CET 00:00:00 - 02/11/2009

مساحة رأي

بقلم: د. رأفت فهيم جندى 
حصلت المرآة الكويتية على انتصار كبير لها، فقد أجازت المحكمة الدستورية الكويتية للمرأة حقها في إستخراج جواز سفر مستقل دون الحصول على موافقة الزوج. ولقد قفزت الكويت قفزات كبيرة بحقوق المرآة فى خلال بضع سنوات معدودات، فتم إقرار حقوقها السياسية عام 2005 ومنحها حق التصويت والترشح في الإنتخابات النيابية، ثم خوضها لأول مرة إنتخابات مجلس الأمة عام 2006 ثم وصولها في إنتخابات 2009 بعد أن تمكنت أربع نائبات من الفوز في الإنتخابات والحصول على أعلى الأصوات في الدوائر التابعة لهن. وجاء قرار المحكمة الدستورية الأخير ليضع حدا لإجحاف آخر في حق المرأة.

 وعلى النقيض من المرآة الكويتية التى تقدمت، تقهقرت المرأة المصرية خطوات كبيرة للخلف بعد أن كانت قد قطعت شوطا كبيرا للتحرر من براثن العصور القديمة. فبعد أفكار رفاعة  الطهطاوى المتحفظة بعض الشئ عام 1834، وافكار مرقص فهمى 1894 والتى وُصفت بأنها مسيحية فقط، أتى قاسم امين 1899 لكى يكون الفارس المؤثر ويحارب ازلال المرأة المصرية، ولهذا اُطلق عليه محرر المرأة،  فهاجم عدم تعلم المرآة، وتعدد الزوجات وطلب تضييقه بشدة لانه يرى أن التعدد يعد احتقاراً شديداً للمرأة، وهاجم الحجاب ايضا. ومما قاله قاسم امين عن الحجاب، "إن إلزام النساء بالحجاب هو أقسى وأفظع أشكال الاستعباد، أما الحجاب فضرره أنه يحرم المرأة من حريتها الفطرية، الحجاب عادة لا يليق استعمالها في عصرنا، الكل متفقون على أن حجاب النساء هو سبب انحطاط الشرق". وأخيراً يقول قاسم امين "أن أول عمل يعد خطوة في سبيل حرية المرأة هو تمزيق الحجاب".  وقارن قاسم امين بين المرأة المصرية والغربية وقال "دخلت المرأة الغربية في طور جديد، وأخذت في تثقيف عقلها وتهذيب أخلاقها شيئاً فشيئاً، ونالت حقوقها واحداً بعد الآخر، واشتركت مع الرجال في شئون الحياة البشرية، وشاركتهم في طلب العلم في المدرسة، وسماع الوعظ في الكنيسة، وجالستهم في منتديات الأدب، وحضرت في الجمعيات العلمية، وساحت في البلاد… هذا التحويل هو كل ما نقصده، غاية ما نسعى إليه هو أن تصل المرأة المصرية إلى هذا المقام الرفيع".

وهكذا اسفرت جهود قاسم امين عن إسفار المرأة المصرية وتحضرها تدريجيا فيما عدا البعض فى القرى سواء مسيحيين أو مسلمين.
ولكن عادت الأموال الوهابية واعادت المرأة المصرية لعهد ما قبل قاسم امين. بدأت موجة الحجاب والنقاب فى السبعينات، وبينما استسلمت بعض الممثلات المصريات لأموال مقدم ومؤخر الصداق فى زواجهن المتعدد من بعض الأمراء السعوديين استسلم البعض الآخر منهن لأموال بّدل ارتداء الحجاب لكى يعطوا رسالة فى المجتمع المصرى، ثم انتقل وباء الحجاب للبقية بالتدريج وبالضغط الأجتماعى وبدون مقابل، بينما مازال الوهابيون يعطون هذا المقابل فقط لبعض الأوربيات. ولكننا نعود ونقول أن القانون المصرى سمح بحق المرأة فى المشاركة السياسية عام 1956 وسمح آخيرا للمرآة لأستخراج جواز سفر بدون موافقة الزوج، كما اقر القانون ايضا الخُلع للسيدات لأنهاء حالات تعسف الأزواج وامتهان كرامتهن بتعدد الزوجات. وأخيرا أتى الشيخ طنطاوى شيخ الأزهر لكى يلغى النقاب فى المعاهد الازهرية. 
هل سيظهر قاسم أمين آخر فى مصر لكى يعيد لها رونقها من تلك الخيام المتحركة هنا وهناك ويعيد الوعى والصورة الحضارية للمرأة المصرية؟

رئيس تحرير الأهرام الكندية

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق