CET 00:00:00 - 15/02/2010

مساحة رأي

بقلم: مجدى نجيب وهبة
** أعتقد أن ما يجرى ويحدث الأن فى بعض الصحف القومية والخاصة أمر مدبر ومدروس ، وهو بمثابة تسخين الحطب حتى يشتعل مع أصغر شرارة ... أطلقوا فتواهم المسمومة فى وجوهنا وعقولنا ... حذرنا من سمومهم ولا حياة لمن تنادى ... لقد تحملنا كثيراً وصبرنا لكن الأمر أصبح خطيراً ... ترك الحبل على الغارب لهؤلاء الموتورين للتحريض وإشعال الفتنة ، فلا يمكن إستخدام إسم الله بهذا القدر من الإستهتار نتيجة جهل البعض بصحيح الأديان السماوية .. والنتيجة هى إعطاء الضوء الأخضر لجماعات التطرف والتخلف والجهل والإرهاب أن تزايد عليها .

** بجريدة أخبار اليوم العدد الصادر فى 13 فبراير 2010 مقال للكاتبة إيمان أنور بعنوان " ولا تزال الهجمة ضد الإسلام مستمرة " ! ، حيث تقول الكاتبة :
" لا أعرف ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم تحبط أجهزة الأمن فى مصر بيقظتها المعهودة هذه المحاولة الدنيئة ؟!! .. وتضيف : " تساؤل طرح نفسه علىّ وأثار مزيجاً من الإستفزاز والغيظ والقرف داخلى وأنا أقرأ هذا الخبر أمس الأول .. أن مباحث الأموال العامة بميناء الأسكندرية بالإشتراك مع رجال الجمارك تمكنت من ضبط حاوية بها ثلاث عشر ألف حذاء تحمل رسوماً مسيئة للدين الإسلامى ولفظ الجلالة أثناء محاولة إدخالها للبلاد عبر ميناء الدخيلة بالإسكندرية " .... تقول الكاتبة : " تملكنى الغضب والغل ووضعت يدى على قلبى وشهقت ألماً ولوعة عندما تخيلت لبرهة تهريب هذه الشحنة وتسريبها إلى الأسواق المصرية .. وتساءلت .. تصوروا "جزمة" مرسوم عليها لفظ الجلالة ؟!! ... هل بلغ التطاول والتجرأ على الدين الإسلامى والإستهانة بالمسلمين وبمشاعرهم لهذه الدرجة " .... وتواصل الكاتبة فى مقالها حيث عبرت أن هناك حملات مكثفة متصاعدة ومنتظمة ضد الدين الإسلامى ومحاولات إيذاء المسلمين بكل الوسائل والسبل فى معتقداتهم ، كما أن هناك من يخطط ويمول لترسيخ مفهوم واحد فى الأذهان هو رفض كل ما هو مسلم .. سواء بمحاولات وصف الإسلام بالإرهاب والعنف والدموية وضرورة محاربته والتصدى له أو بتشويه صورة الإسلام مثل الرسوم المسيئة ... أو رفض بناء المأذن كما حدث مؤخراً فى سويسرا ... وتساءلت الكاتبة إذا كان ذلك يحدث فى الغرب الذي يجهل ديننا الحنيف فإن الكارثة تكون أخطر وأمر عندما تكون فى مصر  . 

