بقلم: ألبير ثابت فهيم
كما كانت مفاجأتي عند الإطلاع على إحدى وكالات الأنباء العربية بعنوان مثير تحمل عنوان (مليون حمار مصري.. إلى اليابان!!) ويشير الموضوع بأن دولة اليابان انتبهت إلى قيمة الحمار المصري، فقررت استيراد مليون منه بعد أن اكتشفت أن الحمير المصرية أفضل من جميع حمير الدول الأخرى في مواصفاتها، فجلدها غني بمواد تستخدم في صناعة دواء تقوم بإنتاجه وتصديره! وقد قُدّرت الصفقة بنصف مليار دولار.
أخيراً وَجد الحمير مَن يقدرهم مادياً ويعترف بمكانتهم العالمية بعد الإهانة ووصفهم بالغباء، وظللنا طول عمرنا نستهن بهم ونُحِط من شأنهم رغم إحساسي بأنه ليس غبياً كما يصفونه من حركاته ونظراته، فهو يجر عربات الكارو في صمت دون توجيه إلا قليلاً.
لقد أدخلوا ما يسمى "التوك توك" القرية المصرية كبديل للحمير كمرحلة تطويرية في وزارة التكنولوجيا التي مازالت تسير دون ضابط أو رابط فترك الناس الحمار ولم تعد له لازمة، وأكيد الدور القادم على محصول البرسيم تمهيداً لحصاده وتصديره في صورة عصير البرسيم، خاصة وأنهم وجدوا في البرسيم نسبة عالية من الكالسيوم وأملاح الحديد وفيتامين (ج).
هذا الحمار الذي حظيَّ بشرف حمل ركب العائلة المقدسة على ظهره في رحلتها إلى أرض مصر، حمل سيدة الكل القديسة العذراء مريم وعلى ذراعيها مخلصنا يسوع المسيح في رحلة هروبهم إلى مصر، وكان يقوده يوسف النجار.
أكيد يا حمير مصر تضحياتكم وسفركم إلى اليابان ضمن النظم السياسية المتبعة في خطة الخصخصة والبيع والتفريط، أكيد هاتعوضوا المحروسة مصر عن خسائرها في البورصة المصرية والأزمة المالية العالمية الحالية التي يمر بها العالم كله... صحيح اللقب الذي أطلقه المصريون عليه (حمّال الآسية).
المثير للدهشة أننا لم نسمع عن أي موقف أو أي دور فعال لجمعية حماية الحمير التي أسسها الفنان الراحل زكي طليمات، وكانت تهدف إلي الدفاع عن ذلك الحيوان الصبور وأنضم إلى نشاطها عدد كبير من الفنانين والصحفيين والكتاب أمثال الدكتور طه حسين، والكاتب عباس محمود العقاد، والكاتب توفيق الحكيم، ومن بعدهم الفنانة نادية لطفي والسيد السيد بدير، والسيد أحمد رجب وغيرهم.
ومما يجدر الإشارة إليه بأن المغرب العربي من أهم مصدري الحمير في العالم إلي فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لتوفر احتياطي ضخم من الحمير.
كما بدأت دولة اليمن بوضع خطة لتصدير الحمير لأن ثروتها الحيوانية تتركز في الحمير، وخاصة بمنطقة صعدة لتكاثرها بكثرة في الطبيعة وبدون أي رعاية أو عناية ولا تحتاج أو حظائر أو خلافه.
وختاماً لا مفر لنا إلا أن نقول لكم مع السلامة، فأنتم في خاطرنا وذكريات الطفولة عندما كنّا نزور الريف أيام الزمن الجميل ونلهو ونلعب معكم!! ...
لقد تحملتوا من البشر الكثير يا أصحاب العشرة والطاعة والصمت والوفاء ما فيه الكفاية من الإساءة والتعب والصبر وشغف الحياة من تلك الخصال التي يتميز بها الشعب المصري الصبور. |