بقلم: نشأت عدلي
لا يمكن تمر سنه في مصرنا بدون احتكاكات طائفية، بل وأصبحت كالنذور لا بد من تكرارها عدة مرات حتى يرضى الذين يقدموا لهم هذه النذور عنهم، ويبدو أن هذه النذور مشروطة معهم بالحرائق وسفك الدم حتى تكون حقيقية، وربما تكون مشروطة بقتل نفس ليس لها ذنب.. نفس بريئة.. أو عدة أنفس، ويبدو لى أن ديروط هذه موعودة بمثل هذه المواجع فقد حدثت بها من قبل احتكاكات بمثل عنف هذه الأحداث..
بدون شك أن التعصب والتحفز أصبح سمة من سمات أبناء بلدنا، تعصب لجنس ولون وعقيدة حتى لو لم يكن في مصر، ونحن وحدنا الذين يجب أن نحمل وزر أخطاء الآخرين.
الرسوم الدنماركية التي أحدثت هياجًا في الشارع المصري.. دفعنا نحن الثمن، وقدم آبائنا اعتذار عن شيء لم يفعلوه ولم يكن لهم يد في فعله، أصبحنا نتحمل أوزار كل ما يحدث للمسلمين في العالم.. لا نتحملها فقط.. بل وندفع ثمنها وثمن كل أخطاء الغير.. وربما نُقتل بسبب ذلك.
والسؤال.. أين الدولة ؟؟ أين سيادة القانون الذي أعلنوا عنه وملأوا الدنيا ومنّوا بنشرة على أبناء الأمة بدون أية تفرقة؟؟ أين دولة المؤسسات؟؟ وأين هذه المؤسسات من هذه الحوادث الدامية؟؟ لماذا لم تظهر؟؟ أم أن هناك أحداث أكثر من هذه لتظهر فيها ويكون ظهورها واضحًا وملموسًا؟؟
أين العدل الذي يتشدقوا به فى كل حديث أو ظهور إعلامي؟؟ أين هذه التى أسموها بالوحدة الوطنية وما يتبعها من عبارات مموجة ليس لها معنى من النسيج الواحد.. والفتلة الواحدة..ألخ؟ هذه الكلمات التي لا تخرج إلا على موائد العشاء الممدودة وحولهم الكثير من الكاميرات والتسجيلات والعديد من الشخصيات المختلفة الجنس، أو في المناسبات الرسمية والغير رسمية.. نتباهى بزيارتهم لنا ونطبعها على قلوب السذج على أنها محبة قوية، وأصبحنا كمن يستجدي المحبة والإندماج في بلدنا لكي يمّنوا علينا بلقب مواطن وفي دواخلهم نحن بالنسبة لهم كوصمة عار في بلد نحن أصلها وفصلها, هناك في الغرب أقليات مسلمة.. هل سألوهم يومًا كيف تتعامل الحكومات الغربية معهم؟؟ وكيف تعاملهم؟؟ هل يشعروا أنهم ليسو مواطنين في هذه البلاد وليست لهم أية حقوق فيها؟؟ الأقليات في كل دولة من الدول الغربية لا تشعر مطلقًا أنهم أقلية، سواء عددية أو عقيدية، بل متساويين تمامًا مع أبناء الدولة التى يعيشون فيها.. ولا فرق بينهم مطلقًا.
وهذا يرجع إلى مدى تقدم الدولة وحرصها الدائم على هذا التقدم، أما نحن.. نتقدم دائمًا بالكلام والتصريحات والصرخات العنترية، نرى الأخطاء أمام أعيننا وهي تزحف لتدمر كل ما حاولنا أو نحاول إنجازه، والمسئولين ينكروا أن هذا تدمير بل هذا هو التعمير، لصالح من كل هذا؟؟ ومن المستفيد؟؟
المشكلة هي ليس ما حدث في ديروط وما سوف يحدث فى غيرها من البلاد، ولكن المشكلة في التعنت الحكومي أمام كل طلب من أبناء هذا الوطن المسيحيين، هذا التعنت والتعسف في طلباتنا هو الذي أعطى هؤلاء الجرأة على استباحة حياتنا وأعراضنا وكل ما لنا فى هذه البلد، بل تعدت هذا فى مساعدتهم الضمنية خفية أحيانًا وعلنية أحيانًا كثيرة.
المساعدة والتبريرات التي تمنحها السلطات لهؤلاء الغوغائيين وهذه تعتبر تصريح لهم ليفعلوا ما يريدوا بل هم يعتبروها خوف منهم.
أين الأمن الذي ندعيه؟؟ بل ونعلن عنه لكل العالم لكى يأتوا إلينا زائرين!
إن كنا لا نستطيع أن نوفر هذا الأمن في بلدنا ولأبنائنا فكيف نستطيع أن نوفره لهؤلاء الزائرين؟؟ كيف يضمن الزائر أنه في حماية بلد غير قادرة على حماية أبنائها الذين بداخلها؟؟
انتبهوا يا سادة.. هناك مخطط قوي للإنهاء على هذا البلد بعد التقدم التي كانت عليه، أصبحنا نرجع للوراء بانحدار سريع والهدف القضاء على البلد التي كانت في يوم منارة...
أن قصة الإنتهاكات في بلدنا أصبحت زائدة عن كل الحدود.. فهناك خفافيش تعبث لكي تزيد إشعال النيران.. فهذه ليست طبيعتنا.. إن تركناهم زادوا عنفًا.. وربما يؤدي هذا إلى عواقب يعلم الله وحدة مداها.. فإن سكت الناس اليوم فلن يسكتوا غدًا. . |