أحبط حراس المسجد الأقصى محاولة لمسلح يهودى متطرف بارتكاب مجزرة دموية بحق المُصلين فى صلاة الفجر أمس بالمسجد الأقصى، فيما وقعت صدامات جديدة بين شبان فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين متطرفين فى إحدى قرى منطقة نابلس بالضفة الغربية.
تمكن حراس المسجد الأقصى من إلقاء القبض على اليهودى المسلح وسلموه لشرطة الاحتلال أثناء محاولته التسلل إلى باحات المسجد الأقصى مستخدما السلالم من جهة سوق القطانين وبناية المطهرة المتاخمة للمسجد الأقصى.
وقال أحد حراس الأقصى إن «المتطرف المسلح كان سيرتكب مجزرة كبيرة فى الأقصى على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمى التى أفضت فى نهاية المطاف إلى تقسيم المسجد ثم لاحقا وضع اليد عليه». وحضرت أعداد كبيرة من سكان الأحياء القريبة والمحاذية للمسجد الأقصى فى القدس القديمة إلى المسجد الأقصى، الذى تسوده الآن أجواء مضطربة بعد سماع نبأ محاولة الاقتحام.
وفى حين سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى الادعاء بأن المستوطن المسلح «مختل عقلياً» وأنه تقرر نقله إلى مصحة نفسية، رفض الشيخ محمد حسين، المفتى العام للقدس، خطيب المسجد الأقصى، مزاعم السلطات الإسرائيلية، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن «عواقب الانتهاكات التى تقوم بها ضد الفلسطينيين ومقدساتهم».
وفى الضفة الغربية، أطلقت قوات الاحتلال قنابل مسيلة للدموع فى قرية بورين جنوب نابلس واعتقلت شابا فلسطينيا بينما أصيب فلسطينى آخر بجروح طفيفة خلال صدامات اندلعت بين فلسطينيين ومستوطنين متطرفين فى قرية قريوت بمدينة نابلس.
وسياسياً، اتفقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مؤتمر صحفى فى القدس المحتلة على «أن تقييد التوسع فى المستوطنات اليهودية الذى عرضته إسرائيل سيكون سابقة لم تحدث من قبل»، معتبرة أن المطالب الفلسطينية بالتجميد الكامل يجب ألا تكون شرطا مسبقا للمفاوضات.
وقالت هيلارى: «لم يكن هناك أبدا شرط مسبق، لقد كانت القضية دائما فى إطار المفاوضات»، ووصفت مقترحات نتنياهو حول تقييد الاستيطان بأنها سابقة هى الأولى من نوعها، مؤكدة أن إسرائيل التزمت بالتحديد بعدم إطلاق مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية.
ومن جانبه قال نتنياهو: «قلت إننا لن نبنى مستوطنات جديدة وإننا لن نصادر أراضى من أجل مستوطنات إضافية أو قائمة». وأضاف: «وضعنا سياسة تقييد بالنسبة المستوطنات القائمة ولكنها ستتيح أيضا تقديم حياة طبيعية لسكان المستوطنات».
واعتبر أن طلب عباس تجميد المستوطنات قبل استئناف محادثات السلام «لم يسبق له مثيل»، واستطرد قائلا: «الطلب الفلسطينى بتجميد الاستيطان الإسرائيلى ذريعة وعقبة تجمدان أى استئناف لمفاوضات السلام مع إسرائيل».
وفى وقت لاحق، دعا نتنياهو - فى مستهل الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء - أمس الفلسطينيين إلى بدء حوار سلام دون شروط مسبقة، قائلاً: «آمل أن يدرك الفلسطينيون أن عليهم الانخراط فى عملية السلام، لأن ذلك من مصلحتهم ومصلحتنا»، بينما أكدت الرئاسة الفلسطينية مجدداً أمس أنها مستعدة للمفاوضات على أساس وقف واضح للاستيطان، وطالب الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، الحكومة الإسرائيلية بـ«التوقف عن المراوغة لأن المنطقة على فوهة بركان». |