هاني دانيال
بوتفليقه يأمر بنقل 10 آلاف جزائري
شحاته يخوض الفاصلة بأوراقه الكاملة.. وسعدان يعاني من كثرة الغائبين
كتب: هاني دانيال – خاص الأقباط متحدون
اشتعلت المنافسة بين مصر والجزائر على بطاقة التأهل إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، بعد أن قرر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه نقل 10 آلاف جزائري مجانًا إلى السودان لحضور المباراة الفاصلة مع المنتخب المصري مساء الأربعاء المقبل في ستاد المريخ، ويأتى هذا القرار بعد مطالبة سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم لرجال الأعمال المصريين بالمشاركة في توفير دعم لنقل الجماهير المصرية إلى السودان، وإعلان أنس الفقي وزير الإعلام تخصيص طائرتين لنقل كبار الإعلاميين والفنانين إلى السودان.
ومن المقرر أن يعلن الإتحاد المصري لكرة القدم بالتعاون مع شركة مصر للطيران تفاصيل رحلة المشجعين للسودان في ظل نقص عدد الطائرات المتاحة للشركة لانشغالها بموسم الحج، بالإضافة إلى انشغال الخطوط الجوية السودانية بنفس الأمر وعدم وجود أماكن متاحة لهذا الأمر.
ومن المهم أن نذكر الوجود الأمني المكثف لحماية لاعبو المنتخب الجزائري، وعلى الرغم من سعي الأمن الحفاظ على الأتوبيس المخصص للضيوف إلا أن محمد روراوة "رئيس الإتحاد الجزائري" تسبب فى كثير من المشكلات واتهم الأمن بعرقلة المنتخب الجزائري وتضييع الوقت، بعد أن رفض الأمن خروج الاتوبيس مباشرة عقب المباراة من أجل إعطاء الفرصة لتفريق الجماهير المحتشدة، وحتى لا يتعرض الأتوبيس لأي مضايقات، وهو الأمر الذي لم يعجب روراوة وسجل ذلك أمام رجال الفيفا.
ونفس الأمر للجمهور الجزائري الذي تم التحفظ عليه مؤقتًا فى مدرجات الاستاد حتى لا يتعرض للرشق أو الهجوم من المصريين، وهو الأمر الذى لم ينال تفهمًا من الجانب الجزائري، واعتبار ذلك عراقيل جديدة من المصريين ضد البعثة الجزائرية.
ويهمنا أيضًا أن نؤكد أن الحكم الجنوب افريقي "جيروم" قد تعرض لإصابة في الشوط الأول بشد عضلي خفيف، واستغل علاج أحد لاعبي الجزائر ليقوم بالذهاب للحكم الرابع ليخبره بالإصابة التي ألمت به، وتدخل الجهاز الطبي للمنتخب المصري بإسعاف الحكم الجنوب افريقي، وترك كل لاعبو لجزائر يهدرون الوقت واكتفى بإنذار الحارس الجزائري واحتساب 6 دقائق وقت بدل ضائع، في الوقت الذي لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع احتساب أكثر من 4 أو 5 دقائق.
وعلى المستوى الفني للمباراة الفاصلة، يخوض المنتخب المصري هذه المباراة بكامل صفوفه بعد عودة وائل جمعة صخرة الدفاع من الإيقاف، ونال المدير الفنى للمنتخب المصري حسن شحاته ثناء الخبراء والمتابعين لضم وائل جمعة طوال فترة المعسكر تحسبًا للقاء الفاصل، وكذلك يعود حسني عبد ربه للتشكيل بعد أن كان قريبًا من المشاركة في لقاء القاهرة، حيث أكد شوقى غريب في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة الجزائر أن وجود عبد ربه ضمن قائمة الفريق التي تضم 18 لاعب فهذا معناه أن الجهاز الفني كان مستعدًا لإشراكه في أي وقت، ولا توجد أي إصابات في المنتخب المصري أو حالات إيقاف، وهو ما سيجعل الجهاز الفني يختار أفضل الاختيارات للمباراة.
ومن المنتظر أن يعود حسني عبد ربه للعب منذ بداية المباراة، ليعود أحمد فتحي إلى مركز الجناح الأيمن على حساب أحمد المحمدي الذي لم يكن موفقًا في المباراة في أوقات كثيرة منها، على أن يعود وائل جمعة للدفاع، وربما يخوض الفريق المصري بنفس تشكيلته الماضية باستثناء ما ذكرناه.
بينما المنتخب الجزائري سيفتقد جهود الوناس جاواوي حارس المرمى وخالد لاموشيه للإيقاف بعد حصولهم على انذار، وعليش للإصابة، وسيلجأ سعدان إلى الحارس الثاني فوزي شاوسي "حارس مرمى وفاق سطيف الجزائري" صاحب الـ25 عامًا، وربما المشكلة الأكبر التي ستواجه سعدان في المباراة الفاصلة هي عدم وجود خبرة كافية للحارس الثاني، بالإضافة إلى عدم اكتمال شفاء قلبي الدفاع في الفريق الجزائري وهم بوقرة وعنتر يحيى، وبسبب أخطائهم تمكن مهاجمي المنتخب المصري من إحداث خطورة كبيرة على مرمى المنتخب الجزائري، وسيضطر إلى الاعتماد على البدلاء مثل عبد القادر العيفاوي "لاعب وفاق سطيف" ورضا بابوش "لاعب مولودية العاصمة"، وهم بلا شك ليسو بنفس قوة الأساسيين، وهو ما يبرر لماذا لجأ سعدان إلى الاعتماد على المصابين رغم عدم شفائهم بشكل كامل!
وعاب الخبراء على المنتخب المصري لجوءه إلى الكرات الطويلة وهو ما أهدر العديد من الفرص نظرًا لطول قامة مدافعي الجزائر، وبرر ذلك شوقي غريب بأن المنتخب الجزائري أغلق منطقة الـ18 ووضع سدًا كبيرًا يمنع الفراعنة من التصويب على المرمى من الخارج، وهو ما جعل الجهاز الفنى يركز على الأطراف، وقرب نهاية المباراة اضطر الجهاز الفني إلى تزويد لاعبو الأطراف للضغط بشكل أكبر على دفاع الجزائر حتى تكلل ذلك بهدف النجم عماد متعب.
ومن المُلاحظ أن الجهاز الفني اعتمد على وجود اثنان من لاعبو مصر في منتصف الملعب أثناء الكرات الثابتة للمنتخب الجزائري، وهو ما عمل على تراجع الدفاع الجزائري بوجود 3 لاعبون في المنتصف، ومعهم رابع بالقرب منهم ولكنه فى ملعب المنتخب المصري، وهو ما جعل الزيادة العددية للاعبو مصر في منطقة الـ18، ولم تشكل الكرات الثابتة الخطر الذي كانت تقدمه في كثير من المباريات السابقة.
وعلى الرغم من الفوز المهم على الجزائر إلا أن هناك بعض اللاعبين الذين لم يقدموا العرض المنتظر منهم، وخاصة محمد أبو تريكة وأحمد المحمدي، كما أن عمرو زكي باستثناء الهدف لم يقدم العرض المنتظر منه واستسلم للرقابة، بينما نجح عماد متعب في خلخلة الدفاع الجزائري بشكل سمح في تكثيف الهجمات المصرية.
والآن الجماهير المصرية متعطشة لاقتناص بطاقة التأهل إلى مونديال جنوب افريقيا بعد أن تخطى المنتخب المصري أكبر العقبات في التصفيات الأفريقية والتخلص من العبء النفسي عليه والتعادل مع المنتخب الجزائري في عدد النقاط والأهداف، وسيخوض الجهاز الفني المباراة بطريقة مختلفة وبظروف مختلفة، وربما يتفوق المنتخب المصري مستغلاً الحالة المعنوية التي حصل عليها بالفوز على الجزائر واستغلال الحالة النفسية السيئة للمنتخب الجزائري والذي كان قوب قوسين أو أدنى من اقتناص بطاقة التأهل في ستاد القاهرة، والثأر لجيل 1989 والذي فشل أيضًا في الحصول على بطاقة التأهل مونديال إيطاليا 1990 ليتفوق محمود الجوهري ورجاله ويحصلون على البطاقة رغم قوة المنتخب الجزائري في هذا التوقيت.
http://www.copts-united.com/article.php?A=10036&I=263