CET 00:00:00 - 14/11/2009

مساحة رأي

بقلم : القس أيمن لويس
لست أعلم إن كان بعضاً من الأحباء الذين يتابعون ما أكتب يتذكرون ما قلت فى مقدمة مقال ( جُبنُ النصارى ) عندما كتبت أن المسيحيين لا يحبون أن يطلق عليهم كلمة نصارى ! لآنى أجد أنه أصبح من الشائع فى مجتمعنا أستخدام كلمة نصارى على المسيحيين وبخاصة من جانب الأخوة المسلمين وكأن كلمة مسيحى فى طريقها الى الزوال ، كما لاحظت ان اللذين يستخدمون الكلمة لايفهمون أن هناك فرق بين المسيحيه والنصرانيه وبين النصارى والمسيحيين.
والعجيب ان معظم المسيحين انفسهم لايعرفون الفرق ؟ ! مما جعلهم يقبلون الكلمة دون امتعاض أوأعتراض ، وفى مطالعتى لموقع الاقباط المتحدون على النت ( 15 \8 \2009 ) وجدت تعليقاً على مقال للكاتب المفكر المستشار نجيب وهبه يسأل صاحبه مستفهماً ما الفرق بين النصرانيه والمسيحيه ؟ ومن أين أتت تسمية النصارى ؟ وهل أهل مصرمن المسيحيين هم مسيحيون أم نصرانيون ؟ ويتضح من الآسئله أن صاحبها فاهم الفرق وما الاسئله إلا وسيلة أستفزاز للكاتب ليقدم رسالة تبصير للقراء ، من هنا كان شعورى بوجوب كتابة هذا المقال حتى لاتختلط الأمور .

و لنبدا القصة من اولها ، فمن المعروف أن موطن يسوع المسيح هو مدينة الناصرة ، وقد أشتهر يسوع أولاً فى بداية حياته بين عامة الشعب ( اليهود والرومان) بهذا اللقب لثلاثة اسباب 00 الأول التقليد المشاع فى الشرق فى ذلك الوقت ولازال حتى يومنا هذا أنتساب الشخص إلى موطنه مثل فلان القناوى نسبةً الى موطنه محافظة قنا أو الشرقاوى نسبة للشرقيه ... الخ ،
الثانى قومى وهو أعتزاز اليهود بأنهم أمه والارض جزء من تكوينها فهى أرض الموعد وهى قصة أفتخارهم ،  والثالث عقائدى ولاسيما بين اليهود لرفضهم دعوته المسيانية بانه المخلص الذى تحدثت عنه النبوات ، ثم مالبث أن بدء يسوع خدمته التبشيريه بأختيار مجموعة من اللذين آمنوا برسالته وكان جميعهم من اليهود بنى جنسه فى الجسد كما أعلن السيد من خلال الاناجيل أستراتيجية الدعوه أنها ينبغى أن تبدء من الداخل أولاً (مت 10: 5-6) ، (يو1: 11-12) هؤلاء أطلق عليهم مجموعة التلاميذ ، صاروا رسلاً فيما بعد ، ثم بدء يتكاثر أتباع المسيح ومع الكثرة كان هناك تنوع بين الداخلين فى الدعوه من اليهود والأمم (مختلف الاجناس ) وهنا بدء فصل جديد فى قصة العقيدة الجديدة وأتباع السيد المسيح ، فقد أصبح هناك فريقين الأول من اليهود والثانى من الامم ولكل من الفريقين خصائصه التى تميزه.

وأيضاً أشكالياته فى قبول الايمان المسيحى ، وسوف نحصر دائرة تركيزنا فى الفريق الاول وهم اليهود جوهر المشكله ، فهم أمه ترى أنها جنس مختار متميز وأنهم أبناء العهد لهم ثقافتهم الدينيه المتجزره وهم أول من أستلم رسالة التوحيد ومن هذه الخصوصيه كان لهم منظورهم الخاص فى فهم وقبول هذا الاعلان الجديد ، وكما نعلم أن ظهور السيد المسيح أحدث بلبله عظيمه بين الامه اليهوديه عامه أحدثت تباين من جهة قبول وأتباع دعوته ، فأنقسم اليهود إلى ثلاث فرق  ، منهم من رفض قبول الايمان جُملاً وتفصيلاً بل وناصره العداء وهم الاكثريه ، ومنهم وهو الثانى من أستطاع أن يقبله قبولاٌ مطلقاً مثل التلاميذ الرسل.

