CET 00:00:00 - 12/11/2009

المصري افندي

بقلم: ماجد سمير
الضرايب مصلحتك أولاً" عنوان الحملة الإعلانية لمصلحة الضرائب طوال السنوات الأخيرة في محاولة لتحقيق إنجاز مزودج: الأول حس المواطنين على التعاون مع الضرائب وعدم التهرب الضريبي، والثاني تجميل وتحسين صورة المصلحة لدى المواطنين خاصة وأن الصورة المأخوذة عن المصلحة ورجالها كانت سئية جدًا، وإبتدع الإعلان شخصية "فير" أي الشخص العادل الذي يقوم على شئون الضرائب في مصر وهو الذي سيعطي المواطن حقه دون أي تعسف أو تقدير جزافي للضرائب المقررة عليه.

وظهرت أنواع مختلفة من الضرائب آخرها الفتوى الضريبية الجديدة الخاصة بالضرائب العقارية، وتخرج الآقاويل المستفزة التي تقارن بين نسبة الضرائب عندنا وفي الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية.
والغريب أن الحكومة تعاملنا على قدم المساواة مع أوربا والدول المتقدمة، حين تريد أن تحصل ضرائب أو تقنع الشعب بمشاركته في أي شىء لمصلحتها فتقول في كل وسائل الإعلام التابعة لها -سواء التليفزيون أو الإذاعة المصرية أو في جرائد وصحف التربية القومية- أننا أمة عظيمة لا تقل عن تلك الدول المتقدمة، وفجأة وبشكل فوري تدعي الفقر وتذكر المواطن بأننا دولة نايمة وليست نامية وأننا ضمن العالم الثالث والثلاثون عندما يأتي الدور عليها في رفع المستوى الإقتصادي لمعيشة الفرد وزيادة المرتبات وتقديم الخدمات والتنمية والتعيلم والصحة وغيرها.

الهدف الحقيقي من تحصيل الضرائب هو تحويلها لخدمات تعود على المواطن مثل المستشفيات وإذا أردنا التحدث عنها سنكتب مجلدات عن سوء كل شىء فيها، فكل المستشفيات الحكومية بلا إستثناء ستحصل على المركز الأول على مستوى العالم في عدم النظافة وعدم الإلتزام والمعاملة غير الآدمية للمرضي، فضلاً عن تدني مستوى الطب في معظم المستشفيات، وأيضًا الطرق من الخدمات التي يتم تطويرها من عائد الضرائب، بنظرة سريعة سنجد أنها طرق للآخرة والعالم الآخر.
وحوادث الطرق والمطبات والتكسير في معظم شوارع مصر كاف جدًا لإثبات الإتهام، وأدعوا مسئولي الطرق في مصر إلى جولة في شوارع الجيزة (إبتداء من كوبري عباس حتى المنيب) سواء من شارع صلاح سالم أو من ناحية شارع البحر الأعظم، وكذلك شارع النيل وشارع المحطة وشوارع العمرانية الشرقية والغربية وإمبابة وبولاق الدكرور، كنماذج لما أشير إليه في المقال.
وأدعو أيضًا من يقارنوا مصر بأوربا أن يقارنوا في كل شىء، فعندما يتحدث أباطرة الضرائب على أن الضريبة العقارية في إنجلترا أكثر من نظيرتها المزمع تحصيلها في مصر، يجب أن يعطي المواطن المصري نفس الدخل وكذلك نفس الخدمات التعليمية والصحية ونفس الحقوق والحريات وتداول السلطة التي يحصل عليها المواطن الإنجليزي.

فالسيد "فير" المحصل العادل للضرائب "مصلحتك أولاً يجب أن يعلن للجميع أن الضرائب التي دفعها المواطن الغلبان في مصر تزيد عن الضرائب التي حصلتها مصلحته من مليونيرات ومليارديرات مصر.
الفقير دفع دم قلبه رغم أن معظمهم يعيش تحت خط الفقر وبأدنى حقوق الحياة، أما شقيقه الملياردير الذي حصل على الأراضي بملاليم ودعمته الدولة بكل المرافق بملاليم أخرى وباعها للمواطنين والأجانب بملايين، دفع ضرائب أقل بكثير.

وعلى السيد "فير" أن يرحم المواطن الذي إشترى أو ورث شقة إرتفع سعرها ووصل إلى مايزيد نحو نصف مليون، وسيدفع ضريبة عقارية عنها رغم أنه لم يستفيد من إرتفاع سعرها، وعلى "الفير" أفندي تحصيل الضريبة عند البيع أو الرهن العقاري فقط إذا كان الشعار صادق فعلاً، وإسمًا على مسمى "مصلحتك أولاً".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق