مبادرات عبر الأنترنت لفصل الدين عن الأحكام القضائية

كتب: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
ظهرت مبادرة على الانترنت تحت عنوان "قضاة في قفص الاتهام" وجاء في بدايتها: أنقذوا الدين من أيدي  القضاة المصريين. وأوضحت إن نسبة 96 بالمائة من الأحكام القضائية في مصر تصدر بالخطأ (وفقًا للإحصائيات الرسمية) وتنسب للدين حيث يردد القضاة آية "إن الحكم إلا لله".
تسعون بالمائة من أحكام الجنح المستأنفة تُلغىَ (بضم التاء) في محكمة النقض -جريدة الأهرام بتاريخ 30 ديسمبر 2008 ص 7 عمود الأستاذ نبيل عمر (أوراق خاصة)-. تحت عنوان إحصائية مفزعة وهي دراسة قام بها الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون، وأيضًا نسبة ستون في المائة من الأحكام الجزئية تُلغى في الاستئناف (حسب جريدة الجمهورية 20 -12-2008). وهذا ظلم كبير للبشر وظلم أكثر للدين الذي تُنسب هذه الأحكام له.
والله من أسماؤه الحسنى "العدل" وليس الظلم، والعدل أساس الملك -وإن الله يأمر بالعدل والإحسان أي العدل قبل الإحسان- فليس من العدل أن نترك العديد من هؤلاء السادة الطغاة يسيئون للدين. أحكام فاسدة - ظالمة - تنقض الوضوء إن الحكم إلا لله التي تعلق على جدران المحاكم. 
وأضاف الموقع إن العديد من القضاة يستغلون الآيات القرآنية بما لها من ألوهية تحصنهم من النقد حتى تبلد معظمهم وضعفت بل انعدمت إنتاجيتهم من ناحية الكفاءة ويضفون على أنفسهم وعلى أحكامهم الفاسدة  قدسية جلبت على المتقاضيين نكبات لا حصر لها.
كما يحصنون أحكامهم بمقولة لا تعليق على أحكام القضاء وهي مقولة ليس لها أي أساس قانوني!!
يرهبون الكتاب والصحفيين كما فعلوا مع الأستاذ فاروق جويدة ومجدي الجلاد ومؤخرًا الأستاذ محمد على إبراهيم لكي لا ينشر أحد عنه إلا ما يشرف بالرغم من غياب ما يشرف معظم الوقت. حتى أصبحنا أمة ضحكت من عدلها الأمم.
وإلصاق الأحكام بالدين هو نوع من المتاجرة بل النصب باسم الدين وغالبيتهم بذلك يفعلون كالمرأة التي ترتدي النقاب لعدم رصدها من قبل رجال مباحث الآداب. صورة من صور استغلال الدين كما استغلته الولايات المتحدة في أفغانستان أثناء حربها مع الاتحاد السوفيتي، ففصل الدين عن الأحكام هو لمصلحة الدين ولمصلحة الأحكام، ذلك لأنه يجب الفصل والتفريق بين ما هو بشري -ظالم ناقص- وما هو سماوي عادل يتسم بالكمال.    
فالأحكام ليست تنزيلاً إلهيًا، فهي موضع البشر تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ، عدم الكمال هو ما يجعلنا بشر لا نسمو لمرحلة الآلهة، أليس تعدد مراحل القضاء اعتراف صريح بأن السادة القضاة ليسوا معصومين من الخطأ؟ وإلا فما الداعي للاستئناف والنقض؟
والاستمرار في استحضار الآيات القرآنية يؤدى إلى الاستسلام من جانب الشعب لاعتقاده إن الأحكام من المقدسات. لو أراد أعداء الدين تشويه صورة الدين عن عمد والنيل من هيبته لن يتفتق ذهنهم عن مثل ما يفعله هؤلاء أشباه القضاة ممن يوهمون الناس بأن هذه الأحكام إلهية، وما هم إلا أداة لتوصيلها لهم.
ولا نعرف لماذا يوافق رجال الدين على استغلال القضاة للدين لكي يتستروا به على أحكامهم الفاسدة وقلة الفضيلة وانعدام الضمير والفساد الموجود بالهيئات القضائية وعدد لا يحصى من الثقوب الموجودة في ثوب العدالة. تلك العدالة الظالمة.
لينك موقع حملة (قضاة في قفص الاتهام)
http://www.al3dalahalzalema.com