** سأكتفى بهذ القدر من مقال الكاتبة ... لنطرح بعض التساؤلات ؟!!!
تقول الكاتبة " لا أعرف ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم تحبط أجهزة الأمن فى مصر هذه المحاولة الدنيئة ؟!! لإغراق السوق بحاوية بها ثلاث عشر ألف حذاء تحمل رسوماً مسيئة للدين الإسلامى ولفظ الجلالة ؟!! ، أى بمعنى أن هؤلاء الأشرار قاموا برسم لفظ الجلالة لإله المسلمين وهو يعنى أن الله لا يوجد إلا فى الإسلام فإذا ذكر الله فهو يرمز للإسلام فقط وهذا إعتراف وتحريض على صفحات الصحف القومية التى تمثل توجهات الدولة على إزدراء جميع الأديان فيما عدا الإسلام حيث أنه لا يوجد إله للأقباط أو اليهود وهو تأكيد لمبدأ بعض دعاة الفتنة على منابر الجوامع عبر الميكروفونات وبعض الزوايا بالدعاء على الكفرة من الأقباط واليهود .... فمثلاً نجد أحياناً بعض بائعى الطماطم أو الكوسة أو أى نوع من الفاكهة يضعون كلمة الله تباركاً لنوال البركة والتيسير لعملية البيع فيجب أن نعلم أن هذه الفاكهة إسلامية وماذا لو وضع بائع مسيحى كلمة الله على بضاعته هل هو يزدرى الديانة الإسلامية فهل يعقل أن توضع كلمة الله على عدد ثلاث عشر ألف حذاء بقصد الإستهزاء باللفظ ، ثم لم تقول لنا الكاتبة أين وضع اللفظ وهل الذى وضعه كان يقصد الله بتاع المسلمين أو الله الذى يصلى له المسيحيين أم الله بتاع اليهود ، رغم إعتراف الدين الإسلامى ، " بأن الإسلام والمسيحية واليهودية أديان سماوية " ، ولكن يبدو أن الكاتبة عندما يذكر أمامها لفظ الجلالة فهو يعنى إله الإسلام فقط " فلا يوجد إله أخر سوى فى الإسلام "، وتتساءل الكاتبة ماذا يمكن أن يحدث لو لم تحبط أجهزة الأمن هذه المحاولة الدنيئة ؟!! ، ولماذا حاولت الكاتبة الربط بين لفظ الجلالة والإسلام .. ونحن بالقطع ضد أى محاولة للإساءة لأى دين أو أى معتقد أخر حتى لو كان هؤلاء ينتمون إلى بوذا فهذا شأنهم .

ولكن أعتقد أن الكاتبة أرادت أن تخلق حالة من التحريض والإستفزاز بين أبناء الوطن الذين لا يعلمون أى شئ عن هذه الضبطية وأن ما يسمح به ولا يسمح هو إختصاص الجهات الأمنية .....
فلماذا نقحم الأديان فى كل ما يدار ... وما علاقة أقباط مصر بهذه " الجزم " حتى تقول الكاتبة : " فإن الكارثة تكون أخطر وأمر عندما تكون فى مصر " ... فهل سيكون الأقباط سعداء إذا رأى البعض منهم لفظ الجلالة على الأحذية داخل الفترينات لتباع للمسلمين وكيف يتسنى لصاحب المحل أن يبيع هذه الجزم للمسلمين دون الأقباط فهل سيتم وضع لافتة على بعض المحلات حتى لو كانت للأقباط أن هذه الجزم للمسلمين فقط وأنها حضرت خصيصاً من الدول المصدرة لها لإثارة البلبلة وعدم الإستقرار وأين جهاز الرقابة على الصناعة حتى يتم التخاطب مع الجهة التى قامت بتصدير هذه الأحذية ، حتى نكف عن خلط الاوراق وتضخيم الأحداث وهو ما يؤدى حتماً إلى جعل البلد على صفيح ساخن ... ليتنا نكف عن هذه الحملات المغرضة .. فهى لا تخدم إلا الإرهاب .

** لقد جعلتنى هذه الواقعة الغريبة  أتذكر ما كان يحدث فى السعودية حيث عملت فى الرياض كمسئول للخدمات الجمركية بالرياض ، فكانت الصور أو الأجندات أو النتائج التى بها أى رمز مسيحى أو غربى لا يسمح لها بدخول البلاد رغم أنها مطبوعات عادية جداً ... حتى السمك كان يؤكل بالسعودية وأعلى المحل لافتة مكتوب عليها " مذبوح على الطريقة الإسلامية " .
** لقد عانينا من مصائب كثيرة كان من ورائها من تصوروا أنفسهم وكلاء الله على الأرض ، فتصدوا لكل من يخالفهم ووصفوه بأنه عدو الدين ... إنه فكر شيطانى مستمر ودائم لا يعرف الملل أو الإستسلام ، يستخدمون فى صراعهم ترسانة هائلة من صيحات التكفير والتحذيرات والتحريم ومفردات التخوين ، والهدف هو إستعباد وتكفير كل المخالفين .. ومن يناضل ضدهم سيكون نضالاً ضد الله ، فهل نتركهم يهيئون المسرح لعودة الإرهاب من جديد ... رغم أنه مازال متواجد بيننا ؟ وهل ستظل بعض الصحف المهيجة والمثيرة منبراً لمزيد من الإحتقانات الطائفية والصراع بين أبناء الوطن .. سؤال نتوجه به إلى السيد رئيس المجلس الأعلى للصحافة وإلى كل من يهتمون بأمن وسلامة هذا الوطن ؟!!!!!!!! .

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق