بقلم: فيولا فهمي
تعرفه حتى لو لم تسمع اسمه أو تزوره من قبل، الوصفة سهلة وبسيطة مش محتاجة خرايط ضوئية ولا لوحات إرشادية، المكان اسمه وشكله معروفين.
لما تلاقي شارع مقفول بالعربيات الأمنية والدنيا تحولت إلى ثكنات عسكرية والناس على السلالم واقفين حاطين همومهم في ورق في إيدهم ميكرفونات يصرخوا فيها من الغيظ والألم يبقى انت وصلت شارع "عبد الخالق ثروت" وعرفت كمان مكان الصداع المستوطن في رأس الحكومة، استخدمت علشانه ملايين الأقراص الأمنية المسكنة بعد استدعاء أمهر الجراحين العسكريين لبتر الإضرابات والوقفات الاحتجاجية دون فائدة.
فلقد فشلت الوصفات الأمنية العنيفة في علاج الجروح الشعبية الدفينة ولم تعد صالحة لإحتواء حالة الغضب السرطاني الذي انتشر في جسد كل الفئات، إلى أن وصف لها الحكماء أن الدواء الفريد لعلاج الداء المخيف يكمن في تصفية النقابات لأنها شجعت الناس على الإضرابات والإعتصامات.
على السلالم الرخامية كانت البداية وداخل قاعاتها إستمرت الحكاية ولأن الرواية فصولها كترت وأصوات أبطالها عليت، وكل يوم فيه جديد مرة للموظفين والفلاحين ومرة للعمال والمهندسين، فكان لازم على الحكومة أن تبحث عن حلول تكمم بها الأفواه وتستأصل الحنجرة.
وأخيراً وجدت روشتة العلاج بمساندة التيار الحكومي لرئاسة النقابة المشاغبة والمدافعة عن البلاط الملكي لصاحبة الجلالة لمنع جميع الغاضبين من الوقفة على السلالم ومن هنا ينخفض صوتها العالي ويصبح أروع من صوت عصافير الكناري، أما نقابة الأرواب السوداء فلقد أدخلوها فى دائرة صراع الإنتخابات لتمزيق وحدتها وتشتيت شملها والوصول بها إلى نهاية المطاف داخل ثلاجة التجميد زي باقي اخواتها النقابات علشان تقفل بابها أمام الإضرابات والإعتصامات....
و بهذه الحيلة الذكية استطاعت الحكومة الشقية أن تقلم أظافر الشارع المشاغب وتخلع أنياب الأسد المعارض الهمام ليتفرغ إلى الصراعات الإنتخابية والقضايا الهامشية. |