بقلم: نشات عدلي
حينما نفقد الحب نفقد معه لغة التفاهم .. ولا نستطيع أن نتعايش معا.. إلا كروتين .. كلٌ يقوم بواجباته تجاه الأخر .. وينكمش هذا الحب ونفتقده فى دواخلنا إلى أن يتقوقع داخل قلب كاد أن يموت ليموت معه ..أو يظل قابعا على رجاء أن .. يتنفس .. ينبض .. يعيش .. ولكنه لاينبض ولايتنفس وبالكاد يعيش .. لكن بارقة الأمل والإشتياق دائما تسريان فيه ...فهو يشتاق إلى منبه .. إلى ترياق الحب لـتــُحقن به أوردتة وشراينه .. لتسرى فى حواسة نبضة الحب مرة أخرى .. ليفيق ويقوم من رقدته .. ويبدأ النبض يرقص فيه من جديد .. ولكن هذه المرة نبضة الحب لا تنقطع ولن تنقطع .. فيشرب من ترياقه حتى الثمالة .. فتسرى الحياة فيه من جديد .. ويشب فاتحا كل الحواس لسكنى وطن جديد جميل ورقيق .. فيعشعش فيه هانئا .. يبعث دفئا لكل أوصالك .. فيصبح قلبها وطنك الذى يطيب لك العيش فيه .. وتشعر بالإنتماء لهذا الوطن .. الإنتماء الحقيقي له .. وقلبك هو أيضا وطنها ومحرابها الأمن والأمين .. كلٌ يعيش فى الأخر وللأخر .. فى سعادة تعجز الأقلام أن تعبر عنها ..ليس حب رغـبة .. ولكن حب للحب .. للتمتع بهذا الحب .. لتتمتع كل حواس القلب والعقل وتنفتح بحب .. للحب .. يصبح كل جزء من كيانك ملك لهذا الحب .. ولا زواج للرغبة .. فهى وان طالت تنتهى .. الرغبة قصيرة العمر .. أما التمتع فهذا شيئ أخر .. في قاموس المعجم الوجيز صفحة 571 كلمة ..متّع متوعا ..بمعنى جاد وطال ..تمتع بكذا ..بمعنى دام له ....وهكذا نجد أن المتعة فى الحب والزواج أطول عمرا من الرغبة ..لأن الرغبة محدودة أما المتعة فهى أن تستمع بكل مافى شريك حياتك ..تتمتع بعينية ..بوجهه .. بلمسات ايديه .. بهمساته الدافئة .. بكل مافيه .. حتى فى يوم غضبه وإن كانت به بعض الملاحظات فهى أيضا تعطى متعة ..الحب كلة متعة للقلب ..أما الرغبة لا تعرف إلا شيئ واحد .. وتنتهي بمرور السنين ..الحب هو الذى نعيش به ونتعايش .. لو تكالبت عليك الدنيا بكل ما فيها من هموم ومشاكل .. تذوب سريعا أمام لمسة حب .. أمام كلمة حب .. بل أمام إشارة حب .. ومعه تجد الألفة والراحة النفسية .. تجد لحياتك معني إن كان فيها الحب ..دافع للتفاني لترضى كل الذين تحبهم ..لغة الحب لغة سامية فى معانيها وفى أفعالها .. فكل فعل حب تجد رد فعله بحب .. النقاش بحب .. الإختلاف بحب .. حتى الغيرة اللذيذة ملؤها الحب ( ليست الغيرة النابعة من حب التملك ) .. أن لغة الحب سهلة للقلوب المحبة ..صعبة للغاية للقلوب الجافية التى لم تعرف سوى الأنانية وحب التملك .. لغتة ..تجعل القلوب القاسية تذوب .. تُخرج القلب من شرانق العالم وأصدافة الحجرية ..لينعم بمعزوفات دقاتة .. تشعر بمن تحب وكأنه جزء منك ..تعرف مشاعره ... تحس بكل إحساساته .. قبل أن يتكلم تشعر به ... وإذ وكأنك تعيش كل لمحة فيه .. لو كانت بيننا أميال من المسافات .. ولكن نبضة الحب لا تعترف بهذه المسافات .. بل وكأنك تعيش بجوار من تحب .. تلمح كل مابه .. بل وتغرق فيما يغرق هو فيه أيضا ...
من الروعة أن يكون بين البشر حب .. لايشعر الإنسان أنه يعيش وحده فى هذا الكون ... بل يشعر بمن معه .. بمن يعيش كل حياته .. بمشاكلها وأفراحها وأتراحها .. تشارك من كل القلب . وتفرح لفرحهم ولحزنهم من كل القلب .. لقد خلق الله القلوب لكى تعيش بحب .. وللحب .. ومن حب الله .. يتسع القلب ليحب الكل بدون إستثناء أو تفرقة .. يحب الحب ويعيش من أجل الحب . ويموت فداء لهذا الحب .. لقد مات السيد المسيح له المجد لأجل حبه للبشريه .. ونحن قد أخذنا هذا القلب المحب وحقنا به شرايننا لتسرى فيها لمسات حبه الجارف ... ليت نبضات قلوبنا تكون بحب وللحب ..
لم تنتشر المسيحية إلا بكلمة الحب .. ولم تبقى إلى الأن إلا بلمسات الحب |