CET 08:33:54 - 11/11/2009

مقالات مختارة

بقلم : رولا خرسا

أستطيع أن أعتبر نفسى مشروع طبيب مثل أى أم على وجه الأرض، بعد إنجابها تبدأ فى ممارسة الطب على أولادها من خلال قراءتها ومن خلال متابعتها الدقيقة لهم.. عانى ابنى الكبير من حساسية وكنت أعلم جيداً كيف أتعامل مع الحالة لدرجة أننى كنت أحاول تطبيبه ولكن مؤخراً مع كل ما تسمعه عن أنفلونزا الخنازير اكتشفت أن الذعر من شأنه أن يسيطر لدرجة فقدانك الثقة فى معلوماتك أو التشكيك فى معلومات الآخرين..

أصيبت ابنتى هذا الأسبوع بأنفلونزا قوية لم تكن من النوع الخنازيرى أؤكد لكم، ولكنها كانت شديدة جداً رغم تناولها لقاح الأنفلونزا الموسمى.. حرارة عالية جداً والتهاب فى الحلق.. وطبعاً الشيطان فى مثل هذه الظروف يعيش ويستوطن ويجد كل عبارات الوسوسة الملائمة لإشعالك من الداخل.. وهذه التجربة جعلتنى مكبلة اليدين..

رفضت عرضها على أى طبيب لا أعرفه خوفاً من سوء التشخيص رفضت إعطاءها الإسبرين وهذه من فوائد شفافية وزارة الصحة وتحذيرها لنا من إعطاء الأطفال منتجات الإسبرين طبعاً، خفت من إعطاء الفولتارين بعد وفاة الطفل مصطفى بسبب أخطاء فى جرعات الأدوية، اللحظات مرت على ثقيلة جداً واكتشفت أن أهم شخصية فى هذه المرحلة فى حياتنا هى الطبيب ومش أى طبيب ولكن شخص تستطيع الاتصال به فى أى وقت يستطيع أن ينجدك فى أى وقت.. تستطيع أن تطرح عليه كل الأسئلة التى فى دماغك ويستحمل طبعاً، على رأى طبيب ابنتى..

أن من يعملون فى مجالنا يناقشون فى أدق التفاصيل على أساس أنهم يعلمون بواطن الأمور. المهم أن الطبيب أكد لى أن حالة الذعر عامة وأن الناس الآن لو عطست أولادها أخذوها عند الدكتور، وعيادات أطباء الأطفال بشكل خاص مليئة على آخرها..

اللهم لا حسد طبعا ولكن ما يحدث للعالم كله كابوس، كابوس مرعب.. المرض دوماً مخيف والإحساس بأن هناك وباء وأنه ينتشر بسرعة فظيعة أمر مرعب، صحيح أن نسبة الوفيات الحمد لله ما زالت قليلة ولكن فى هذه الظروف كل واحد يتوقع الأسوأ.. سمعت تجارب ناس شفوا من المرض أو الأنفلونزا وعادوا لحياتهم الطبيعية..

المشكلة أنهم لا يعلقون بأذهاننا مثل حكاية الأب الذى فقد ابنه مصطفى أو حكاية الزوجة التى ذهبت إلى ثلاثة مستشفيات قبل أن تموت تاركة طفلاً فى الثالثة من عمره وراءها.... ألم أقل لكم؟ الشيطان شاطر؟

وهذه الأيام ومع القمامة فى الشوارع وبعد الكثيرين عن عادات النظافة البديهية لابد للمرض أن ينتشر.. كل هذا ولم يدخل علينا الشتاء بعد ولم يعد الحجاج من حجتهم.. يارب استر.. وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

نقلا عن : المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع