CET 00:00:00 - 19/02/2010

مساحة رأي

بقلم: لطيف شاكر
ورد بجريدة اليوم السابع بتاريخ 16/2  وافق النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود على إحالة كاهن بإحدى الكنائس بالإسكندرية وخادم بكنيسة أمريكية وصاحب مطاعم بأمريكا وزوجته وطبيبين ومهندس وموظفة، إلى محكمة جنايات الإسكندرية بعد أن وجهت لهم تهمة التزوير وتهريب الأطفال.منذ اسابيع حكمت محكمة جنايات القاهرة على مجموعة من الاقباط  بأحكام بالسجن لخمس سنوات والغرامة مائة ألف جنيه لكل منهم لقيامهم بتبنى أطفال مسيحيين من ملجأ مسيحى!!! بالإضافة لسجن وتغريم مسؤلى الملجأ بنفس الكيفية !!!!!
وقد سبق الحكم حملات اعلامية رنانة عن تنظيم بيع الأطفال والإتجار بالبشر وخطورة التبنى والعياذ بالله !!! (لم يتكلم أحد ساعتها عن التاثير على اعمال القضاء !!!) مماثلة لحملات التحريض على إبادة الخنازير.
خمس سنوات سجن ومئة الف جنيه غرامة لتبنى طفل مسيحى فى البلد التى لا يعدم فيها قتلة الأقباط ، ولا يسجن فيها من يقتحم منازلهم  ويروعهم أو من يختطف بناتهم أو من ينهب محالهم  ويخرب ممتلكاتهم ، أومن يحرق كنائسهم !!!!!
حكموا عليهم  بالسجن لأنهم انقذوا أطفال مسيحيين أبرياء من التحول لأطفال شوارع !!!! فى بلد يوجد بها أكثر من مليونين   طفل يعيشون فى الشارع ولا يرحمهم احد !!!!

كل زوج وزوجة تقريبا يشعرون برغبة قوية في الحصول على أطفال أو ثمرة لهذا الزواج. ولكن الكثير منهم لا يوفقون إما لمرض ما أو لإصابة أحدهما بالعقم، وبالرغم من أن الاختيار الأول والأخير في البقاء في هذه العلاقة يعود لطرفان، إلا أن الحياة يجب أن لا تنتهي عند مشكلة عدم الإنجاب. فهناك أطفالا كثر بحاجة إلى الحب والرعاية، وهم بحاجة لعائلة تضمهم، وتعتبرهم أبنائها. تقول الحكمة القديمة "الأبوة ليس فقط في إنجاب الأطفال ولكن في رعايتهم وتربيتهم"، ولعل هذه الحكمة ستساعدكما على تخطي مشكلة عدم الإنجاب والتفكير جديا بالتبني.
كل شخص قام بتبني طفل، لا بد أنه سأل نفسه هذا السؤال: هل سأحب الطفل المتبنى مثلما أحب طفلي؟ ولكن هذه الشكوك سرعان ما تزول بمجرد أن يستلم الطفل، وفجأة يتحول كل الحب لهذا الطفل، ويتسأل مرة أخرى، كيف شكك في هذا الأمر.
 
التبني طريقة مختلفة للحصول على الأطفال. عندما تكون المرأة حامل، فأنها ستحتاج إلى تسعة شهور حتى تلد الطفل المنتظر. ولكنّها لن تكون متأكّدة من أن الحمل سيكون جيدا أو بأنها ستكمل الحمل بنجاح. ويمكن ان تتكرر محاولات الحمل الفاشلة حتى يصاب الزوجان بالكآبة والتعاسة.
التبنى لا تحرمه المسيحية وهو حق إنسانى للأقباط لا يمكن لأحد منازعتهم فيه ، بل هو واجب مسيحى قبل ان يكون حقاً . فهو يجمع الطفل المحروم من دفء الأسرة مع عائلة محرومة من نعمة الإنجاب ، وبذلك يتخلص الطرفان من ألم اليتم والعقم فى لحظة واحدة بمعادلة إنسانية رائعة تفيد الجميع.
بل حتى بعض عائلات العالم المتقدم التى لديها اطفال تقوم بتبنى اطفال من العالم الثالث بمختلف أعراقهم واجناسهم لإنتشالهم مما هم فيه من بؤس ، على الرغم من عدم حاجتهم للأطفال بل إنطلاقاً من العطاء الإنسانى والتعبير العملى عن المحبة والرحمة.
والتبنى من أعمال الرحمة السامية التى عرفها البشر فى كل البلدان والأديان والثقافات والحضارت منذ فجر البشرية ، حتى أن نبى الإسلام نفسه كان أباً بالتبنى لشاب يدعى “زيد بن حارثة” ، حتى إنتهى التبنى وآثاره لاسباب لانريد الدخول فيها .
وهو التحريم الذى دعى بعض المسلمين للتحايل عليه حديثاً ، ومحاولة التوفيق بين وجوده وبين ضرورة الرأفة بحال الآلاف من الاطفال المساكين عديمى الأهل ، ولعل أهم محاولات التوفيق هذه هى :
كفالة اليتيم فى موضعه : أى إختيار العائلة المسلمة لأحد أطفال دور الرعاية والتكفل بطعامه وملابسه وسائر مصاريف معيشته مع تركه ليعيش فى الملجأ كما هو !

