بقلم: سحر غريب
شاهدت في مؤتمر الحزب الوطني الأخير، وطن وردي تحب تمشي جنبه بس، وتقول هي دي الأوطان وإلا فلا، سمعت كلام فل الفل وتجارب إيجابية في العمل الوطني المصري كلام ولا في الأحلام، وكأن حزبنا الحاكم، يحكم في بلد لم نسمع عنها إلا في كتب الحواديت الأسطورية.
الحياة فيها لونها بمبي، والأشية معدن، والناس عايشة عيشة بنت حلال كويسة، وبتشتري عربيات وشقق بالهبل، مصر غنية ياولاد وأحنا مش عارفين فهناك 250 ألف سيارة تم شرائها في عام واحد يبقي فين الناس اللي بتركب الأوتوبيسات، وبتجري ورى الأتوبيسات بالميل عشان تلحق مواعيدها، أكيد الناس دي ناس مستوردة من الخارج لتشويه صورة وسُمعة مصر.
أيضًا تحدث أحمد عز عن العز والوز اللي بياكله أهل البلد وعن 250 ألف مسكن تم بيعها في عام واحد ونسى السيد عز "مصانع مصر" التي تم بيعها ضمن طابور مصمصة أصول الدولة، والتي تم تكهينها وبيعها كأراضي؛ لتحقيق هدف قومي نبيل وهو ليه تصنع إحتياجاتك لما ممكن تستوردها جاهزة؟!.
ناهيك عن أراضي زراعية من أجود أنواع الأراضي والتي تم تحويلها بقدرة قادر إلي مباني خرسانية بلا حساب أوعتاب والمسامح كريم وأذكروا محاسن حكوماتكم، وعلينا أن نعتبر أصولنا التي تآكلت هي ذكاة عن صحتنا وعافيتنا، ونسى أيضًا سحابة سودة طابقة على أنفاسنا، ضيف ثقيل ودمه يُلطش، ونسى كهربة غالية أصابت جيوب المواطنين بالجفاف الحاد، جيوبه التي لم تعد تمتلىء إلا بالتراب، وتصدير غاز لإسرائيل بأسعار لا تقبل المنافسة، وحزب وحيد فريد مُسيطر، وحاكم في ماله وما ظلم.
لن ننكر الإنجازات، ولكننا نريد حساب المُقصر والمُخطيء حتى تبرد نارنا، نريد حرية تسمح بوجود مُعارضة قوية قادرة على تقديم المُذنب للمحاكمة العاجلة، وإقتناص حقوق المواطنين.
عندما تختفي جميع الأحزاب عن الساحة فإن كلمة الحزب الحاكم تكون هي العُليا، ولو قال الحزب الحاكم يومًا بأن الشمس تشرق من الغرب لصدقناه، ولذلك أحلم بأن تتحد جميع أحزاب مصر لتكوين حزب واحد في "قوى الحزب الوطني الديموقراطي"، أعرف أن حلمي فاسد لن يتحقق، فكل حزب مُنقسم فيما بين أعضائه، ولا أمل في حزب واحد قوي، وخليني أحلم ببلد الحزب الوطني التي تنحصر كل إنجازاتها في شقة وعربية. |