CET 00:00:00 - 07/11/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
بدت على الرئيس المصري "محمد حسني مُبارك" في المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الحاكم، ملامح روحًا أشعرت كل من شاهده بأنه ما زال يعمل بنفس طاقته عندما كان في عنفوان شبابه، فبجانب روح المرح التي إختلطت بالثقة في خطاب الرئيس الإفتتاحي للمؤتمر، إلا أن الخطاب لم يخل من روح الشباب، فقد قال الرئيس في رده على مطلب أحد الحاضرين بالمؤتمر بقوله مُبتسمًا : "هو أنا ها أقعد أفِر كل حاجة تحصل في البلد كبرعقلك" 
 
 وهي بلا شك رسالة سياسية مفادها "أن الرئيس ما زال يتمتع بروح شبابية عالية لدرجة أنه يتكلم بلغة الشباب الدارجة بينهم الآن"، والحق أقول أن الرئيس كان يبدو في المؤتمر أكثر شبابًا وحيوية ولباقة من ولده جمال... والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا على خلفية الروح التي بدى عليها الرئيس في كلماته وحركاته ولغته (التي كانت تبدو أكثر تفاؤلاً وثقة) :هل من المُمكن أن يرشح الرئيس مبارك نفسه لفترة رئاسة قادمة في الإنتخابات الرئاسية التي ستشهدها مصر عام 2011 ؟!!! وهل سيرشح الحزب الوطني الديمقراطي مُبارك لفترة رئاسة قادمة بديلاً عن ولده جمال، ويغلق الباب أمام الأصوات المُعارِضة والرافضة للتوريث؟

وأنني أتوقع أن يُقدِم الحزب الحاكم على هذه الخطوة، خاصة وأنه يوجد ما يبُررها في الدستور المصري وهو المادة   77 التي تنص على أن "مُدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الإستفتاء، ويجوز إعادة إنتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى، لكي يكون مكتوبًا على المصريين أن يظلوا محكومين وفقًا لنظام ملكي، بحيث يحكمهم من تولى أمرهم من المهد إلى اللحد كما يقولون، ولا يفارق الرئاسة إلا على جثته، وطبعًا متى حدث وأن ترشح الرئيس لفترة ولاية جديدة فسيتم وبلا شك إستنساخ نفس السيناريو السابق في الإنتخابات الرئاسية، حتى تكتمل في النهاية تمثيلية الإنتخابات الرئاسية  (بفوز الرئيس مبارك).
 أنه سيناريو متوقع ويطرح نفسه بشدة الآن على الساحة، خاصة بعد الخطاب والتعبيرات والإيحاءات التي ظهرت على كلمات الرئيس وتعبيراته خلال الخطاب الإفتتاحي والختامي في المؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي.

 كذلك لعدم وجود بديل متكافئ لمبارك في الإنتخابات القادمة يحظى بدعم شعبي وسياسي وإعلامي بل وديني واسع، فالرجل مازال مُصرًا على الإبقاء على الهوية الإسلامية لمصر في الدستور بالإبقاء على نص المادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية في دستور البلاد، وعلى الأقباط أن يطالبوا الرئيس متى قام بترشيح نفسه، على تقديم برنامج واضح يتعلق بحقوق المسيحيين في مصر في التمثيل النيابي والبرلماني والمناصب العليا، وإقرار القانون الموحد لدور العبادة ودعم الحريات الدينية، فالأقباط يعتبرون كتلة تصويتية هائلة من الممكن أن تؤثر في أي إنتخابات متى إستخدموا حقهم في التصويت أو عدم التصويت لصالح مرشح معين، حيث أنهم يشكلون قوة عددية هائلة لا يستهان بها!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق