CET 00:00:00 - 24/03/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
من أعظم أعمال الممثل الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين تلك الأدوار التي كان يمثلها والتي كانت تطرح بعض قضايا المجانين، ومن أشهرها فيلم (إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين) وقد أدى عدة مرات في أكثر من فيلم شخصية الطيب الذي يزج به في مستشفى المجانين لأنه يقول الحقيقة التي يرفضها المجتمع وقد كانت أفلامه تظهر المجانين ضحايا المجتمع وضحايا الظلم ولكن حين تقترب من هذه الشخصيات تجدها طيبة وديعة مجني عليهاولقد أحببنا إسماعيل ياسين وأحببنا مجانينه نتيجة تلك الطيبة التي أحسسنا بها معه ومع مجانينهولكن صور الجنان التي كانت تلك الأفلام تقدمها تختلف كثيراً عن صور الجنان التي تنتشر في مجتمعنا الحالي.
ففي أفلام إسماعيل ياسين كان المجنون ضحية المجتمع، ولكن في واقعنا الحالي يصبح المجتمع ضحية المجنون فكيف ذلك؟؟
يسعى الكثيرين من العقلاء في هذه الأيام للحصول على شهادة أو تقرير يفيد بإصابتهم بعاهة نفسية وتلك الشهادة مثل الجرين كارد فهي تصبح السلاح الذي يدافع به عن نفسه في حال ارتكابه أي جريمة، كما أنه يستطيع الحصول بها على إعانة حالة اجتماعية من الضمان الاجتماعي في حالة العوز الماديوأعتقد أنه زادت جداً في الآونة الأخيرة تلك التقارير الطبية التي تنسب الإصابة بالمرض النفسي للحصول على إعانات مالية.
وبالطبع لا يعلم أطباء الأمراض النفسية أن تلك التقارير من الممكن أن تكون أداة للمجرم كي يهرب من العقاب إذا ما تورط في جريمة قتل وخلافه.
إلى هنا واذكر سبب كتابتي لهذا المقال وهو قراءتي أن الإرهابي (وأنا مصر أن أطلق عليه إرهابي) الذي قام بالتهجم على الأمريكي في حي الحسين وطعنه بخنجر عده طعنات هو مريض مرضاً نفسياً وأنه أودع مستشفى المجانين سابقاً بعد أن تهجم على قافلة للسياح عام 2000!!!
والله أنا أول مرة أسمع عن تخصص في الجنان خاص بقتل السياح أو تخصص للجنان زي مجنون الإسكندرية اللي كان تخصصه قتل الأقباط أو سفاح بني مزار والحقيقة ما أقدرش ادخلها دماغي علشان دماغي على قدها وماتستحملش الكلام الكبير دةلكن الخلاصة إيه أن القاتل بيهرب من تنفيذ العقوبة بادعاء أنه مجنون وطبعاً دم الناس دي بيروح هدر علشان مالهمش دية!!
طيب ولما الراجل أتهجم على قافلة سياح سنة 2000 افرجتوا عنه ليه؟؟ هيقولك علشان حالته أتحسنتطيب أهو ارتكب جريمة تانية مين اللي يتحاسب عنها؟؟ هل يتحاسب عنها المجنون المتخصص ولا الدكتور اللي أفرج عنه وأداه تقرير تحسن ولا المحامي اللي أترافع عنه واثبت أنه مجنون!!
طيب وإذا كانت المستشفى أفرجت عنه للتحسن  طيب مش دة ينتفي معه صفه الجنان ويجب محاسبته على جرائمه!!! ولي سؤال مهم:
لماذا لم يحكم على أي من الإرهابيين الذين هاجموا السياسيين في مصر بأنهم مجانين؟؟ ولا التخصص دة مش موجود في حالة السياسيين؟؟ وماسمعناش عن مجنون تخصص الهجوم على السياسيين زي تخصص الأقباط وخلافه؟!!
عموماً على قد ما كان مجانين إسماعيل ياسين في الزمن الجميل تمتعنا وتضحكنا حتى جاء مجانين الأصوليين ليبكونا ويحسرونا على زمان وأيام زمان وجنان زمان.
والغريبة إن زمان أيام هتلر كان بيلم المعوقين والمجانين ويحرقهم ويخلص المجتمع منهم لكن أحنا  رحماء وبنهتم بالمجانين اللي بيرتكبوا جرايم وبنعلفهم ونسمنهم علشان يرتكبوا جريمة تانية ولما يرتكبوها نطبطب عليهم ونضمهم في حنان ومانحاسبهمش أصلهم مجانين والمجانين في نعيم!!
عموماً هذا الجنان مقنن ومدبر وهناك أيادي وراءه ترعاه وتستخرج له التقارير والشهادات الطبية ولكن كما أقول دائماً أن مَن يربي التعابين هو أول مَن يُلدغ منها وستدور الدوائر ليعلم الذين ظلموا إلى أي منقلب ينقلبون.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق