عماد توماس
البابا شنوده:
• لن أفصّل لائحة انتخاب البطريرك لاختيار شخص واستبعاد آخر.
• لائحة 1938 أصدرتها مجموعة باشاوات لا يعرفون الدين.
• مستعد لتنظيم مؤتمر يحضره عشرات الآلاف من العلمانيين.
• الأقباط يغيّرون المِلة من أجل الحصول على الطلاق بسبب الشريعة الإسلامية.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
حفلت صفحات الأقباط الصادرة اليوم بتسليط الضوء على الاحتفال بمرور 38 عامًا على جلوس البابا على كرسي مار مرقس الرسول، فأجرت صحيفة "الجمهورية" حوارًا مطولاً مع البابا شنوده، وقامت صحيفة الوفد بنشر تقرير خاص عن مراسيم الاحتفال واستعرضت صحيفة "روزاليوسف" أرقام وخفايا في حياة بطاركة الإسكندرية.
* "الجمهورية" تلتقي مع البابا في حوار مطوّل:
أجرت صفحة "أجراس الأحد" بصحيفة "الجمهورية" حوارًا مطولاً مع البابا شنوده على مساحة صفحتين بمناسبة الاحتفال بمرور 38 عامًا على جلوس البابا على عرش مار مرقس الرسول.
أجرى الحوار الأستاذ محمد علي إبراهيم "رئيس التحرير" والأستاذ سامح محروس "المشرف على الصفحة".
وفي هذا الحوار يؤكد البابا شنوده على عدم مهنية وإنصاف بعض من الصحفيين الذين يتناولون الشأن القبطي في الصحافة المصرية فيقول: "إن الذين كتبوا لم يكتبوا عن معرفة حقيقية بمعنى أنهم لم يتصلوا بنا ليسألونا عمّا يحدث.. وإنما تحت عبارات مجهولة مثل: وصلنا من أحد المصادر.. ومن مصدر موثوق به ولا نعرف من هو المصدر إلا كلمة صحفية معتادة".
* خلافة البطريرك:
وحول مسألة خلافة البطريرك وما ينشر في الصحف يؤكد البابا شنوده: أنه لن يفصّل لائحة انتخاب البطريرك لاختيار شخص واستبعاد آخر، ويعتبر عدم الرد على الشائعات أفضل من الرد الذي يقابله رد آخر وهكذا تتسع الدائرة.
* علاقة الكنيسة برجال الأعمال:
وينتقل الحوار إلى علاقة الكنيسة برجال الأعمال خاصة الأعضاء في المجلس الملي وفي ذلك يوضح البابا على تواجد رجال الأعمال في كل هيئة.. وكل حزب لكنه يؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يؤثر على القرار الكنسي، وأضاف البابا: أنه يخجل من طلب أي شيء من رجال الأعمال حتى لا يكون مضغوطًا بقيادة دينية في حالة طلب توظيف شخص ما.
ونفى البابا قدرة أي رجل أعمال على إلغاء قرار "شلح" كاهن، معتبرًا تدخل أحد رجال الأعمال مؤخرًا في عدم "شلح" أحد الكهنة كان له تأثير سيئ ضد رجل الأعمال.. ولم يؤثر ذلك على الكنيسة.
* مشروع قانون موّحد للأحوال الشخصية:
أكد البابا أنه اجتمع منذ زمن مع كل رؤساء الطوائف وأصدروا مشروع قانون موحد للأحوال الشخصية وتم رفعه للدولة وقام البابا بنفسه بتسليمه للدكتور صوفي أبو طالب في يناير سنة 1980الذى قال له "أنت قدمت لي معجزة.. قانون وقعت عليه جميع الرئاسات الدينية... ونحن لنا 25 سنة نحاول أن نجد الأقباط يتفقون على الأحوال الشخصية." ورغم ذلك ظل هذا الاتفاق حبيس الأدراج ولم يُبت فيه!!
وفي عام 1998 زار البابا وزير العدل في ذلك الحين المستشار فاروق سيف النصر.. وعرض عليه نفس الموضوع.. فقال لي: لقد مر 18 سنة وربما يكون لكم رأي جديد أو أي مطلب آخر.. ياليتك تقدم لنا مذكرة جديدة.. فجمع البابا جميع رؤساء الطوائف مرة أخري ووقعوا جميعهم اتفاقًا وظل الاتفاق سجينًا في المجهول ولا يعرف البابا ماذا تم بصدده!!
* العلاقة مع الكنيسة الإنجيلية:
وكشف البابا عن وجود خلاف في الرأي -من جانب أحد القساوسة الإنجيليين- داخل الطائفة البروتستانتية حول مسألة الأحوال الشخصية، وبعض قيادات الكنيسة الإنجيلية.. أبلغوه بأن هذا الشخص هم غير راضين عنه.. فلا تزال الأحوال الشخصية.. كلها محكومة تمامًا بأحكام الإنجيل وباتفاق الطوائف المسيحية جميعًا.
وأضاف البابا: إن كل طائفة تريد أن يزيد عدد أتباعها وينمو على طائفة أخرى، وتحدث البابا بصراحة قائلاً: "الشخص القبطي الأرثوذوكسي لو ذهب إلى كنيسة إنجيلية يجد نفسه غريبًا تمامًا.. لأن منظر الكنيسة مختلف.. كنيستنا بها أيقونات وقديسون وشموع وبخور.. وهو لا يجد هناك شيئًا من هذا كله.. مجرد صالة وبها وعظ فيشعر بأنه غريب.. من الجائز أن يسمع العظة ثم يعود إلينا ثانية".
* الطلاق وتغيير الملة:
ويؤكد البابا في الحوار المطول مع "الجمهورية" أن الأقباط الذين يغيرون الملة من أجل الحصول على الطلاق ليس بسبب تعاليم الإنجيل.. وإنما بسبب الشريعة الإسلامية.. لأن الشريعة الإسلامية تقضي بأنه إذا اختلف الزوجان في الملة أو العقيدة أو المذهب تطبق الشريعة الإسلامية.. ولذلك نجد أن المسيحي الذي يريد أن يطلق امرأته.. ولا يجد في الكنيسة أي سبب يبيح له ذلك يطلقها بالشريعة الإسلامية.. وبعد أن يطلقها استنادًا لأحكام الشريعة الإسلامية.. يعود إلينا مرة أخرى لكي يطلب منّا أن نزوّجه.. فيكون الرد أننا لا نستطيع لأن تعاليم الإنجيل لا تسمح له بالزواج.. لأنه حسب تعاليم الإنجيل.. لا يصح الطلاق إلا بسبب الزنا أو تغيير الدين.
* لائحة عام 1938:
وحول لائحة عام 1938 قال البابا شنوده: إن اللائحة وضعت أسبابا كثيرة للطلاق.. أصدرها المجلس الملي في ذلك الحين.. وصدرت من مجموعة من العلمانيين لا يدرسون قواعد الدين تمامًا وإنما نظروا للموضوع من الناحية الاجتماعية فقط.. وهذه اللائحة قوبلت بضجة كبيرة من رجال الدين، خاصة أن الذي أصدرها هو المجلس الملي. وفي سنة 1940 أو 1941 في عهد البابا مكاريوس الثالث اجتمع المجمع المقدس وقال: لا طلاق إلا لعلة الزنا.. وألغى اللائحة.. ولكن في ذلك الحين سنة ..1938 كان كل أعضاء المجلس الملي الذين نشروها من البكوات والباشاوات.. ممن لهم مراكز علمانية ولكن ليست لهم معرفة بأمور الدين.. ولذلك فقد قمنا بتصحيح هذا الوضع بتصحيح اللائحة القديمة باعتبار أن الذي أصدرها مجلس ملي ويعدلها مجلس ملي.
وحول الحلول للمشاكل الأسرية في المسيحية أكد البابا أن الحل يتمثل في أن الإنسان لا يتزوج عشوائيًا بل يكون هناك توافق في الطباع والفكر قبل الزواج وفي حالة الاختلاف يُعالج بروح المحبة وعدم تضخيم الأمور.
* لائحة انتخاب البطريرك:
وحول لائحة انتخاب البطريرك.. أوضح البابا أن اللائحة الموجودة بها عنصر الانتخاب.. وعنصر القرعة مؤكد أنه: نريد أن تكون لائحة انتخاب البطريرك مفصلة تفصيلاً على شخص معين.. ويقصد بذلك أن شروطها وأسبابها وغيره لا تنطبق إلا علي فلان من الناس.. أو لإبعاد فلان من الناس..
وأوضح البابا طريقة إجراء "القرعة الهيكلية" فبعد صلاة القداس الإلهي.. يصلي الشعب كله إلى الله لكي يختار من يشاء ويتم وضع أسماء أكثر ثلاثة أشخاص حصلوا على أصوات وتوضع في علبة معينة.. وتكون الأسماء ملفوفة ويتم هز العلبة أكثر من مرة بحيث "تتلخبط" الأوراق في بعضها دون أي ترتيب.. ثم يخُتار واحدة منها بطريقة القرعة".
* معنى كلمة "علماني":
وعرّف البابا كلمة علماني في الكنيسة بأنها تعني الشخص الذي يشتغل بأمور العالم وليس مخصصًا للدين.. أي أن كل من هو ليس من الكهنوت يعُتبر علمانيًا.. وهذا التعريف يتسع ليشمل جميع النساء والشمامسة ورجال المجلس الملي والجمعيات القبطية.. أي أن جميع أفراد الشعب كله من العلمانيين إلا رجال الكهنوت. ورجال الكهنوت عندنا يبلغ عددهم ثلاثة آلاف.. إذًا بقية الملايين من الأقباط علمانيون وبالتالي لا يصح أن يأتي 5 أو 6 أو 10 أو 20 فردًا ليقولوا: نحن العلمانيون ونعد من العلمانيين.. من الذي أعطاهم تفويضًا من كل العلمانيين ليُعبروا عن رأيهم؟
وأضاف البابا أنه ليس لديه مانع من عقد مؤتمر للعلمانيين.. وعندئذ لن يجمع جميع العلمانيين بل القادة من العلمانيين وسيجد أن هؤلاء القادة يعدون بعشرات الآلاف.
* تقنين الزي الكهنوتي:
وفي نهاية الجزء الأول من الحوار أجاب البابا على سؤال عن عدم تقنين استخدام الزي الكهنوتي.. بعد تكرار حوادث استخدامه من أشخاص مدعين ومنتحلي صفة رجال دين.. أجاب البابا: أنه طلب هذا الأمر بصفة رسمية واقترح إضافة كلمة بسيطة إلى القانون المدني وهي أن بعض الطوائف التي لها زي رسمي مثل الطوائف العسكرية.. يُضاف إليها الزي الكنسي مجرد كلمة بسيطة.. ولكن البعض اعترض مُستندًا إلى أن رجال الكهنوت وخاصة في الكنيسة الكاثوليكية يرتدون أزياء مختلفة الألوان.
ومن المعروف أن الكنيسة القبطية ملتزمة بالرداء الأسود.. ولكن عند الكاثوليك تجد ملبسًا مختلفًا.. وقد وقف هذا الموضوع كعائق، غير أنه لو ذكر على حسب نظام كنائسهم.. لانتهى الأمر أي زي كهنوتي على حسب نظام كنائسهم.
* صفحة "قداس الأحد":
ننتقل إلى صفحة "قداس الأحد" بصحيفة"الوفد" والتي يشرف عليها الأستاذ مجدي سلامة، نشرت الصفحة تقريرًا عن احتفال الكنيسة بعيد جلوس البابا الـ 38 تحت عنوان "عيدك يا بابا".
والمقال الأسبوعي للقمص مرقس عزيز بعنوان "الرب يضع أعداءك موطئ قدميك" يؤكد فيه على صمود المسيحية ضد الاضطهاد الذي تعرضت له على مر التاريخ، مؤكدًا أن كل سهام صوبت ضد الكنيسة لم تنجح، وقدم القمص عزيز التهنئة للبابا شنوده معتبرًا إياه حفظ الإيمان القويم واستبسل في الدفاع عنه أمام عمالقة وأقزام فكانوا جميعًا في النهاية أقزام.
وبالصفحة أيضًا مقال للمستشار عماد النجار بعنوان "المسيحية في الإسلام" وتقرير عن مولد الزريقات بعنوان "مولد مارجرجس... عبادة وسعادة وتجارة".
* صفحة "قساوسة ورهبان":
نختم هذا التقرير بصفحة "قساوسة ورهبان" والتي يشرف عليها الأستاذ روبير الفارس، تعرض الصفحة مقال نادر للمفكر الراحل "سليمان نسيم" نُشر في مجلة رسالة المحبة فور انتخاب البابا شنوده بطريرك بعنوان: آمالنا في غبطة البابا شنوده الثالث بين الفكر والتطبيق.
