اعلنت اسرائيل امس ان حماس التي تسيطر على قطاع غزة، اختبرت مؤخرا صاروخا يمكنه اصابة تل ابيب، الامر الذي اعتبرته الحركة 'ذرائع للتحريض' عليها.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان صواريخ حماس التي اطلقت من قطاع غزة يمكنها ان تصل الى تل ابيب وان الحركة الاسلامية سدت النقص وحسنت ترسانتها منذ الحرب مع اسرائيل قبل نحو عام.
وكشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الجنرال عاموس يدلين امام لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، ان الصاروخ اطلق على ما يبدو بنجاح باتجاه البحر قبالة سواحل غزة.
وقال يدلين كما أفاد موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الانترنت إنّه على ما يبدو فإنّ الصاروخ المذكور هو من إنتاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال إنّه خلال عملية 'الرصاص المصبوب'، أواخر السنة الماضية وأوائل السنة الحالية قامت حركة حماس بإطلاق صواريخ وصل مداها إلى 40 حتى 45 كيلومتراً والتي وصلت إلى مدينة بئر السبع، ولمستوطنة يفني وحتى أطراف مدينة رحوفوت، ولكنّ الصاروخ الجديد، شدد الجنرال الإسرائيلي، يغطي مناطق عديدة من مدينة تل أبيب، على حد تعبيره.
من جهته، قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني ايالون للصحافيين ان حماس سدت النقص في جميع المعدات التي فقدتها منذ انتهاء الحرب وقامت بتحديث وزيادة مدى صواريخها.
وتطرق الجنرال يدلين بإسهاب إلى موقف حركة حماس وقال إنّها غير معنية الآن بخوض معركة حربية مع الدولة العبرية، لأنّ الحركة منشغلة الآن من ناحية الوقت والقوة في تثبيت سلطتها المدنية في قطاع غزة، ولكنّه أضاف أنّه من الناحية الأخرى، فإنّ الحركة تعمل وبكل ما أوتيت من قوة على زيادة ترسانتها العسكرية، لافتاً إلى أنّ ما يسمى إسرائيليا ومصريا بتهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى المقاومة في القطاع ما زال مستمراً.
بالإضافة إلى ذلك تطرق الجنرال الإسرائيلي إلى منظمة حزب الله اللبنانية، وقال في هذا السياق إنّها تواصل عملية التسلح والحصول على أسلحة متطورة ومتقدمة جداً من الإيرانيين، الذين يقومون بنقل الأسلحة إلى المنظمة عن طريق سورية وبطرق أخرى، مثل طريق تركيا وعن طريق اليابسة.
كما قال إنّ حزب الله يقوي ترسانته العسكرية إلى الجنوب من نهر الليطاني، وانّ هذه الأسلحة يتم تخزينها في بيوت المواطنين في القرى الشيعية في الجنوب اللبناني، الأمر الذي يتناقض جوهرياً مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والذي اتخذ في صيف العام 2006 ووضع حداً لحرب لبنان الثانية.
أما بالنسبة لسورية فقال الجنرال الإسرائيلي إنّها تحولت إلى أكبر مخزن للأسلحة للتنظيمات المصنفة إسرائيليا وأمريكيا بـ'الإرهابية' مثل حزب الله وحماس، وأنّ الدعم المالي يصل لسورية من إيران. وزعم أيضاً أنّ القيادة السورية تعمل في مسارين متوازيين: فمرة تتجه نحو الغرب، ولكن في نفس الوقت تحولت سورية إلى مصنع مركزي للأسلحة وأيضا تهريب الأسلحة إلى لبنان والمنطقة. وشدد على أنّه في مركز هذه التطورات تقف إيران، التي وفق أقواله تقوم بإمداد سورية وحزب الله وحماس والسودان والعراق بالأسلحة. كما تطرق الجنرال يدلين إلى منشأة تخصيب اليورانيوم في مدينة قم الإيرانية، وقال إنّ هذه المنشأة لا تعمل من أجل تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مضيفا بأنّ هذه المنشأة تساهم إلى حد كبير في حصول إيران على اليورانيوم المخصب من أجل برنامجها النووي غير السلمي، على حد تعبيره.
وحذرت حركة حماس من أن تكون الاتهامات الاسرائيلية مقدمة لاستهداف غزة، فيما رفضت الذراع المسلحة للحركة تأكيد أو نفي الخبر.
وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم إن 'هذه خطوة استباقية من قبل العدو الصهيوني للتأثير على الرأي العالمي والدولي قبيل مناقشة الجمعية العمومية (للأمم المتحدة) لتقرير غولدستون'، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على غزة قبل 10 أشهر.
واعتبر برهوم أن هذه الأزمة 'دفعت العدو الصهيوني ليختلق مثل هذه الذرائع والفبركات الإعلامية لتأليب وتحريض الرأي العالم على حماس والتحريض عليها'.
من جهته شدد ابوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحماس على حق المقاومة الفلسطينية بامتلاك الاسلحة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وصد اي عدوان، رافضا نفي او تأكيد اجراء القسام تجربة ناجحة على صاروخ يصل مداه لتل ابيب.
وقال أبو عبيدة 'لا نريد تأكيد أو نفي المزاعم الإسرائيلية بل نؤكد حق المقاومة في الاستعداد لصد أي عدوان إسرائيلي جديد'. |