أما الفريق الثالث منهم أراد ان يمسك العصا من المنتصف فلم يستطع أن يتحلل من موروثاته القديمه لكنه فى ذات الوقت يجد صعوبه فى رفض دلائل وعلامات النبوه الظاهره فى دعوة الرب يسوع المسيح ، ولحسم هذا الصراع الضميرى الرهيب كان لابد من إيجاد حلول وسطيه توافقيه تضمن لهم أحتفاظهم بالموروث القديم وما يتضمنه من نظرة الاستعلاء التى يؤمنون بها ورفضهم التنازل عنها وأيضاًعدم المساس بأفتخارهم بنبيهم موسى ، فكان قبولهم دعوة يسوع تحت شروط خاصة لعمل ملائمه وموائمه مع قنعاتهم الخاصه ، بمعنى أن هذا الفريق  الثالث  وضع فى حسبانه أن يكون إبراز القومية متقدماً على الاعتراف بالعقيده . اى رغب فى عدم الأعتراف بكل أركان العقيدة مع الاصرار على أبراز القومية . وفى بداية الدعوه المسيحيه لم يكن هناك أى تفريق بين الفريق الثانى والثالث (مت 21:11) ، فكلاهما قبل الاعلان الجديد وصار محسوباً على المسيح وأنهم من أتباعه ، وهذا كله تتميماً للنبوات المذكوره بالعهد القديم وهذا مايبرزه (مت2: 23 ، 26: 71 ، يو1: 45 ، 18: 3- 8 ، 19 : 19 )  .
وإن كان بعض من الفريق الثانى التلاميذ الرسل المقربين للسيد لم يسلموا من معاناة الصراع الداخلي فى التخلص من جذور الموروث اليهودى وعهد الشريعة للتسليم بوصايا النعمة المحررة الذى هو الهدف وبيت القصيد لآعلان العهد الجديد  إلا أنه بسبب هذا الصراع بين الانتماء والدعوه الجديده ظهر بعض من بين هؤلاء الرسل كان يغلبهم الهوى والحنين والانحياز للعهد القديم.

فكان هؤلاء الرسل يتأرجحون بين عوائدهم وشريعتهم وإيمانهم بالمسيا ، لذا كانوا يستخدمون اللقبين يسوع الناصرى تارة واللقب النبوى المسيح الرب تارة وكان على رأسهم الرسول يعقوب والذى صار فيما بعد أول أسقفا للمسيحية فى أورشليم كما كان له تأثير أيضا على بطرس الرسول ،  فإن كان ظهر بين الرسل من منهم كانت أرتباطاته الناموسية والقومية تعوقه من إدراك جوهر المسيحية فمابالك التلاميذ الآخرين من غير الرسل لذا كان السيد المسيح كثيراً مايشرح لهم موضحا بالوداعة تارة وبالتوبيخ تارة أخرى (مت15: 16،17 ) حتى بايعه الرسل الأثنى عشر وتلاميذ آخرين وغلب إيمانهم هواهم فصاروا مسيحيين (أع 11: 27) عدا ذاك المسمى يهوذا الاسخريوطى الذى خرج ولم يعد لأسباب لامجال لذكرها الآن ، وبعض من الذين دخلوا الايمان من الفريسين وصاروا تلاميذ ولكنهم لم يقبلوا إعلانه المسيانى وفكرة الفداء والملك الروحى فهؤلاء جميعاً ارتدوا ولم يعودوا يسيرون وراء المسيح ( يو6: 60-71) .
ومن هنا كانت بداية قصة النصرانية ، نجدها بدأت فكرا يكبر وينمو قبل أن تأخذ شكلا وتصبح حركة وأستمر هذا الموقف حتى أتمام الصلب وصعود السيد المسيح للأمجاد ، ومع تزايد دخول اليهود الإيمان المسيحى وبسبب تمسكهم بنظرة الأستعلاء على الشعوب الأخرى أظهروا رغبتهم فى فرض الوصاية والسيطرة على العقيده الجديده ومحاولت تطويعها حسب هواهم ومن هنا رأى الرسل انه لابد من عقد مجمع لطرح هذه القضية فكان أنعقاد أول مجمع للكنيسه وكان بأورشليم  سنة 49 م وفى هذا المجمع أظهر الرسول يعقوب أنحيازاً لربط المسيحية بالعوائد اليهودية ولكنه واجه مقاومة شديدة من باقى الرسل فقد أستطاع معظمهم ان يتحرر ويتحلل من هذا القيد القديم وفهم طبيعة عهد النعمة كما ظهرت مقاومة بولس الرسول وتصديه بمعونة الروح القدس ويذكر أيضاً انه وجه لوما شديدا لبطرس بسبب أنقياده لرأى الرسول يعقوب (غلا2: 11- 16) وهكذا ولاسيما بعد أنسكاب الروح القدس  بدأ يجاهر الرسل " بالكلمة التى أرسلها إلى بنى إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح .

