CET 00:00:00 - 15/02/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
موجة حادة من الجدل ما زالت تجتاح الأوساط الإسلامية في مصر وبلدان العالم الإسلامي حتى هذه اللحظة، وذلك على خلفية إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ ما يقارب العامين عن إصدار مشروع إلكتروني لتفسير القرآن الكريم، وقد اعتبرت الخارجية الإسرائلية أن هذا المشروع سيكون بمثابة حلقة الوصل بين الغرب والعالم الإسلامي، إلا أن هذا المشروع الذي أعده 15 أكاديميًا من المُسلمين البدو في إسرائيل انتقده إسلاميون معتبرين إياه بمثابة مُحاولة لإيجاد جيل جديد من المُسلمين يسير على النسق الغربي والإسرائيلي.إسرائيل تطلق مشروع لتفسير القرآن الكريم
وكانت "العربية نت" قد نقلت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن هذا المشروع الذي أطلق عليه "قرآنت" يعتبر مشروعًا فريدًا من نوعه يجعل الذِكر الحكيم "القرآن" وسيلة تربوية يستخدمها كل مُربٍ ورب عائلة.

ويبحث المُستخدم في الفهرس لـ"قرآنت" عن المسألة التربوية التي تعنيه ووقتها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بالمسألة التي تعنيه، وبعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المُعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل، وفي الختام يحصل المُستخدِم على توضيح أو تعليل سيكولوجي –تربوي موجز- يبين سيرورة ما جرى.
كما يهدف المشروع إلى تقديم خدماته للمسلمين باللغات العبرية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية.
وقد تم عرض نموذج تجريبي لتفسير أية قرآنية عبر "قرآنت" من خلال عرض موقع الخارجية الإسرائيلية للآية "34" من سورة "فصلت": "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم".

وقد صاحب التفسير الإسرائيلي الآية قائلاً: "إنه من الممكن أن يتحول العدو إلي أفضل الأصدقاء في يوم ما".
وقد عارض هذا المشروع قيادات إسلامية من فلسطين، حيث أكد الناطق باسم الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة "الشيخ زاهي نجيدات" في تصريحات خاصة للعربية نت أن الهدف من ورائه هو ايجاد جيل على النمط الذي تريده إسرائيل وامريكا. كما أكد أن محاولة وضع القرآن الكريم في القالب الذي يروق لاسرائيل وامريكا يكون بالتعامل الانتقائي مع آيات القرآن الكريم بل التعامل التحريفي، لإنشاء جيل بعيد كل البعد عن هذه العقيدة السمحة.
وقال الشيخ نجيدات أن الموضوع بحاجة إلى بحث كبير وتدقيق، مؤكدًا أن عمل المؤسسة الإسرائيلية لا يدل على أنها فعلاً تعاملت مع شيوخ معتمدين كمرجعية للقرآن الكريم، واصفًا ذلك بالخديعة الإسرائيلية.

هذا وقد اعترضت وزارة الأوقاف الفلسطينية على المشروع الإسرائيلي لتفسير القرآن، مؤكدة أنه لا يوجد سبب مقنع لإطلاق مثل هذا المشروع في هذا الوقت والزمان، خاصة وأن هناك من المسلمين من قام بتفسير القرآن بالطريقة الصحيحة، وأن إصدار كتاب من هذا القبيل يثير الشكوك حول تلك التفسيرات.
وقد أثار هذا المشروع جدلاً كبيرًا بين علماء المسلمين في مصر، حيث حذر مسئولين بوزارة الأوقاف المصرية من هذا المشروع، وقال الشيخ د. شوقي عبد اللطيف "نائب وزير الأوقاف ورئيس قطاع شئون الدعوة الدينية" لـ"العربية.نت" إن ما يهدف إليه هذا المشروع هو استقطاب المُسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة الإسرائيلية، حيث أخذ من القرآن الكريم ما يتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم.

مؤكدًا أن وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة ردًا واضحًا حول المشروع وما يحتويه من أكاذيب وأفكار مسمومة، كما أن الوزارة ستقوم باتخاذ خطوات ضده لمنع التعامل معه في العالم الإسلامي، وإصدار بيان للتحذير مما يحتويه من تفسير مُلفق على القرآن الكريم ومعانيه سيتم نشره على موقع الوزارة على شبكة الانترنت لكي يطلع عليه الجميع.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر التابع لوزارة الأوقاف المصرية في موقعه على شبكة الإنترنت قد أعد على صدر صفحته "الخاصة بالأخبار" حاليًا مادتين صحفيتين "خبر وتقرير" حول هذا المشروع يُمكن الإطلاع عليهما من على موقع الوزارة على الإنترنت.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق