بقلم: جاك عطالله
وصل سلفا كير ميارديت نائب الرئيس السودانى والزعيم الجنوب سودانى إلى القاهرة في زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين المصريين تتركز حول العلاقات الثنائية في مختلف المجالات . وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن زيارة سلفا كير تتعلق بترتيبات العلاقات بين مصر وجنوب السودان في حال اختار الانفصال عن الشمال فضلاً عن توسيع نطاق التعاون، وإقامة المزيد من المشروعات التنموية في جنوب السودان
الخبر منشور بمعظم الصحف العربية والعالمية اليوم الاحد وننتهز هذه الفرصة لنقول كلمتين للحكومة المصرية وايضا للزعيم سيلفا كير
اولا نبدأ بتحية واجبة لذكرى المناضل السودانى الجنوبى جون جارانج الذى لولا مجهوده ونضاله الطويل وبعد نظره و كفاحه المستميت ضد حرب الابادة التى شنتها حكومة شمال السودان الاسلامية و التى استقوت بالقران والشريعة على قومه لما كان بالامكان زيارة سيلفا كير لمصر و لما كان هناك اى امكانية ان يستقبله اى رئيس مصرى --
للحق والحقيقة انه رغم الاختلافات الظاهرية الا انه هناك تشابه كبير بين حكومتى شمال السودان والحكومة المصرية وبين وضعى شعب جنوب السودان و الشعب القبطى المصرى --
تعرض الشعبان القبطى والجنوب سودانى لاضطهاد علنى و مذابح و خطط ابادة ومحو هوية واحتلال واغتصاب و مخطط دينى يستقوى بالشريعة الاسلامية و بايات القتال والجهاد على المخالفين -- شعب جنوب السودان كان حسن الحظ فوجد جارنج الذى استعان بدول الجوار و بالمنظمات الدولية و بالامم المتحدة و حمل السلاح مرغما لوضع حد لمذابح الابادة التى قتل فيها ثلاثة ملايين جنوبى واغتصبت نسائهم وبناتهم وبيع ابنائهم و بناتهم بسوق العبيد كارقاء بالخرطوم بمائة دولار للعبد حتى سنوات قريبة -- والان تكرر الحكومة المصرية بداية من السادات ونهاية بمبارك نفس اخطاء حكومات السودان وبالاخص النميرى والبشير باستخدام القهر ضد غير المسلمين و بمصر تستقوى الحكومة المصرية و مسلمى مصر بالاسلام وتستخدم تطبيق الشريعة الاسلامية كسلاح ابادى ضد الاقباط وتقوم بتنفيذ مذابح عديدة ضدهم بدون حساب ولا عقاب
الحكومة المصرية والقانون المصرى و المادة الثانية من الدستور دائما مع تشجيع المتعصبين المسلمين على اخذ القانون بايديهم والانتقام الجماعى من الاقباط وممتلكاتهم وارواحهم وكنائسهم واخر الجرائم اول امس وامس واليوم بقيام مئات من متعصبى المسلمين بقتل مسيحى بمدينة ديروط بصعيد مصر بمائة واربعين رصاصة ثم ذبحه بفصل راسه عن جسده بالشارع امام رجال الامن ثم حرق كنيستين وعدة صيدليات وعربات ومنازل تخص الاقباط و الاعتداء الجنسى بهتك العرض على فتيات مدارس قبطيات و تمت سرقة الممتلكات قبل حرقها بتحميلها بسيارات المتعصبين الاسلاميين وكانت النساء المسلمات تزغرد للسرقة والحرق و هتك عرض الفتيات القبطيات و اعتبرها مسلمى ديروط غزوة مباركة لتأديب الاقباط جماعيا واذلالهم
اخشى انه بعد هذا الارهاب الاسلامى الجماعى المتكرر بصورة شبه يومية ضد الاقباط وتشجيع الحكومة المصرية للمسلمين على العقاب الجماعى ضد الاقباط واذلالهم بكل مناحى الحياة و بدون حساب ولا عقاب ولا تطبيق اى قانون الا قانون الغزوات الاسلامية وقانون الغاب ان الاقباط لن يكون امامهم الا تدويل المشكلة و سيظهر بينهم قطعا جارانج و سيلفا كير بصورة سلمية وبدون حمل سلاح بعد تكرار هذه الحوادث الارهابية الجماعية من المسلمين وتصاعد وتيرتها بصورة مذهلة وامتدادها من اقصى شمال مصر لاقصى جنوبه
للاسف ما سوف تجنيه الدولة المصرية ومسلمى مصر واقباطها للاسف تمزق اوصال الدولة المصرية بسبب غباء حكامها و تشبههم بالنميرى و البشير وغباء مسلميها وعدم حكمتهم فى وضع حد لهذه المهازل والاعتداءات اليومية --
فى خلال سنوات بسيطة ان لم توقف الحكومة المصرية مؤامرتها ضد الاقباط سيطلب الاقباط -- ان لم يطلبوا استقلالا -على الاقل منطقة امنة محمية من الامم المتحدة كما تم بالعراق للاكراد وكما تم لمسلمى البوسنة والهرسك
ياحكومة مصر اتعظى وخدى الدرس من شعب جنوب السودان وقياداته العظيمة - من الاسهل والاوفر و الاسلم لجميع المصريين الغاء اسلمة الدستور و الدولة المصرية وتحقيق المواطنة المتساوية و احترام حقوق الاقباط بدلا من تحويل مصر لدولتين بعد حروب مدمرة
اما ما نقوله للزعيم سيلفا كير ان استقبالك بالقاهرة يوضح مدى هلع الحكومة المصرية من استخدام جنوب السودان ورقة المياه وانتم قطعا ستستخدموها لتحقيق قفزة نوعية و تنمية حقيقية لشعبكم العظيم و المظلوم ولانكم دولة منبع وليست دولة مصب و اتمنى على كل الاقباط وخصوصا المؤهلين منهم والذين يستطيعوا تقديم خبرات و افكار لحكومة جنوب السودان لمساعدتها على تجاوز اثار الحرب الاهلية المدمرة ان يعرضوا خبراتهم على حكومة جنوب السودان لتسريع التنمية فيها و اقامة دولة حديثة تكون مثلا امام المسلمين المصريين ومسلمى المنطقة التى تضطهد اقلياتها المسيحية على ما يستطيع فعله اقباط مصر من خير وتنمية لجميع المصريين و المنطقة حولنا ان حصلنا على حقوقنا كاملة بدولة مصرية علمانية حديثة
اتمنى على الحكومة المصرية , ومسلمى مصر ان تتعظ ولو مرة من درس السودان القاسى وهو ان الاستقواء بالشريعة الاسلامية لاضطهاد واستئصال الاقليات المسيحية يؤدى الى العكس تماما ورغم ان الظروف الجغرافية والتاريخية قد تختلف بين شعب جنوب السودان والشعب القبطى الا ان النتائج تتشابه بصورة او اخرى ويارب نتعلم حاجة من وجود سيلفا كير بالقاهرة و من نضال شعب جنوب السودان البطل
jattalla@yahoo.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|