هذا هو رب الكل" (أع 10: 36) لمواجهة الفكر المضاد مؤكدين بأن يسوع المسيح هو أبن الله ( أع 8: 37، 9: 20) عندئذ حدث أضطهاد شديد بسبب المجاهره وقوة التبشير لأتباع العقيدة الجديدة من اليهود ومن الرومان ، فتشتت التلاميذ فى كل ولايات الأمبراطورية وماتصل إليه أقدامهم مبشرين بالرسالة عدا الرسل بقوا بأورشليم (أع 8: 1، 4) ونتيجة لهذا تأسست كنيسة قوية بأنطاكية ثم تم إنشاء مدرسة للاهوت عماد إيمانها هو تاكيد لاهوت المسيح حسبما تقرر فى مجمع أورشليم وهكذا أعتمدوا رسميا تسمية المؤمنين بالمسيح بالمسيحيين (أع 11:26) وهكذا بدأ الفصل رسميا بين فكر النصرانية وفكر المسيحية وإن أستمر الخلط بينهما عند العامه من اليهود والرومان  (أع24: 5) .

إذا فمن الفريق الثانى الذى قبل اعلان المسيح الرب الذى تكلمنا عنه سابقا خرجت المسيحية ومن الفريق الثالث الذى كان ينحاز للقومية اليهودية كانت النصرانية لتمسكهم  بفكرهم وانتمائهم وموروثاتهم ومنهم من كان أرتد مبكرا أيام المسيح (يو6 :60 – 71) وانضم إليهم آخرون بعد مجمع أورشليم وأصبح هؤلاء الخوارج يمثلون شيعة الناصريين (اع 24: 5) فلم يعودوا يهودا كما كانوا ولم يقبلوا المسيحية التى تؤمن أن يسوع هو المسيح أبن الله الحى (مت 16: 16) كما فقد هؤلاء الناصريين أى دعم او تعاطف من قبل المسيحيين وبخاصة من الرسل بعد أستشهاد الرسول يعقوب الملقب بالصغير( مر15 : 40) أخو الرب بحسب العرف الاجتماعى سنة 62 م.

وأستمر الحال كما هو عليه كلاهما يبشر بعقيدته وإن كان عدد الذين يدخلون الإيمان المسيحى أكثر فالذى من الرب يثبت ولأنهم كانوا يقبلون كل الأجناس بلا تفرقة وأستمر الحال هكذا حتى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادى ، وإن استمر الناصرين  ينغصون على الكنيسة ويشككون فى الدعوة المسيحية  ويزرعون البلبة فى عقول المؤمنين الجدد ومنهم خرج الكثير من البدع مثل النسطورية وغيرها ، إلا أن الغلبة كانت دائماً للفكر المسيحى مدعوما بعمل وقوة الروح القدس (أع 15 :28 ) 0 وفى هذا الزمان دخلت أم الأمبراطور الايمان المسيحي ثم أعتنق الأمبراطور المسيحيه ومنذ هذه اللحظة بدأ يعلوا شان الكنيسة وخدام الكلمة وبدأ يقوى نفوذهم ومن ثـــــم  أُعلن أن الديانة الرسمية للإمبراطوريه هى الديانة المسيحية وبرغم أن هذا الاعلان أضر المسيحية فيما بعد إلا أنه ساعد الكنيسة وساندها فى مواجهة البدع والهرطقات فشعر النصارى أنهم وقعوا بين نارين ناربنى قومهم اليهود ونار بنى دينهم المسيحيين  فأستضعفوا وبدأوا يرحلون ويهاجرون لبقاع نائية فى الأرض لايصل إليها سطوة وأهتمام الحكم الرومانى المسيحى ونفوذه فأتجهوا إلى الحجاز وشبه الجزيرة العربية ليلتصقوا ببنى قومهم من اليهود الذين سبق هجرتهم لهذه البقاع فى أعقاب أحداث سنة 70 م  حيث كانت هذه المنطقة صحراء مقفرة ينتشر فيها  البدع وعبادة الأوثان والسحر وعبادة الكواكب والجهل لما لها من خواص جغرافيه.

ولما كان النصارى أصحاب علم وفهم وتحضر بدأوا ينشرون ثقفاتهم وبدعهم حيث انهم تشيعوا إلى فرق لكن أساس عقيدتهم هى محاولة التوفيق بين اليهودية ودعوة النبى يسوع الناصرى كما ساهموا فيما بعد فى دعم اللغة العربية وفى رسم حروفها وان كانت بلا تشكيل او تنقيط  كما أثروا الثقافة العربية وهذا يظهر فى الشعر الجاهلى ، والواقع أن هذه البقعه من الأرض لم تعرف المسيحية الحقيقه بقوه . فقط أقتصر معرفتها على النصرانية ومن قبلها اليهوديه وهذا يمكن الأستدلال على صحته بالرجوع للكتب والمراجع والدراسات حيث أنه لا مجال هنا للتوسع أكثر   
إلا أن الأختلاف العقائدى بين رسالة الإيمان المسيحى والدعوة النصرنية كبير ، إن العقيدة النصرانية ترى انها العقيدة الوسطية فهى ترى ان كل من الفريقين اليهود والمسيحيين قد تطرف فى فهمه ، فهم ليسوا مثل اليهود يرفضون يسوع المسيح شكلا وموضوعا لكنهم يقبلوا يسوع الناصرى النبى ، كما يؤمنون أن المسيحيين يغالون فى أمرهم بالنسبة للمسيح والحقيقة المؤكدة تاريخيا أن البدعة النصرانية تم أحتوائها فيما بعد وتحديدها فى هذا الحيز الجغرافى الضيق حتى أندثرت كفكر ولم يبقى من نارها سوى رائحة الرماد تذكم انوفنا بين الحين والآخر ، ويعتقد معظم إن لم يكن كل المصريين ومعهم الدول الأسلامية أن النصارى هم المسيحيون المنتشرون فى بقاع الأرض وهذا هو الشائع وهو ادعاء باطل وهو مكمن الخلاف بين الأسلام والمسيحية والذى يدعم هذا الفهم الخاطئ أنه عند ترجمة معانى القرآن يتم أستخدام كلمة المسيحيين Christians  لكلمة نصارى وهذا ما نجده أيضاً فى القواميس المتداولة لدينا .

وبالبحث والتدقيق فى القرآن نتأكد أن النصارى هم غير المسيحيين ، فالأختلاف بينهم جوهرى فى الشكل والمضمون . ومن الجدير بالذكر ان لفظ المسيحيين لم يرد لا فى القرآن ولا فى الكتب الأسلامية على الاطلاق رغم ان الشائع من القرن الميلادى الاول من قبل ظهور الأسلام فى كل بقاع الأرض ان أتباع يسوع المسيح يسمون مسيحيين . وإن كان لفظ نصارى كما سبق وذكرنا جاء من مصدر القومية للمسيح حسب الأصل اليهودى ، إلا ان النصارى بحسب الفكرالذى أنتشر بشبه الجزيرة العريبة فى ذاك الوقت مصدره هو أولئك الذين ناصروا عيسى أبن مريم وهم بالتحديد اليهود الذين آمنوا بيسوع الناصرى نبياً .
ومن الملاحظ أيضاً أنه قد حدث هناك صراعاً فكرياً وعقائدياً بين شيعة النصارى وشيعة اليهود وبين الكيان المسيحى الهش وبين النصارى أنفسهم فيما بينهم فى شبه الجزيره ، ومنه ظهر تياراً دينياً تأثر بالثقافة الفرعونية والفلسفات اليونانية وبدأت هذه الحركة تقبل ألوهية المسيح والتثليث إلا أنهم كانوا ذوعقيدة منحرفة تغلوا فى دينها بخصوص المسيح وأمه ( المائده 77) . فكانوا يؤمنوا بما ان الأبن إله فلابد ان تكون الأم هى أيضا إله فكانوا يألهون العذراء كتأليه المسيح ولكن سرعان ماقاومتها النصرانية الأصلية التى تغلغلت وتمكنت من أحداث تأثيرها العميق فى هذا المجتمع ، وأما عن فكرة التثليث على هذا النحو هى فكرة مرفوضة فى العقيدة المسيحية وقد ذكر القرآن هذا الأنحراف ( المائدة 116)  فهو قول قالت به إحدى البدع النصرانية فى القرون الأولى .

ومن الجدير بالذكر أيضا أن تمكن النصرانيه من السيطره وأحكام قبضتها على شبه الجزيره قبل ظهور الاسلام جعلت أى محاولات للتبشير بالمسيحيه الحقيقه لا تأتى بثمار تذكر 0 من هنا يجب أن نتعرض قليلاً لذكر بعض من معتقدات هذه البدع النصرانيه ، فكما عرفنا هم يرفضون فكرة أن يسوع أبن الله الحى فهم لم يفهموا البنوة الروحية وبالتالى فكرة أن الله مثلث الأقانيم بل يؤمنون أن يسوع الناصرى نبى ورسول مثل موسى وسائر رسل العهد القديم وهذا بخلاف المسيحية ، ويدققون بأقامة أوقات الصلوات اليهودية الثلاث يومياً وهى خاصة للرجال فقط وأن تكون فى المجمع.
كما يتمسكون بنظرة اليهود أسلافهم بأنهم خير أمة أًخرجت للناس وهذا أيضاً كله عكس المسيحية التى تنتهج منهج التواضع بمبدأ أن الله أحب العالم أجمع ولاتؤمن بالتفريق بين بنى البشر بسبب الجنس أو اللون أو اللغة او الدين (غلا3: 26- 28) كما كانوا يرفضون الفداء والصلب وهو أساس عقيدة الخلاص فى المسيحية ، وكانوا يأمرون بأن الداخل للمسيحية لابد أن يتهود أولاً وهذا مارفضته المسيحية بإجماع كل الرسل ( أع 15 :4 ) وهو موضوع الرسالة إلى أهل غلاطية ، كما كانوا يعملون فى تجارة الرق وهذا ماأنهت عنه المسيحية ونجد هذا فى رسالة فيلمون وأفكار أخرى لاوقت للتبحر فيها ترفضها المسيحية شكلاً وموضوعاً . وإن كانت البدعة النصرانية أتسمت بروح المسيحية السمحة فى نشر دعوتها بالتبشير بالموعظة الحسنة والعمل الطيب.    
 
ومن هذا كله نعلم أن مصر لم تعرف يوماً النصرانية ومنذ العصر الرسولى الأول جاء الرسل الذين يعرفون المسيحية الحقة التى تؤمن بالمسيح الرب، وحيث أن النصرانية كانت خاصة باليهود الذين قبلوا نبوة يسوع وليس مسيانيته أنه المسيح الرب ، بينما المسيحيون فهم هؤلاء الذين قبلوا الإعلان المسيانى وعهد النعمة وعلى هذا تأسس الإيمان المسيحى القويم والسليم فى مصر والعالم إن الخلط الحادث بين المسيحية والنصرانية قد أضر المسيحية أشد الضرر..

وأخيراً بما أن المسيحيه تختلف عن النصرانية وبالتالى النصارى ليس هم المسيحيين ، وبما أنه لم يرد أى ذكر للمسيحيين فى المصادر الاسلاميه لذا أسمح لى أخى المسلم أن اقول لك عفواً لاتنادينى بهذه الكلمة مرة أخرى فانا لست نصرانياً فالنصرنية بدعة منقرضه لكننى مسيحياً لا أتبع بدعة ولا أقبل هرطقة فأنا مسيحى.. عزيزى المسيحى  من فضلك أحمل هذه الرسالة لكل من يدعوك نصرانياً لكى تجعله يكف عن مناداتك بهذا اللقب لأنك لاتتبع بدعة بل إيمان ورسالة منتشره فى كل ربوع العالم وزوايا الأرض تعبد الإله الواحد المثلث الأقانيم الآب والأبن والروح القدس . لذا لايعنينا مايقال عن النصرانية ولايخصنا مايقال عن النصارى . 

نعتذر لطول المقال حيث أن المقال يتناول سرد أحداث تاريخية .
القس أيمن لويس                                                                         
pas_ayman@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق