الراسل: سامي يوسف
الزمان: حوالي الساعة الرابعة بعد ظهر الأحد 12 أبريل 2009
المكان: جسر 6 أكتوبر, جانب الجزيرة
الأشخاص: ثلاثية مكونة من مصرية محجبة ترتدي (جينز) ضيق حتى يبدو كما لو كانت قد ارتدته بمعونة (لبيسة) بينما كست وجهها بطبقة من الأصباغ والمساحيق, والطبقة تعطي الانطباع بأنها من السمك بحيث لو اصطدم وجه المسكينة بجسم صلب لحدث شرخ فيها, وسوف نلقبها هنا بـ (الفتاة) رغم أن هذا ليس بالوصف الدقيق علي أي حال. وسنها يتراوح ما بين التاسعة عشرة والعشرين.
الشخص الثاني في الثلاثية شاب مصري, متوسط الطول, بالغ النحافة حتى يخيل لمن يراه أن البلد تمر بمجاعة, ذو بشرة داكنة, وملامح تعطي انطباعًا بـ (فهلوة) غريزية. شحذتها الأيام والسنون وسوف نلقبه هنا بالمصري.
أما الشخص الثالث في الثلاثية فكان شابًا ذو ملامح أوروبية شرقية, يميل للبدانة, معطيًا الانطباع بأنه ربما كان أحد أسباب المجاعة التي أشرت إليها عاليه, ومظهره يوحي بأنه سائح (اقتصادي) back-packer أي من نوعية السياح التي تحمل أمتعتها علي ظهورها، أي باختصار سائح (قرديحي) ولنلقبه هنا بـ (السائح).
كنت وقتها مع قرينتي نستقل سيارة تقودها إحدى قريباتها, والمرور شبه متوقف علي الجسر, وحانت مني الفتاة فلمحت الثلاثي إياه يسير على مهل ويتوقف كل بضعة خطوات.
وواضح أنه كان هناك نوعًا من (التفاوض) جاريًا بين المصري الذي كان يسير في الوسط -ويقوم بدور الوسيط- والسائح, وكان باديًا أيضًا أن المصري كان محنكًا في هذا النوع من التفاوض بينما السائح يتظاهر بأنه ليس مهتمًا, فيما كانت الفتاة تسير إلى جانب المصري وهي صامتة, وبعد بضعة دقائق يبدو أنه قد تم التوصل إلى اتفاق.
ارتسمت بعده ابتسامة باهتة علي وجه السائح بينما تبادل المصري والفتاة حديثًا سريعًا, غني عن البيان أنه لم يكن نقاشًا حول إحدى روائع شكسبير بأي حال من الأحوال, وغني عن البيان إن الفتاة والمصري لم يكونا جزءًا من حملة جمع تبرعات لجمعية الهلال الأحمر!
عند هذه النقطة لا حظت قريبة زوجتي إن أنظاري تتابع الثلاثي إياه -الذي استمر في السير تجاه الزمالك- فقطعت صمتها بكلمتين: (عادي جدًا!!).
على موضوع: صفوت حجازي ووصف غير المنتقبات بالعاهرات
|