CET 10:31:52 - 29/10/2009

مساحة رأي

بقلم: أدولف موسى
أريد أن أكمل الجزء الأول لهذه المقالة بعرض بعض مقومات وإمكانيات القياده لبعض من قادة البلاد الغربية التي يُقال أنها تمتلك القوة الإقتصادية.
- هل هم فعلاً أقوياء في امتلاك زمام الحكم؟
- كيف أتى بعض منهم إلى الحكم؟
- ما هو الدور الذي في إمكانهم عمله في لعبة حقوق الإنسان؟
- هل ما يُسمى بقوانين حقوق الإنسان المُتفق عليها عالميًا شيء مُلْزِم لكل الشعوب؟
- هل يمكن إجبار بلد ما على تطبيق هذه الوهم المسمى بحقوق الإنسان؟
- هل تطبق هذه البلاد المسماة بالبلدان الديمقراطية والحرة نفسها مبادئ وقوانين حقوق الإنسان؟
- وأخيرًا هل يوجد عن حق شيء يمكن تسميته بحقوق الإنسان أم هي كلمة أو شعار تافه لا قيمة له لاستحالة وجود من يستطيع تطبيق ما اتُفِقَ عليه فيه؟

سوف أحاول أن أخرج نفسي من إعطاء الرأي الخاص وإن أمكن سوف أحاول توصيل الرأي العام فقط. فلنبدأ ببعض منهم:
1- باراك أوباما: وصل إلى حكم الدولة ذات أكبر اقتصاد وقوة عسكرية في العالم عن طريق فشل الرئيس السابق له "جورج بوش جونيور" في توصيل سياسته للمواطن الأمريكى وللعالم، من المعروف ايضًا أن الريئس السابق بوش قد تسبب في أكبر هزائم متلاحقه لحزبه الجمهوري، فكان من الطبيعي أن كل من دخل الانتخابات من الحزب المعارض وهو الحزب الديمقراطي ضد أيًا من الحزب الجمهوري كان لا بد أن ينجح مهما كان حتى ولو كانت "هيلاري كلينتون"، فكان المعروف أن حملة الحزب الديمقراطي لاختيار من يمثله في الانتخابات الاخيرة كانت في الحقيقة حملة اختيار من يرأس الولايات المتحدة لأنه لم يكن هناك عاقلاً يصدق أن الحزب الجمهوري يمكن أن يكون له أي أمل في النجاح في الانتخابات.
زاد على ذلك المهزلة الكبرى التي عملها "جون ماكين" المرشح الجمهوري في ذلك الوقت باختيار "ساره بالين" لتكون نائبة له في حالة نجاحه للرئاسة، رغم أن جورج بوش بعد انتصاره في الانتخابات في أول مرة ضد "آل جور" بطريقة مشكوك في أمرها إلا أنه قد نجح في إعادة الانتخاب مرة ثانية.
كانت غلطات جورج بوش كثيرة وأهمها أنه عندما غزى العراق تحت بند إرادة بناء أول مجتمع ديمقراطي في الشرق لم يأخذ في الاعتبار أن الديقراطية الغربية لا تصلح للشرق لاختلاف طرق الفكر والحضارات. كذلك بدأ بوش في إخراج أكبر كميه من أبناء الولايات المتحدة عن طريق الجيش للعالم كله وشغل بلده بأشياء قد كلفت بلده الكثير ماديًا ومعنويًا، كما جعل كثير من الشعوب تكره كل ما هو آتٍ من الولايات المتحدة، كانت أيضًا من أكبر أخطاءه أنه لم يستطيع أن يحسب حساباته صحيح.
وصل باراك أوباما للحكم عن طريق إعطاء منتخبيه آمالاً وشعارات لا حصر لها وأعداد رهيبة من الوعود لشعبه، وكل من يفهم في السياسة يعلم جيدًا أنه حتى تنفيذ 10% من هذه الوعود أمرًا مستحيلاً.
استلم أوباما الولايات المتحدة متورطة في أشياء عسكرية وغير عسكرية كثيرة في أنحاء العالم كله، والأفظع من ذلك مهلهلة اقتصاديًا حتى أن قدرتها للحصول على قروض في الستقبل أصبح شبه مستحيل (لقد أوضحت في مقالتي السابقة كيفية حصول حكومة دولة متقدمة على القروض من شعبها).
وأهم سؤال هو: هل باراك أوباما يمتلك القدرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ سوف أترك كلَّ يقرر بنفسه، أنا شخصيًا لا أؤمن بقدرته لأنه أخذ على عاتقه الكثير الذي لا يمكن أن يُحَل بالأقوال والخطابة البارعة التي اشتهر بها بل بالأعمال، حتى إن كان أوباما صادقًا في طموحاته إلا أن الإمكانيات المتاحة له لن تساعده على تحقيقها.
الإرادة وحدها لا تكفي بل لا بد من معرفة الإمكانيات المتاحة وما هي قدرات هذه الإمكانيات، ولا ننسى أن عديد من المشاكل الجديدة تتوالى والتي لا بد من إيجاد حلولاً أيضًا لها.
والسؤال الآخر: هل يستطيع قائد هذه الدولة العظمى إجبار أصغر دولة لتطبيق حقوق الإنسان؟ هل يطبقها هو في بلده؟

2- المملكة المتحدة، إي بريطانيا: لم نشاهد في تاريخ هذه الدولة، التي كانت يومًا ما لا تختفي الشمس عن ممتلكاتها، حاكمًا لها أضعف من رئيس وزراءها الحالي "جوردن براون"، كيف أتى هذا المسكين إلى الحكم؟ بعد أن كان رئيس الوزراء ورئيسه السابق في الحزب "توني بلير" في الماضى الغير بعيد من أكبر الشخصيات التى كان يقتاد بها حكام دول كثيرة، وانطفأت شعلته بعد عديد من القرارات الخاطئة وتوريط بريطانيا في أشياء كثيرة ليس لها حاجة بها، قام حزبه "حزب العمال" بثورة للإطاحة به وإعطاء خليفته ووزير الإقتصاد في ذلك الحين "جوردن براون" تأيدهم له تحت أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكان هذا هو الخطأ الكبير.
من المعروف أن بريطانيا قد باعت كثير من صناعتها ذات الوزن الثقيل للعالم الخارجى، من أظرف هذه المبيعات هي ماركة السيارات الفخمة "جاجوار" التي اشترتها الهند!
والسؤال الهام: هل جوردن براون يصلح لحل مشاكل بلاده؟ هل يصلح في النظر في مشاكل حقوق الإنسان؟ أنا نفسي أشك في هذا.

3- سيلفيو برلسكوني "الأب الروحي وحاكم إيطاليا": زير نساء، يتحكم في أكثر من نصف بلد صناعيه كبرى ويعتبر زعيم المافيا الأكبر هناك. رفعت محكمة الدستور الإيطالي عنه الحصانة الدبلوماسية منذ فترة قليلة لإعطاء الإمكانية لمحاكمته. كثير من الإيطاليين يحبونه بل يقدسوه كمثل أعلى للإيطالي الأصيل وآخرون لا يطيقوه. يتحكم في أكثر من نصف الإعلام الإيطالى وفريق كرة قدم كبير.
والسؤال: هل يصلح كحاكم وهو منهار في كثير من النواحي؟

4- نيقولا ساكوزي "الرئيس الفرنسي من أصل مجري: بدأت شهرته بعد عمليات العنف التي دمرت باريس في وقته كوزير للداخلية والتي قام بها ضائعي المستقبل وآفات دخلت المجتمع الفرنسى بالخطأ من أبناء المستوطنين الأجانب في فرنسا. تألق نجمه حين أصر أن ينسفهم ويقاومهم كشر كبير. كانت له علاقه مع الموديل السابق "كارلا براوني" وكتم هذه العلاقة إلى أن نجح في انتخابات الرئاسه وترك زوجته بعد ذلك وتزوجها. يُعد من الحكام الأوروبيين الذين قد فهموا لعبة الوصول للحكم. أفَّاق ومغرور كبير ويعتبر نفسه أحسن ما أنتجته الطبيعة من رجل، عدوه اللدود رئيس الوزراء السابق تحت الرئيس "جاك شيراك" وهو "دو فيلبان".
السؤال هو: هل لهذا الرئيس القدرة في أخذ أكبر مكانة في السوق الأوروبية المشتركة بجانب الدولة الكبرى ألمانيا؟

5- ثم نأتي لـ"أنجيلا ميركل" مستشارة أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، أكبر دولة في التصدير في العالم، ثالث أكبر إنتاج قومي في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان، مستشارة ألمانيا: كيف وصلت لرئاسة أكبر حزب في ألمانيا حزب "الإتحاد الديمقراطي المسيحي" وعن طريقه للحكم كمستشارة؟ كيف دمرت هذا الحزب على الطريقة الشرقية رغم أنه الحزب الحاكم حتى الآن؟ كيف حدث هذا؟ كان أكبر مستشار عرفته ألمانيا ورئيس وصانع "أنجيلا ميركل" السابق "هيلموت كول" الذي حكم ألمانيا لمدة 16 عامًا وهو سبب الوحدة "ألمانيا الغربية والشرقية" قد سقط عام 1998 وتورط الحزب الديمقراطي المسيحي في كثير من الرشاوى من العيار الثقيل وفقدان الحزب للحكومة، تراجع "هيلموت كول" عن رئاسة الحزب وجاء بعده آخرًا "فولفجانج شويبلا" ولكنه لم يستمر كثيرًا لأنه كان من أكبر المتورطين في هذه الرشاوى التي ذكرتها.

لم يجد الحزب قائد واحد له الشجاعة في أخذ المسؤلية ليخرج الحزب من ورطته في ذلك الوقت. عرضت "أنجيلا ميركل" خدماتها في هذا المجال وعلى الفور وجد فيها الحزب الحمقاء التي تريد أن تلقي بنفسها في التهلكه فوافقوا.
في الانتخابات الأولى لها للوصول إلى منصب مستشار ألمانيا كانت هزيمتها كبيرة، رغم ذلك ولأن الحزب الكبير الآخر كانت هزيمته أكبر استطاعت رغم الهزيمة الكبيرة أن تصبح أول امرأه تحكم ألمانيا بمساعدة الحزب الكبير الآخر والخصم لها، أراد حزبها تحليل الهزيمة ولكنها استعملت الطريقة الشرقية وهي طريقة الديكتاتورية في كتم أفواه معارضيها في الحزب ونجحت.

في الانتخابات الأخيرة أيضًا هزيمة أكبر من الأولى ولكن الحزب الليبرالي الذي يرأسه شاذ جنسيًا "جيدو فسترفلا" ووزير خارجية ألمانيا القادم قد قرر التحالف مع حزبها وبقيت مستشارة.
أنجيلا ميركل إنسانه في حزبها قوية جدًا ولكن في قراراتها مهلهلة ولا تصلح، ليس لها قدرة أخذ القرار كمستشارة وطريقة حكمها هي أن تصمت وتنتظر أن كل يعبر عن رأيه والرأي الذي يثبت وجوده تأخذ به، أضعف شخصية قيادية عرفتها ألمانيا. ألمانيا تُحْكَم الآن من امرأه ضعيفة وشاذ جنسيًا.

سوف أُكمل البقيه في مقالتي الثالثة، أرجو من القراء فهمي في طريقة عرضي للمواضيع السياسية، لأنني أريد فقط إيصال الحقائق كما هي وبكل صدق لأن الحقيقه لا تعرف المجاملة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق