بقلم: نبيل المقدس
يُعلن أقباط مصـر عن طرح مناقصة عامة للأحزاب المعتمدة... عن توريد عدد 12 مليون حق مواطنة. وعلي الحزب الذي لديه الإستعداد أن يقدم ما لديه من مواطنة...عليه أن يسحب كراسة الشروط مقابل لا شيء غير تشكراتنا لهم ومحبتنـا لكل شعب مصـر.
فُزعت عندما قرأت مانشت تتصدر الصفحة الأولي من جريدة المصري اليوم بتاريخ 31 أكتوبر 2009 العدد 1966 يقول : [هلال يؤكد لـ وفد قبطي صعوبة إدراج وثيقة ( المواطنة ) في مؤتمر ( الوطني) لضيق الوقت]. أي وقت هذا يا سيادة الوزير الذي يضيق فجأة أمام وثيقة معروف محتوياتها منذ عشرات السنين... هل تعرف أنني وربما أغلب مسيحي مصر ينتمون أو يميلون إلي هذا الحزب ليس عشقاً فيه أو حباً لجمال عيونه ؟ بل ظناً أنه سوف يلبي طلباتي وطموحاتي... فكل فرد ينتمي إلي حزب معين يكون علي أساس أنه مطابقاً لأهدافه , ويأتي له بالنفع... فعندما صرح البابا شنوده أنه يميل إلي إنتخاب السيد جمال مبارك , وهذا هو رأيه الشخصي , فقد كان إختياره له من منطلق الأمل والرجاء الذي يوعدونه بهما بين الحين والآخر و من آمال في تحقيق أحلامنا في أخذ نصيبنا من الحريات في بلدنا مصـر. ونحن كشعب مسيحي مصر مازلنا ننتظر هذه الوعود من قيادات الحزب الوطني... لكن إنتظارنا طال جداً , وها أنت يا سيادة الوزير تري وتسمع بعينك وبأذنيك المآسي التي يلاقيها الشعب المسيحي في البلد والذي أفني نفسه لهذا الحزب وبقي يدافع عنه حتي وقتنا هذا من منطلق أخذنا في الإعتبار أن الحزب مضغوط من الأحزاب السلفية غير القانونية والمحظورة أيضا لكنكم تخشونهم وتعملون لهم ألف حساب وحساب , حتي أصبحوا كيان رسمي في جميع المجالس النيابية والشوري , ولا حرج الآن أن الحكومة تذكرهم بإسمهم كإخوان , ويُكتب عنهم في الصحف علي أساس انهم حزب حقيقي موجود له كيان... أما كلمة الجماعة المحظورة فإتضحت انها وسيلة فقط لإرضائنـا وإسكاتنـا.
كان الدكتور علي الدين هلال نائباً عن (الأستاذ صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني) إلتقي بوفد قبطي ليقدم وثيقة خاصة بالأقباط لتسليمها إلي الرئيس حسني مبارك , وقيادات الحزب الوطني , وتحوي هذه الوثيقة أقل الطلبات يتمني كل مسيحي أن تتحقق له... منها مراعاة عدم التمييز ضد مسيحي مصر... والعمل علي إصدار القانون الموحد لدور العبادة... التمثيل المناسب لمسيحي مصر في جميع مؤسسات الدولة... وإتاحة الحرية الدينية. فكان رد الدكتور هلال أن التعديل الدستوري الأخير جاء فيه بصدر المادة الأولي أن نظام الحكم يقوم علي المواطنة. أية مواطنة يا سيادة الدكتور هلال وهناك المادة الثانية والتي تأتي بعد المادة الأولي والتي تتباهون بها بأنها لأول مرة في تاريخ مصر تُشير إلي المواطنة. كيف تحكم الحكومة بقانونين متعارضين تماما مع بعضهما البعض. هل يُعقل أن تتفق المواطنة مع شريعة مصدرها الديانة الخاصة بالأغلبية !!!!!؟.
كم من الوقت يا سيادة الوزير نأخذه في إدراج هذه الوثيقة وتصبح من ضمن أعمال الحزب في الفترة القادمة بالرغم أن هذه الوثيقة معروضة منذ سنوات , وانتم تأجلونها دورة بعد دورة , وكأن هذه الوثيقة لوغاريتم أو لغز مُبهم من الصعب حتي الحديث عنها في مجلس الشعب لضيق الوقت.
فالمواطنة حقوق وواجبات وهي أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره على أساس المساواة وتكافؤ الفرص والعدل، بقصد المساهمة في بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه. كما أنها هي مجموعة من القيم لتدبير الأمور المشتركة , ومن أهم هذه القيم هو شعور المواطن بالإنتماء إلي مجموعة من البشر في وطن واحد مهما إختلفوا في العقيدة والطوائف والعرقيات , بالإضافة إلي ممارسة عقيدته بحرية , وإختيار العقيدة التي يقتنع بها بدون حجر عليه طبقا لعقيدة الأغلبية... وممارسة المواطن بحقوق المواطنة من شعوره بالأمن والسلامة , وأن يأخذ قسطا من الإهتمام في العلاج الصحي , والتعليمي , ويتمتع بالخدمات الأساسية , وله الحق في حرية الحركة والتعبير والمشاركة السياسية... كما عليه واجبات تتساوي كلها بين أصحاب جميع العقائد والطوائف , حيث لا فرق بين الأغلبية والأقلية في جميع المجالات في تقديم الخدمات نحو الوطن مثل إحترام النظام الذي وضعه دستور البلاد , والحفاظ علي ممتلكات الدولة وممتلكات من يعيش معهم , والدفاع عن الوطن , وأن يلتزموا بالوحدة مع بعضهم البعض , وأن يكون هدفهم واحد في بناء وإزدهار الوطن... كما أن المواطنة لها حق المشاركة في إتخاذ القرارات السياسية والإقتصادية وغيرها عن طريق دخولهم إلي الحياة السياسية مثل الإنتخابات والترشيحات في مجالس الدولة الرئيسية دون الأخذ في الإعتبار الإختلاف في العقيدة أو التوجهات السياسية أو العرقية.
هذه هي مواصفات المواطنة... والتي إتحرم منها مسيحي مصر , وواضح أن الحزب الوطني ليس لديه الوقت في النظر إلي المواطنة... ولا لديه الإستعداد ان يورد لنا 12 مليون مواطنة لمسيحي مصر... لذلك والكلام عن نفسي سوف أعيد طرح مناقصة عامة لتوريد 12 مليون مواطنـة بالمواصفات التي ذكرتها من قبل , للأحزاب المصرية المعتمدة , ومسموح للأحزاب الخارجية أن تتقدم لهذه المناقصة حتي ولو كان حزب صيني... فكل شيء هنا في مصر أصبح صيني في صيني, ولم يبقي لنا إلاّ أن تصبح المواطنة صينيـة... !!!!!!! |