ويتطرق نسيم في هذا المقال إلى مبدأ اختيار الشعب لراعيه، مؤكدا على ضرورة العودة إليه واحترامه كتقليد مهم من تقاليد الكنسية.
وتطرق أيضًا إلى مسألة الأحوال الشخصية وتنظيمها داخل الكنيسة فلا يسمح لمطلق مثلاً بالزواج مرة أخرى، وطالب نسيم في مقاله المنشور في بداية السبعينات إلى ضرورة وجود مجالس صلح كنسية تحال إليها القضايا التي من هذا النوع لعلاجها علي المستوي الروحي، وبذل كل الجهود الممكنة لحلها.
مبررًا إن هذه المشاكل قد تكون النواحي المادية سببًا وراء أغلبها مما يتحتم معه البحث الجاد لتنمية موارد الكنيسة المالية لمواجهة أعبائها من هذه النواحي. حفظًا للنفوس الثمينة داخل حظيرة الإيمان.
* أرقام وخفايا في حياة بطاركة الإسكندرية:
ويكتب محرر الصفحة تقريرا تاريخيا بعنوان "أرقام وخفايا في حياة بطاركة الإسكندرية" استعرض فيه تاريخ الباباوات الراحلين، البالغ عددهم 116 بطريركًا، فبعض البطاركة ماتوا في المنفى وهم ديسقورس الأول 441 إلي عام 454 - ويتموثاوس الثاني 455 إلي عام 477 - ثاوديوس الأول من عام 536 إلى عام 569.. وكان البطاركة الذين تعرضوا للنفي يرسلون إلى المنفي في فرنسا أو روما أو القسطنطينية أو ليبيا.
وخمسة من الباباوات الذين تعرضوا لمحاولة الاغتيال والقتل بالسمن وقد مات منهم خمسة بهذه الطريقة، وهم الباباوات سيمون الأول عام 700 - والأنبا ابراهام عام 987 - والأنبا ميخائيل النقادوسي عام 1146 - والأنبا الخامس عشر عام 1629 - والأنبا كيرلس الرابع عام 1861.
بالإضافة إلى كون خمسة من باباوات الكنيسة سوريون، فيذكر تاريخ الباباوات الراحلين، البالغ عددهم 116 بطريركا، أن 40 منهم ولدوا في الإسكندرية، 26 ولدوا في الوجه البحري، و 25 في الصعيد، 12 في بلاد مجهولة، 5 في دمشق، 5 في القاهرة، 2 في الفيوم وواحد في القيروان، وهو القديس مرقس الرسول. وكان منهم حرفي واحد وفلاح واحد واثنان من التجار وواحد موظف دولة والباقون من خريجي مدرسة الإسكندرية وأساتذتها، هذا بالإضافة إلي رهبان الأديرة الذين أصبح منهم 6 بطاركة.
* أطول البطاركة زمنًا:
وكان البابا كيرلس الخامس أطول البطاركة زمنًا في هذا المنصب، إذ بقي فيه 52 عامًا و9 شهور - من عام 1874 - إلى عام 1927 - بينما كان البابا أرشيلاوس أقصر البطاركة زمنا في شغل المنصب إذ لم تزد مدة بقائه فيه علي ستة أشهر انتهت بوفاته في 13 يونيو عام 312 ميلادية.
* فترات خلو الكرسي البابوي:
ويظل المنصب البابوي شاغرًا منذ وفاة شاغله، حتى يتم انتخاب خليفة له. وكانت مدة خلو المنصب تطول أو تقصر حسب الظروف. وقد بلغ مجموع فترات خلو المنصب - حتى تنصيب قداسة البابا شنوده الثالث- 16 يومًا وثلاثة أشهر و 95 سنة .. وذلك علي امتداد تاريخ الباباوات منذ دخول المسيحية إلى مصر حتى اليوم.
وكانت أطول مدة خلا فيها المنصب هي المدة بين وفاة الأنبا يؤانس السادس في 7 يناير عام 1216 حتى رسامة الأنبا كيرلس الثالث في 17 يونيو عام 1225 إذ بلغت 19 سنة و5 شهور و 10 أيام.
http://www.copts-united.com/article.php?A=10013&I=262