CET 08:39:51 - 17/02/2010

مقالات مختارة

بقلم: رولا خرسا

كوب ملىء بالشاى الساخن أفضل لو كان من نوع الإيرل جراى الإنجليزى أمسكه بين يدى لأدفئهما فيتصاعد دخان السخونة وأبتسم.. أبدأ بالشعور بالدفء.. أجلس ملتحفة بملابس ثقيلة وأرتدى الجورب السميك.. آخذ كل الاحتياطات للوصول إلى الدفء وأبتسم ثانية.. أنا أحب الشتاء وإن جاز التعبير.. أنا كائن شتوى فالصيف يعنى الانطلاق والخروج والشتاء يعنى التقوقع أمام فيلم أو بصحبة كتاب وللشتاء خصوصية.. أعتبره فصلاً ذا شخصية قوية لو جاز التعبير فهو يفرض شروطه.. يمطر ويرعد ويثلج، ظواهر لا تجدها إلا فى الشتاء وما لم يكن صاحب الشخصية القوية قاسياً فإنك تستمتع بصحبته..

 أحب السير تحت الأمطار ولذلك رغم أننى عشت فى بريطانيا بلد الضباب والأمطار سنين إلا أننى لم أشتر أبداً شمسية.. أسير تحت المطر الخفيف وأتوقف وأدخل أى مقهى لأنظر للمطر الشديد من وراء زجاج وأعتبر المطر تذكرة لنا كبشر بقدرة الخالق سبحانه وتعالى على فتح أبواب سماواته متى شاء.. والمطر خير قادم يغسل الأشجار ويروى الزرع وكأنه يطمئن الفلاحين الغلابة الذين يقلقون إن تأخر.. والشتاء له فاكهته الخاصة.. برتقال.. وأشجار الليمون، والبرتقال من أجمل الأشجار وكانت ملهمة للكثير من لوحات الفنانين العالميين، وأبوفروة التى ترتبط بالبرد الشديد تأكلها سخنة فتشعر بين يديك وفى جوفك بالدفء..

 وللشتاء مشروبات مثل السحلب الذى ينساب فى فمك فيلسعك ويدفئك.. وحساء الشتاء العدس، والقائمة طويلة تبدأ بالبطاطا على العربات فى الشوارع وتمر بحمص الشام وغيره.. فى عالم أصبحت العلاقات الإنسانية فيه يشوبها الكثير من البرود وبعدت عن الدفء أصبحت أبحث عن دفء من نوع آخر، دفء محسوس.. كباية شاى أو كاكاو أو سحلب.. غطاء ألف به أكتافى.. أفتقد دفايات زمان التى كنا نجلس قربها، لم نعد نستعملها.. أشعر بالتعاطف الشديد الذى يصل إلى حد الخجل عندما أفكر فى الفقراء الذى تكون معاناتهم أشد فى الشتاء، ثم أنيم ضميرى قليلاً وأفكر فىاللحظة الآنية..
أجلس فى دفء غرفتى سعيدة بنعمة الله على من مسكن آمن وقدرة على الاستمتاع بكوب شاى دافئ ومتعة قراءة رواية وأعيش مع أبطالها سعيدة بملمس شال صوف أضعه على كتفى وطعم البرتقال أبوصرة وأبوفروة أو الكستناء كما تسمى فى عالم بارد جداً فى علاقاته، أبحث عن دفء ملموس، وفى عالم الفرح فيه لحظات أغمض عينى وأحاول إيجاد السعادة فى تفاصيل صغيرة من الحياة اليومية والشتاء ستر وغطاء ودفء ومصدر سعادة لحظية.

rola_kharsa@hotmil.com
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع