بقلم: نشأت عدلي
ما أشبه هذه اللعبة بالسياسة، فهي برمية زهر تصعد إلى قمة اللعبة وبرمية أخرى تجد نفسك قد رجعت إلى بدايتها.
لا شك فى أنَّ كلٌ من الكتّاب يسعون سعيًا جادًا لإيجاد الحلول لمشاكلنا وهمومنا القبطية المتعثرة الحلول مع الدولة، وتبارى الكتّاب في وجهات النظر المختلفة لكل منهم، ولكن ما لاحظته أن كُتّاب الداخل (داخل مصر) يركزون بالأكثر على استخراج البطاقة الإنتخابية والإشتراك في الأحزاب السياسية، واعتبروا أنَّ هذا هو الحل والطريق لبداية الحلول للأزمة القبطية -وأتفق معهم فى هذا-، ولكنى أختلف معهم فى أن هذا ليس هو الحل الأوحد لحل الأزمة، بل هو البداية لحل الأزمة القبطية.
* استخراج البطاقة الإنتخابية والدخول للعمل السياسي عن طريق الأحزاب هذا بداية لحل المشكلة ولكنه ليس كل الحلول، فلا بد لنا أولاً أن نحدد ما هي مشاكلنا والتى نريد لها حلاً؟؟ ربما يقول البعض بأن مشاكلنا معروفة، نعم هيّ معروفة، ولكن لا بد لنا أن يكون هناك اتفاق عليها وعلى مطالبنا التي نريدها من الدولة.
* لا بد أن يكون وجودنا على الساحة السياسية ملموس وملحوظ، بل ومعلوم لدى الحكومة، وذلك لن يتأتى إلا بالإشتراك في مختلف الأحزاب السياسية الموجودة.
* لا بد أن يكون لنا أصواتنا المؤثرة في مجريات الأمور المختلفة أىًّ كانت هذه الأمور.
* ليس شرطًا أن نخوض الإنتخابات كمرشحين فيها، ولكنه لا بد أن نكون مؤثرين فيها وأن أصواتنا يمكنها أن تتحكم فى مجريات الأمور، ويمكن أن نصنع بأصواتنا نائب يكون على مستوى المسئولية في أية إنتخابات.
* أن يكون وجودنا منظّم دون أية خلافات أو تفرد في الوجود على ساحة العمل المشترك، ناسين كل النزعات الفردية بل كلنا واحد، رأي واحد، تحرك واحد منظم مدروس بعناية.
* أن يكون لدينا ورقة عمل واضحة وبرنامج منتظم يشمل كل تحركنا الهادئ بأسلوب علمي متحضر، بدون أية انفعالات أو أغراض شخصية تجعل من ورقة العمل هذه مجرد كلام لا يرقى لمستوى التنفيذ.
* مستمعين لكل الآراء بدون أية مصادرة على آراء الآخرين، متبنين كل رأي صائب وجعله ضمن البرنامج الذي يقترحه المجموع، لأن الهدف ليس شخصي ولكنه لصالح المجموع الكلي.
* بالقطع ستواجهنا بعض الاعتراضات من بعض الطوائف، إن لم نستطع حلها نكمل الطريق بالمتفقين على المبدأ.
* كل خطوة تم الإتفاق عليها بإجماع الكل أو الأغلبية نجعلها قيد التنفيذ وننتقل إلى الخطوة الأخرى بدون الرجوع إلى ما قد تم الإتفاق عليه دون الإعتماد على أي أحد إلا أنفسنا فقط.
* يتم توزيع ورقة العمل التي تم الإتفاق عليها لكل الكنائس لعرضها على الشعب وحثهم على تنفيذها بإشراف الأب الراعي أو عن طريق مجموعة تكون من اختيارهم.
* بالقطع ستكون هناك محاربات كثيرة ضد هذا العمل، فلا بد لنا أن نكون على قدر المسئولية التي تحملناها، وبضبط كل الأعصاب الملتهبة ضد هذا العمل، ناسين كل خلافاتنا ومشاكلنا، ناظرين إلى جلالة العمل ذاته، فأمام الأعمال المصيرية تذوب المشاكل الفردية والمناظرات التي لا تجدي ولا هدف منها سواء فشل هذا العمل نفسه.
حينئذ لا ينظر لنا أبنائنا بأننا كنا متهاونين في حقوقنا وحقوقهم.
وأمام الله لم نكن متخاذلين أو مفرّطين في الأمانة التي ائتمننا عليها. |