بقلم: عساسي عبدالحميد
عما قريب سوف تشهدون زوال إسرائيل من الوجود، هذا ما قاله الرئيس الإيراني النجادي المحمود بعظم لسانه الممدود، وثكلتني أمي إن قوّلت الرجل ما لم يقله أو أضفت شيئاً من عندي، فلدي الشهود من بغداد وأسدود حتى الرباط وأرفود.
إن زوال كيان اليهود إلى جانب نهاية ملك آل سعود وموت الملك عبد الله هي علامتان بارزتان من علامات قرب ظهور المهدي الموعود حسب ما يعتقده الشيعة في كتابهم المنضود، وفي إيران الفارسية لا ينال شخص ما منصباً سيادياً هاماً ما لم يكن شارباً هذه العقيدة شرب الماء، وحافظاً عن ظهر قلب تفاصيل عصر الظهور من ألفه حتى الياء..
فعن الإمام الصادق: من يضمن لي موت عبد الله -أي يأتيني بخبر موته- أضمن له القائم -أي ظهور الإمام-...
ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت يطول ذلك؟؟ قال كلا ((البحار الجزء 52 ص 210)).
وتشير الرواية إلى أن آخر حكام الحجاز هو الملك عبد الله، وأن الأسرة الحاكمة ستختلف من بعده على غرار الخلاف الذي حصل في الكويت لكنه يؤدي إلى انقسام ملك هذه العائلة إلى إمارات متناحرة، ويذهب الملك الطويل الذي كان يدوم إلى سنين طويلة ويأتي ملك الشهور، ويكون ظهور الإمام المهدي ع ج بعد وفاة عبد الله.
وفي الروايات أن عبد الله يُقتل على خلاف داخلي ويكتمون خبر موته 40 يوماً لتنصيب خليفة، لكن الخلافات ستنشب حتى تتقاتل القبائل التي ستنقسم بين العائلة الحاكمة، وتعتبر هذه العلامة من العلامات القوية التي تشير إلى قرب ظهور الإمام وعودة العزة والمنعة للفرس الذين سيسودون العالم.
البارحة أعلن سيد البيت الأبيض باراك أوباما أن هناك مبادرات أخرى لتشجيع إيران وإغراء أبي لؤلؤة المجوسي على اقتسام الكعكة، هذا ما صرح به أوباما بمناسبة احتفال إيران بعيد النيروز وصرحت به كذلك الخارجية الأمريكية، فواشنطن تسعى جادة لكي تحضر طهران مؤتمراً حول أفغانستان بلاهاي عند نهاية شهر مارس آذار من هذه السنة وتريد مد يدها للإيرانيين وطي صفحة الماضي وبدء عهد جديد من التعاون والإحترام المتبادل بين الشعبين، هذا هو الخطاب الرسمي للحكومة الأمريكية... فهل هو اعتراف صريح بوزن إيران الإقليمي واستعداد واشنطن للإعتراف بمصالحها حقوقها المشروعة؟؟، أم هو فخ من فخاخ العم سام السامة ؟؟....
نعم، دعني أطلق يدي بأفغانستان أدعك تطلقها بمنطقة الخليج، وبعدها اختر لخليجك ما تشاء من التسميات.. فارسياً.. مجوسيا... خمينياً... زرادشتياً.. فلك القواميس والمعاجم.. لك التاريخ العريق... لك البطولات والملاحم... لك العمائم... فانتقي لخليجك يا سليل ساسان ما تراه ملائماً من الأسماء واللوازم. فلك القوائم.
نعم هذه هي رسالة أوباما لورثة عرش كسرى وحفدة زرادشت، فأفغانستان أصبحت لها أهمية إستراتيجية قصوى بالنسبة للأمن القومي الأمريكي فهي على مقربة من الماردان القادمان الصين والهند وعلى مرمى حجر من بلدان الإتحاد السوفيتي سابقاً ولها حدود مع إيران وستلعب مستقبلاً معبراً وبرج مراقبة لإمدادات النفط والغاز التي سيزداد الطلب عليها من طرف التنين الصيني (1.300.000.000 نسمة) والفيل الهندي (1.150.000.000 نسمة) والفهود الأسيوية وبلدان الإتحاد الأوروبي، أن تكون لواشنطن موقع قدم دائم بأفغانستان وآخر بالقرن الإفريقي أفضل بكثير من التركيز على منطقة الخليج التي ستتركها واشنطن لأبي لؤلؤة المجوسي مقابل أفغانستان ليتصرف فيها وفق مصالحه وعقيدته مع مراعاة مصالح شريك المستقبل العم سام الحيوية بالخليج الفارسي.
وعلى ضوء هذا التحالف فلا يمكن لكيان سعودي أن يصمد ويطول وبالتأكيد أنه سيتفكك، فمنطقة الدمام والإحساء والقطيف ذات الكثافة الشيعية ستنال استقلالها بمباركة وتزكية الملالي وحينها لا مجال للتحدث عن موقع البحرين من الإعراب لأنها ستلتحق أوتوماتيكيا لحظيرة إيران ونفس الشيء ينطبق على جنوب العراق حيث أضرحة الأئمة الأطهار والصحون الحيدرية.
إن طموح ملالي الحوزة لا ينتهي عند هذا الحد فهم يسعون لوضع يدهم على البيت العتيق وخدمة الحجيج ولم لا؟؟ وهم أحق بها.
إن قوة إيران و بناء الإمبراطورية الفارسية مرهون بالإيمان بغيبيات رسخها الأئمة الأطهار وبعدهم ملالي قم وخدام الحوزة في ذاكرة ووجدان الأجيال وعقيدة يحرص صناع القرار بطهران على التمسك والإيمان بها ولا يتبوأ شخص ما منصباً سيادياً في إحدى مؤسسات الدولة ما لم يكن مؤمناً حتى النخاع بعودة المجد والعزة لإيران الزرادشتية، نجادي نموذجاً، فازدياد نفوذ إيران سيصحبه إنتهاء ملك آل سعود بالحجاز وزوال دولة إسرائيل هذا ما يعتقده النظام الإيراني كما أسلفنا..
النظام السعودي ومعه مشايخ الخليج وإسرائيل لا يريدون لهذا النوع من التوافق أن يتم بين واشنطن وإيران لأنه إذا تم فان المد الشيعي سيزحف وسيصير حكم آل سعود في خبر كان وستختفي دولة إسرائيل من الخريطة، وهذا ما صرح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عندما قال عما قريب سوف تشهدون زوال إسرائيل، فهل تعمد تل أبيب على توجيه ضربة خاطفة لإيران وإعفاء واشنطن من هذا التحالف المفروض عليها (مُرغم أخاك لا بطل) وإنقاذ آل سعود من خطر إيران الداهم؟؟
هذا ما يتمناه آل سعود من صميم قلوبهم فهم يريدون نهاية للنظام الإيراني في أقرب وقت ممكن وبأقل تكلفة ودون أن يشكل ذلك خطر عليهم وعلى مصالحهم الشخصية وهي المتع والملذات ولا شيء غير المتع والملذات، آل سعود لا يهمهم البحث العلمي ولا تهمهم كرامة المواطن والعيش الكريم لشعبهم.
قالت صحيفة صاندي تايمز في أحد أعدادها في صيف 2006 ((إن الأميرات في اليوم الأول من وصولهن أنفقن مبلغ 676 ألف جنيه إسترليني على تصاميم ماسية، كما وصلت فاتورة الفواكه إلى ألفي جنيه إسترليني، أما باقات الورد فتكلف يومياً ألف جنيه إسترليني، تم استئجار وتوظيف 300 خادم من المدينة، منهم السائقون، وخبراء التجميل، والغرسونات والحاضنات، ويقضي أفراد العائلة الشباب أوقاتهم في قهوة غويو المعروفة حيث يختارون أجمل اليخوت للإبحار فيها))، وقالت نفس الصحيفة إن الملك الإسباني خوان كارلوس، قطع رحلة عائلته الصيفية في مايوركا لكي يسلم علي أرملة صديقه الراحل الملك فهد، وتقضي العائلة وقتها في قصر " بلاسيو اريكيو" الذي أنفق الملك فهد على إعماره وتجديده مبلغ 75 مليون جنيه إسترليني، ويحتوي علي مركز رياضي ومسجد ((نعم مسجد جاءوا ليعبدوا الله له قانتين))، وعيادة طبية خاصة ويشبه تصميمه تصميم البيت الأبيض الأمريكي.
وكان الملك فهد قد قضي آخر زيارة له للقصر مع 3000 من حاشيته حضروا في موكب كبير من الطائرات العملاقة، ويقدر ما أنفقه فهد بحوالي 600 ألف جنيه إسترليني علي جناح حجز على مدار السنة قرب مستشفى خاصة، حيث ظل الجناح فارغاً تحسباً للطوارئ، كما تم حجز 300 غرفة في فنادق الخمسة نجوم وتم إحضار 100 سيارة مرسيدس.
((فهل هناك فردوس أرضي أكثر من هذا الفردوس؟؟))
عساسي عبدالحميد – المغرب
Assassi_64@hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|