CET 23:48:03 - 18/02/2010

من الاخر

بقلم: أماني موسى
جلس المواطن المقهور بتاع بلاد أجري غور يتأمل كالعادة في حاله وحياته المليانة هموم ويبات ليلته محسور من كتر الأحزان وقلة السرور.
وسمع خير اللهم أجعله خير أن فيه في بلاده (أجري غور) حاجة اسمها حقوق إنسان اللي اتحولت بقدرة قادر إلى حموم الإنسان أو حروق الإنسان وأخيرًا إلى إنسان بلا حقوق، وعرف أن بلاده هتقدم تقريرها السنوي عن حالة حموم الإنسان عندها ففرح أوي وجهز نفسه وراح ياخد دش معتبر زي حماية العيد الكبير كدة.

وركز أوي لنشرة الأخبار عشان يسمع التقرير بيقول إيه وأوضاعه وصلت لفين, ولكن بعد فترة ليست بقصيرة من الإصابة بحالة من التناحة والازبهلال قام وضرب كف على كف وقال إيه الكلام اللي بسمعه دة!!
بيقولوا الأمور تمام وعال العال والمواطن مبسوط وماشي الحال
ورغيف العيش والغاز موجود والعدل منتشر في كل البلاد
طولها وعرضها شمالها وشرقها ماعدا حتة صغيرة كدة في ركنها
عايش فيها أقليات بنطلع عين أهلها من حرق وضرب وسحل مع شوية بهدلة
ودي كلها خناقات بسيطة بين الأخوات
وكداب اللي عايز يشوّه الصورة ويقول أن فيه حوادث طائفية واحتقانات
أما عن الطوارئ فدة بس ظرف طارق
عشان نأدب الشعب ونأكد أن كله متساوي قدام القانون ومفيش فوارق

أما الفساد اللي الشعب فيه غارق من فوق لتحت
فهو أمر معروف في البلاد اللي تحت
وعشان كدة إحنا دايمًا في النهايات والمؤخرات
ولكنّا نأخذ أولى المراكز في الفساد والمحسوبيات
والكهربا والتليفون عند كل مواطن اللي بيتلقىَ أفضل الخدمات
أما عن المجاري في الزراعات والمبيدات اللي تجيب للشعب سرطانات
دي كانت ملفات قديمة من زمن فات
دلوقتي بنجني ثمرها والشعب بيموت
ودة طبيعي وعادي كل الناس للدنيا هتفوت

بعد الانتهاء من سرد التقرير شعر المواطن المقهور بارتفاع ضغط الدم والسكر وأصيب بغثيان مؤقت مزمن مع إسهال ممسك، ثم أعقبه انقطاع للكهربا (كالعادة) فقام ليقول مساء الخير لزوجته أم عباس (كالعادة) لتنجب الطفل الخامس!!
ثم يضحك المواطن: زي ما الحكومة بتضحك عليا وعاملة أنها موفرة الخدمات (الكهربا) أنا كمان هضحك عليها وأعمل نفسي بنظم النسل وهتفضل الحكومة كدة مش قادرة تفسر العلاقة الطردية بين انقطاع التيار الكهربائي فترات كبيرة وبين الانفجار السكاني.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق