم الحديث أو المتطور)، حيث أوضح سيادته:-
أولاً: الوضع العلمي الحالي في العالم العربي الإسلامي...
هناك إحصائية تفيد بأن أكثر من 30% من العالم العربي أمّي -أي ثلث المجتمع العربي تقريبًا- وأنه ليس عندنا معهد علمي أو مؤسسة علمية قوية تُحَسِن وضعنا علميًا على الخريطة العالمية، وضرب لنا مثلاً بدولة (كوريا) التي دخلت العالم المتطور و(الهند) التي أصبحت الآن في صورة مشرفة..!!

 ثانيًا:الوضع الإقتصادي في العالم العربي الإسلامي...
أوضح سيادته أننا أصبحنا فقراء جدًا في المشاركة الفعالة في الإقتصاد العالمي، حتى وصل بنا الحال أننا لم نستطيع أن نقول أن هذا ناتج العالم العربي.. وهنا السؤال: كيف نصنع بيزنس ناجح مع الآخر إلا إذا كنا على نفس الدرجة الإقتصادية معه؟؟؟

 ثالثًا: الوضع السياسي في العالم العربي الإسلامي...
وضعنا السياسي على الخريطة العالمية ضعيف جدًا و نجد أن معظم المشاكل السياسية متمركزة في المجتمع العربي...

كل هذه أشياء مؤلمة.. ويتساءل الدكتور زويل مستنكرًا، هل هذا نتيجة أننا عرب أم أننا مسلمين؟ هل هذا التأخر يدخل في التركيبة الجينية لنا كمسلمين؟
فلو بحثنا من الناحية الجينية في شريط الـ DNA الموجود فى الإنسان عمومًا نجده هو نفسه الموجود في القرود.. أي أنهما متشابهان، وبالرغم من ذلك نجد أن العرب يختلف مع الغرب فى كل شيء.. فهل يُعقل أن يكون العرب أقرب إلى القرود من الإنسان؟ حيث لا اختلاف جيني بين العرب والغرب بدليل أنه عندما يخرج إنسان عربي خارج المنظومة العربية نجده يُبدع..!!!
وإذا نظرنا كيف كان العرب خلال 1000 سنة ماضية سنجد أننا نفتخر بأسماء مشرفة منهم مثل الحسن بن الهيثم وجابر بن حيان وإبن خلدون، وفي مجال الأدب نجيب محفوظ والعقاد وإحسان عبد القدوس وكثيرون آخرون.. كل هؤلاء مسلمين. وهنا لى وقفة.. هم صحيح مسلمين ولكنهم تحرروا من الفكر الإسلامي أو على الأقل أخذوا الصور الحلوة منه، فإذا نظرنا مثلاً إلى ماليزيا نجد أنه كانت نسبة الفقر فيها 57%، والآن انعدم الفقر وأصبحت من الدول الأولى رغم أن غالبيتهم مسلمين.
واقترح الدكتور أحمد زويل بعض النقاط الهامة للحل منها:
التعليم: بالدرجة الأولى بداية من طفل الحضانة وحتى المرحلة الجامعية وهذا صحيح.. فطفل القرن الـ21 الآن ربما يُولد و يداه تجيدان العزف على آلة موسيقية مثلاً أو نراهما رهوانين في التحرك فوق (كيبورد) الكمبيوتر، ولكننا تدريجيًا ننزع منه هذه الوزنات بالصمت وعدم المبالاة أو بالخنوع والخضوع، وأن يتقبل الشيء على ما هو عليه ولا يجادل ولا يناقش... بهذه الطريقة نكون قضينا على هذه الطفولة المُبتكِرة!!!

 المشاكل السياسة: بالدرجة الثانية لأننا منطقة حساسة من حيث الوضع الجغرافي والمطامع الدولية، والحقيقة أني أتعجب أننا جميعًا نجيد التكلم في السياسة ونجيد الحلول السياسية ولله الحمد لنا حناجر قوية وألسنة تصل إلى عنان السماء، فأين علماؤنا السياسيين؟ وأين مستشارينا السياسيين؟ هل خلت مصر من أمثال هؤلاء؟ أنا لا أعتقد ولكني أعتقد أن حكومتنا قد شاخت وضعف بصرها وثقل سمعها وجاءها ضمور وضعها تحت وصاية مجموعة من الدعاة يتحكمون في مصائر شعوب كاملة وتحت وطأة تدخل الدين في جميع نواحي الحياة.

الإنسان المصرى حين يخرج خارج المنظومة العربية المتسربلة بالدين وشريعته فإنه يوضع في (غربال) يتم فيه تصفيته والخروج بأحسن مهاراته ومن هنا يبدأ رحلته، وإذا برع وتفوق مثلاً كالدكتور زويل نبدأ (نتمنظر) ونقول انظروا هذا مصري، رغم أن عوامل نجاحه بفضل آخرين عرفوا كيف يعزفون على مهاراته كإنسان حتى صنعوا منه عالِم.. بعيدًا عن مصطلحات نحفظها جيدًا (مفيش فلوس) و(أجل فكرتك بعدين) و(فوت علينا بكرة)....إلخ من مصطلحاتنا المتقَنة.
كل هذه عوامل أدت إلى تأخرنا!

لا بد أن ينظر العالم إلى المجتمع العربي نظرة جديدة وخصوصًا مصر، لابد أن نستخدم ثقافات عالمية في تغذية العقول، علينا أن نجعل الديانة ما هي إلاّ علاقة خاصة شخصية بين الإنسان ومن يعبده حتى ولو كان يعبد الحجر.
لذلك أختلف مع الدكتور زويل فى أن تأخرنا ليس بسبب جيني بل بسبب ديني.

العالم الآن يسير علميًا بسرعة الصاروخ و بدأوا يتعاملون مع الأمراض المستعصية عن طريق مركبات تتفاعل مباشرة مع الخلية المختلة والمسببة للمرض، ونحن نبحث عن بول البعير وجناح الذبابة.. وهناك آخرون يسبحون الآن حول المريخ ويتصلون بكوكب الأرض خلال ثواني ونحن ما زلنا في الهجوم وصراع الأديان وما مدي شرعية الحجاب والنقاب!!.

كيف للوطن العربي أن يتخطى محنته التي وضعته فيها جماعات العنف الديني بما تحمله من أفكار معادية لقيم الإنسانية والفهم المنغلق على الذات المنافي لكل معطيات العصر الذي نعيشه؟؟
هل يُعقل هذا؟ متى سنلحق بقطار التقدم؟ أم أننا ركبنا قطار الموت إكلينيكيًا لمجتمع عربي مصري؟؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٢١ تعليق