CET 00:00:00 - 14/11/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
الخلاف المستمر بين المواطنين والحكومة وعدم محبة الشعب لرجالها جعل القائمين على السلطة التعاقد مع شركة علاقات عامة متخصصة في تحسين الصورة الذهنية السيئة حتى لو كانت 4 X 6 فقط و أيضًا بدون برواز، من خلال سعي متصل لإعادة بنائها بشكل جمالي رغم إيمان الشعب الدائم بالمثل الشعبي "إيش تعمل الماشطة في الوش العكر"، وتعتبر شركة "وزيركو اللي هيجننكو" واحدة من كبرى المؤسسات المتخصصة في هذا المجال و كونها شركة عالمية تعمل في دول العالم النايم في مياه البطيخ، لها العديد من الخطط المناسبة لكل دولة وبالطبع هناك خطط نابعة من التراث المصري شديدة القرب من الشعب بشكل كبير، مثل خطة "لبس البوصة تبقى عروسة". 

 وتبدأ من خلاله في تلميع أي إنجاز للحكومة عن طريق ورنيش لميع شديد الوميض، و مهما كان الإنجاز ضعيفًا مثل البوصة، سيتم وضعه على رأس الموضوعات في الوسائل الإعلامية المختلفة بطريقة تجعل عيني المتلقي "تزغلل" من كثرة اللمعان والبريق فيجد المواطن نفسه يقتنع بشكل كبير جدًا بأنه أمام عروس شديدة الجمال.
 
ورغم أن كلمة العروس لها معنى آخر بعيد جدًا عن الأفراح وليالي الملاح، والمعنى المقصود هنا "للعروس" نوع من أنواع "البذنجان" يتم إستخدامه في أغلب الأحوال الإستعانة به في حالتين، الأولى للتخليل والثانية للمحشي، حتى كلمة البذنجان نفسها يستخدمها العامة عادة للإشارة إلى الإنسان "المجنون"، إلا أن شركة "وزيركو اللي هايجننكو" مستمرة في خطتها الرائدة دون أدنى تردد، وربما تكون كلمة "تردد" في حد ذاتها أوهمت كلا الشركة والحكومة أن الإستقبال علي ودنه وأن المواطن أصبح "هيرتز"، والدعاية شغالة على ودنه وعلى كل الموجات.

ولدعاية "وزريكو اللي هايجننكو" طرق وأساليب مدروسة بعناية فائقة تناسب كل الظروف والمواقف منها على سبيل المثال، خطة الثقافة الزرايبي التي عبر عنها السيد "فاروق حسني" بالإشارة فخره الدائم لأن سيادته نجح في ضم عدد كبير من المثقفين إلى حظيرة الدولة، ولا يعلم أحد لماذا إختار الوزير الفنان تعبير الحظيرة وربطه بالدولة، قالها وبعدها ركب سيارة الوزارة وإنطلق سائقه بها بعد أن "داس برسيم ".

 والسادة المثقفين نجحوا بصفتهم قادة للرأي في المجتمع في توصيل الرسالة الحكومية طبقًا لخطة شركة "وزيركو اللي هايجننكو" بنجاح غير مسبوق، أقنع الشعب تمام الإقناع أن كل شىء على مايرام وأن الحكومة على "سنجة عشرة" والشعب هو المخطىء، كما وضح في الحملة الإعلانية لقطاع السكك الحديدة "المصري اللي على حق يقول للغلط لاء" أبرز فيها رجال الشركة المبدعين في رسالة موجهة للمصريين بشكل مباشر أن الحكومة عملت اللي عليها ولكن المشكلة في المواطنين فهم اللصوص والمخربون والمهملون دائمًا.

ولشركة "وزيركو اللي هايجننكو" أساليب خبيثة جدًا في إلهاء الشعب عن مشاكلة خاصة في الأوقات التي يتأزم فيها موقف الحكومة فتظهر فورًا على الشاشة البيضة الذهبية المسماه بفلسطين ينغمس الكل في مشاكلها وينسى مصائبه، وتستغل الشركة غضب الشعب من السلطة فتلعب على التاريخ وتستخدم التيارات القومجية والإسلامية في مصر وتخرج المظاهرات بأسلوب "إكترار" للتاريخ ويطالب المتظاهرون بإستنساخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويصرخ الإسلامين بصوت حنجوري قائلين أين "صلاح الدين"؟ ويوما رد أحد المساطيل على النداء الباحث عن القائد العربي القديم قائلا : "صلاح الدين ...... ايوة دا ميدان ومحطة في خط مترو النزهة في مصر الجديدة. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق