CET 00:00:00 - 12/11/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبد الحميد
سواء كان سقوط الطائرة سببه عطل فني أو نيران الحوثيين فإن الأمر في غاية الجدية وقد دخل دائرة الخطر الفعلي وما يزكي هذا الطرح سقوط قتلى بالجيش السعودي والحديث عن مفقودين كذلك في صفوف عساكر بني سعود، فهي إذن بداية حرب عصابات طويلة الأمد ينتظر أن تدوم لسنوات وستلعب فيها الجغرافيا دورها لصالح الحوثيين وسيكون هذا الصراع بمثابة نزيف في خصر السعودية ونظام علي صالح، هذا الأخير لم يقدر الأمور حق قدرها وظن أنه بمقدور الجيش اليمني سحق الحوثيين بجبال صعدة و إن لم يكن في أسابيع ففي شهور أو مدة أقصاها خمس سنوات..

كان بالإمكان احتواء المشكل عند بدايته و فتح قنوات للتفاوض مع الحوثيين والاعتراف بطائفة الشيعة الزيدية كمكون من مكونات الشعب اليمني و منحهم امتيازات وحقوق مشروعة داخل مؤسسات الدولة ... لكن صالح المتهور رفع لاءات ثلاثة...
1-لا للمصالحة... 2- لا للمهادنة .. 3- لا لوقف الحرب....
و هي لاءات تذكرنا بلاءات الخرطوم الشهيرة سنة 1967 غداة نكسة حزيران حيث رفع صقور وفرسان العرب لاءاتهم الشهيرة بعد هزيمة نكراء ومذلة أمام جنود موشي ديان و رابين وشارون ..
1- لا للتطبيع .. 2- لا للاعتراف... 3- لا للتفاوض...
شعاب و كهوف صعدة والمحافظات المجاورة ستكون بمثابة أفغانستان مصغرة حيث تلعب الجغرافيا لصالح الطالبان كما أن تسرع علي صالح يذكرنا بتهور الفارس المقدام صدام حسين عند دخوله في حرب ضد ايران سنة 1979 برضا حكام الخليج خاصة النظام السعودي الذي رأى حينها في العراق حصنا يمكن الاستفادة منه ضد المد الخميني الشيعي..

تداعيات الحرب العراقية الإيرانية و التي دامت ثماني سنوات نعرف نتائجها جيدا ، اقتصاد عراقي في الحضيض وغزو الكويت للهروب من الوضع المزري، مرورا بحصار رهيب دام 12 سنة و بخطبة محمد سعيد الصحاف البتراء عشية دخول الدبابات الأمريكية ساحات وشوارع بغداد الرشيد انتهاء بحفرة العوجة الشهيرة حيث تم القبض على صدام و محاكمته و شنقه نزولا عند رغبة الإيرانيين بالدرجة الأولى ورغبة تل أبيب لأنه رفع شعار حرق إسرائيل و رغبة واشنطن لأنه استهزأ بهيبة العم سام....

السعوديون يعلمون أن طهران تريد أن تشغلهم بجبهة مشتعلة ، ومن الصعب بمكان تشديد المراقبة على كل النقط الحدودية البرية أو البحرية اليمنية لأن الدعم الإيراني سيصل الحوثيين بمعاقلهم و خاصة أن لإيران عيون على ضفتي باب المندب ولها عملاء يعملون لحسابها بأسمرة و جيبوتي و أديس أبابا وبور سودان و عدن و صنعاء و حتى المؤسسة العسكرية اليمنية مخترقة من طرف الإيرانيين وهذا يعلمه السعوديون جيدا وهو ما يفسر تدخلهم العسكري على وجه السرعة وهو تدخل كان منتظرا وفي هذا الوقت بالذات، كما يعلم النظام السعودي أن الأمن القومي الإيراني لا يمكن حصره بالخليج الفارسي أو كما يسمونه هم بالخليج العربي بل يمتد من القرن الإفريقي غربا حتى أفغانستان شرقا ،جدير بالذكر أن أعداد كبيرة من مسلمي ايثيوبيا قد اعتنقوا المذهب الشيعي و يتعاطفون بشكل كبير مع إيران ويتفاعلون مع خطابات نجادي و حسن نصر الله...

أن يتحول مسلمو القرن الإفريقي إلى المذهب الشيعي فهذا لن يخدم بتاتا مصلحة بني سعود ودليل واضح أن الإيرانيين يعملون بهدوء ودهاء و يرسمون استراتجياتهم بدقة وحرفية عالية. والأخطر من هذا كله أن أمراء بني سعود يدركون مطامح إيران الخطيرة ورغبتها في امتلاك مفتاح الكعبة و خدمة العتبات و الحجيج تمهيدا لعصر الظهور و الذي سيتوج حسب اعتقاد كبار علماء الدين الشيعة وعلى رأسهم الخامينائي بأخذ الكعبة من يد سارقيها وصلبهم تحت حر الشمس ونبش قبر عائشة وعمر وأبي بكر وطرد اليهود من فلسطين ...
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق