بقلم: سلام خماط
لا زال بمقدور الجماعات الإرهابية تنفيذ عملياتها القذرة في أي مكان من العراق ما دام هنالك من يخطط ويمول على مرأى ومسمع من الجميع، فبعض الفضائيات العربية والعراقية لا تتحرج من الإعلان عن كونها منابر للخطاب الإرهابي(دون خجل أو حياء)، فطالما طلعت علينا-وبين الحين والأخر- بلقاءات مع ما يسمى بأقطاب المعارضة التي تقبع في الخارج، وبمختلف أسمائهم ومسمياتهم، فمنهم من يتباكى على الوطن، وأخر يتباكى القومية، وثالث من يتباكى على الدين، ولا ادري أين كان هؤلاء عندما ذَبحَ "صدام" الوطن والدين والقومية.
لكن الحقيقة التي يعرفها الأغلبية، هي أنهم إنما يتباكون على مراكزهم وإمتيازاتهم التي فقدوها، إبان النظام الدكتاتوري الفاشي السابق، من هنا لجئوا لإستغلال الوضع الأمني الهش، الذي سببته النزاعات السياسية والسباق المحموم على مراكز السلطة بين القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية.
لكن السؤال المهم هو (هل هنالك من يمتلك الجرأة ويعلن عن فشله في تحمل مسؤولية ما جرى وما يجري من عمليات إرهابية لا تزال قائمة؟، وهل هنالك من المسؤولين من يعترف بتردي الوضع الأمني، ويعترف بحالة الإنسداد التي تواجه العملية السياسية، وخاصة على مستوى البرلمان -الذي فشل في كل شيء وأخيرًا فشله في عدم إقرار قانون الإنتخابات، والذي أحاله إلى جهة غير تشريعية)؟
ففي مقابلة تلفزيونية مع "إحدى عضوات البرلمان العراقي" تقول فيها أن الكثير من البرلمانيين تبادلوا التهاني؛ بسبب فشل إقرار قانون الإنتخابات.
من هنا نستطيع القول (أن ضعف البرلمان كان أحد الأسباب التي شجعت الجماعات الإرهابية بالتحرك للقيام بإعمالهم الإجرامية بسبب الركود السياسي للقوى السياسية التي إكتفت بالإدانه، والشجب، والاستنكار، وتوزيع الإتهامات هنا وهنالك ،دون إتخاذ الإجراءات الرادعة للجماعات الإرهابية المعرفة بالاسم والوصف لدى العراقيين).
أعتقد أن العراقيين بحاجة إلى الشجاع (الذي يمتلك الصراحة والجرأة) ليقول إن التفجيرات الأخيرة كان وراءها هذا الشخص، أو هذا الحزب، أو هذه الكتلة، أوهذه الدولة أو تلك؛ لأن دماء العراقيين أزكى وأطهر من اي شخص، وكل حزب وكل كتله وأي دولة تقف وراء التفجيرات الأخيرة والتفجيرات التي سبقتها.
لقد مرت تفجيرات "الأحد" دون أن تقام أي مظاهرة في مدن العراق لللإستنكار والشجب أو الإدانه. وكان من المفترض أن يخرج الشعب عن بكرة أبيه إلى الشوارع؛ ليوصل رسالة للذين يقفون وراء الأعمال الإجرامية، يقول لهم فيها:
"إذا كانت تفجيراتكم هي إحدى وسائلكم للوصول إلى السلطة فأنتم مرفوضون سلفًا، ولن يقبل العراقيون أي صيغة للحكم، غير النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة؛ لأننا كشعب قد خبرنا مساوئ الدكتاتورية، ولن نسمح بها مرة أخرى،
أن تطل برأسها من جديد أي تحت راية كانت".
|