التبنى مع الرضاع : أى تبنى طفل رضيع وارضاعه من ثدى المرأة المحرومة من الإنجاب بعد إدرار اللبن فى صدرها من خلال أدوية هرمونية. فيصبح إبنها بالرضاع ومحرم عليها !
وهى المحاولات التى مازالت تشهد جدلاً بين المؤيدين والمعارضين .
لكن المسيحين ليسوا مضطرين لمثل هذا الإلتفاف لتقديم الرحمة لأطفال متروكين عديمى الحيلة ، فشريعة الإسلام ليست شريعتهم ولا هى ملزمة لهم ، بل إنها منذ أن وفدت إلى مصر لم تلزم الأقباط بقواعدها فى الاحول الشخصية التى ظلت قائمة على أحكام الشريعة المسيحية ، فلا يتدخل فيها المسلمون ولا تطبق فيها شريعتهم وفى هذا يقول الشيخ يوسف القرضاوى على موقعه:
وليس عليهم ( أى غير المسلمين ) في أحوالهم الشخصية والاجتماعية أن يتنازلوا عما أحله لهم دينهم، وإن كان قد حرمة الإسلام، كما في الزواج والطلاق وأكل الخنزير وشرب الخمر . فالإسلام يقرهم على ما يعتقدون حله، ولا يتعرض لهم في ذلك بإبطال ولا عتاب.
فالمجوسي الذي يتزوج إحدى محارمه، واليهودي الذي يتزوج بنت أخيه، والنصراني الذي يأكل الخنزير ويشرب الخمر، لا يتدخل الإسلام في شئونهم هذه ما داموا يعتقدون حلها، فقد أُمر المسلمون أن يتركوهم وما يدينون.

وما يدين به الاقباط فى هذا المقام هو لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس التى تبيح التبنى وتنظمه. والتى بنيت على الحق الكتابى القائل :
دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات فوضع يديه عليهم( مت 19 : 13 ).
“طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ” عظة السيد المسيح على الجبل إنجيل متى 7:5
“الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى و الارامل في ضيقتهم و حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم ” رسالة يعقوب الرسول الأصحاح الاول أية 27 .
إنه عدوان جديد على الحقوق القانونية للأقباط من قساة القلوب الذين لا يهمهم معاناة الطفولة وزيادة عدد أطفال الشوارع فى مصر ، بل كل ما يهمهم هو الإمعان فى إضطهاد الأقباط وسلبهم حقوقهم الحق تلو الآخر.

موقف اليونيسف من التبني بين البلدان

تلقت اليونيسف استفسارات عديدة من عائلات تأمل في تبني أطفال من دول غير دولهم. تؤمن اليونيسف أن كل القرارات المتصلة بالأطفال، بما فيها تلك المتعلقة بالتبني، يجب أن تعتمد بدرجة أولى على مصلحة الطفل. ويعتبر اتفاق لاهاي حول عمليات التبني الدولية تطورا هاما بالنسبة للأولياء المتبنين والأطفال الذين يتم تبنيهم إذ يدعو إلى اعتماد مسارات أخلاقية وشفافة تراعي مصلحة الطفل الأولى. وتدعو اليونيسف الحكومات الوطنية إلى حماية مصلحة كل طفل أثناء انتقالها نحو التطبيق الكامل لاتفاق لاهاي.
اتفاقية حقوق الطفل التي توجه أعمال اليونيسف تنصّ بوضوح على أن يكون لكل طفل، قدر الإمكان، الحق في معرفة والديه والعيش في رعايتهما. وإقراراً بذلك، وبقيمة وأهمية الأسر في حياة الأطفال، تؤمن اليونيسف بأن الأسر التي تحتاج إلى دعم كي ترعى أطفالها ينبغي أن تحصل على ذلك الدعم، وأن الوسائل البديلة لرعاية الطفل لا يجب النظر فيها إلا إذا كانت أسرة الطفل، رغم هذه المساعدة، غير موجودة، أو غير قادرة، أو غير راغبة في رعايته.
  وفيما يتعلق بالأطفال الذين لا يمكن أن تقوم أسرهم بتنشئتهم، ينبغي السعي إلى توفير بيئة أسرية بديلة مناسبة بدلاً من الرعاية في مؤسسات، وذلك لأن تلك الرعاية ينبغي عدم اللجوء إليها إلا كملاذ أخير وكإجراء مؤقت. والتبني فيما بين البلدان هو أحد عدة خيارات للرعاية قد تكون متاحة للأطفال، وفي حالة الأطفال الذين لا يمكن وضعهم في بيئة أسرية دائمة في بلدانهم الأصلية، قد تكون تلك الرعاية هي بالفعل أفضل حل. وفي كل حالة، يجب أن تكون المصالح الفضلى للطفل هي المبدأ الموجه لاتخاذ قرار بشأن التبني.

على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ارتفع عدد الأسر من البلدان الغنية التي ترغب في تبني أطفال من بلدان أخرى بصفة ملحوظة. وفي الوقت نفسه، أدى عدم وجود تنظيم ورقابة، وبخاصة في بلدان المنشأ، المقرون بإمكانية تحقيق مكسب مالي، إلى نمو "صناعة" تدور حول التبني، يكون الربح، لا مصالح الأطفال الفضلى، هو العامل المهيمن. وتشمل التجاوزات بيع واختطاف الأطفال، وإكراه الوالدين، والرشوة.
وقد أقرت بلدان كثيرة في مختلف أنحاء العالم بهذه المخاطر، وصدَّقت على اتفاقية لاهاي بشأن التبني فيما بين البلدان. وتؤيد اليونيسف بقوة هذه الاتفاقية الدولية، التي ترمي إلى تطبيق المبادئ المتعلقة بالتبني فيما بين البلدان الواردة في اتفاقية حقوق الطفل. ومن بين هذه المبادئ ضمان عدم التصريح بتبني الطفل إلا من جانب السلطات المختصة، واتّباع نفس الضمانات والمعايير الجاري العمل بها فيما يتعلق بالتبني الوطني، وضمان ألا تعود عملية التبني على المشاركين فيها بكسب مالي غير مشروع. والمقصود بهذه الأحكام هو أولاً وقبل كل شيء حماية الأطفال،

  ولكنها أيضاً ذات تأثير إيجابي يتمثل في توفير ضمانات للوالدين المتبنيين المرتقبين بأن طفلهما لم يكن موضع ممارسات ضارة وغير قانونية.
وحالة الأطفال الذين ينفصلون عن والديهم ومجتمعاتهم المحلية أثناء الحرب أو الكوارث الطبيعية تستحق الذكر بوجه خاص. ولا يمكن افتراض أن هؤلاء الأطفال لا يوجد لهم والدان أو أقارب على قيد الحياة، وحتى إذا كان كلا الوالدين قد لقيا مصرعهما، فإن احتمال العثور على أقارب أحياء ومجتمع محلي وبيوت يمكن أن يعود إليهم الأطفال بعد انتهاء الصراع تظل قائمة. ومن ثم ينبغي عدم التفكير في تبني هؤلاء الأطفال فيما بين البلدان، وينبغي أن تعطى الأولوية لاقتفاء أثر أسر الأطفال. وهذا الموقف يتبناه كل من اليونيسف، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،
  والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، والمنظمات غير الحكومية الدولية من قبيل منظمة تحالف  إنقاذ الطفولة.
الدين الذي لايرحم الطفولة ويمسح عيون الدامعين منهم وينقذهم من وحوش الشوارع ويروي ظمأهم ويشبعهم من جوع ويدفئهم من قسوة البرودة ويكسي عريهم ويعمل علي ايجاد مأوي لهم وراحة لاجسادهم المتهالكة  تحت اي حجة فارغة..لايكون دينا سماويا بل قوانين وحشية وتعليمات شيطانية ..... لا اؤمن باله قاسي متجبر علي طفولة برئية لايرحم الاطفال ولا يشفق عليهم  .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق