البردى احدث سلعة سياحية فى مصر

عبد المنعم عبد العظيم

بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
البردى النبات المصرى الاصيل احدث السلع فى الاسواق السياحية كتب/ عبدالمنعم عبدالعظيم فى الطريق الى مدينة الأسرار والحكمة \" القرنة \" وبالقرب من تمثالا ممنون أعظم ما خلفته لنا الحضارة المصرية العريقة من تماثيل حيث تجرى عمليات ترميم واسعة وتجميل للمنطقة ضمن خطة تطوير الأقصر الطموح التى ينفذها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر وربما نشهد إعادة لمعبد امنحتب الثالث الذى كان التمثالان على بوابته وقبل ان نطالع مدينة البعث لفت نظرى لافتات لمعاهد للبردى يجذبنى فضولى للتعرف على هذه المعاهد الذى يحمل عنوانها معنى علميا لقد كان البردى مادة الكتابة المتداولة فى العالم القديم ولآلاف السنين يتهافت عليها العالم ويجلبونها من مصر مهد حضارة التدوين بأعلى الأسعار ودونت البرديات المصرية أرقى واسمي العلوم الانسانية التى كانت مصر مهدها.
 
ويعتبر علم البردى توءم علم النقوش وكل منهما نما وترعرع فى بيئة مصرية خالصة وأصبحت دراسة البرديات علما يستحوذ على اهتمام العلماء والباحثين فى الدراسات الكلاسيكية حيث فتحت اكتشافات البرديات منذ بداية القرن العشرين أفاقا علمية هائلة على علوم المصريات وعوالمها الخالدة ينتمي البردي إلى عائلة من النباتات كانت تنمو في وقت ما بصورة غزيرة في مستنقعات الوجه البحري، و لكنها الأن لا تنمو فيها غير أنها لا تزال تنمو في مستنقعات السودان .
و قد استخدم البردي لأغراض عديدة سرد هيرودوت بعضاً منها و ثيوفراستوس و بيليني , ولكن قيمته الأساسية كانت في صنع أوارق الكتابة , وكانت هذه الأوراق نواة ابتكار الورق الحديث , حتى أن لفظة Paper الإنجليزية مشتقة من كلمة Papyrus الدالة على ورق البردي و يتراوح طول الواحدة من نباتات البردي بين 7 أقدام و 10 أقدام , ويدخل في هذا الطول الجزء العلوي الذي يحمل الزهور .كما أن أقصى إتساع يبلغ بوصة و نصف تقريباً , وساق البردي تتكون من جزئين قشرة خارجية رفيعة صلبة و لب داخلي , و هذا اللب هو الذي يستخدم في صناعة أوراق البردي و لا يعرف على وجه التحديد التاريخ الذي بدأت فيه صناعة ورق البردي و لكن يرجح أنه ظهر في أوائل القرن 30 ق.م حيث عثر على ملف صغير من البردي غير مكتوب عليه في مقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى استعمل المصريون القدماء البردى فى عديد من الإستخدامات منها بناء المراكب و عمل الحصير و المفارش و السلال و الصناديق و المناضد و الصنادل وكانت الجذور تستخدم كنوع من الوقود و كان أيضاً غذاءاً لعامة الشعب.
 
ولكن ظل ورق البردي هو الاستخدام الأكثر أهمية و بسبب أهمية أوراق البردي كانت طريقة إنتاجه سر محاط بالكتمان , وكانت مصر هي الدولة المحتكرة لإنتاجه , لذا فقد ظهرت عدة محاولات لإنتاج بدائل لأوراق البردي ولكن كل هذه المواد كانت دون مستوى أوراق البردي . حتى جاء القرن العاشر و استطاع العرب نقل طريقة صناعة أوراق أخف من أوراق البردي عن طريق أسراهم الصينيون , وكانت هذه الأوراق أسهل في صناعتها و أقل تكلفة , فبدأ المصريون تدريجياً يهملون البردي و زراعته و بعد عدة قرون اختفى البردي من الساحة المصرية تماماً وعلم البرديات هو علم القرن التاسع عشر حيث بدأ العلماء يأتون إلى مصر لعمل الحفائر و استخراج أوراق البردي الموجود فيها.
 
و قد وجدت أوراق بردي كثيرة على توابيت الموتى و بدء علماء من مختلف دول العالم فى إنشاء مراكز كبيرة لنشر هذه البرديات , وكانت هذه البرديات بلغات مختلفة فهناك اليوناني منها , وهو الأكثر , وهناك اللاتيني و العبري و القبطي منها وغيرها من اللغات . أماكن تم العثور فيها على بردي: •الإكتشافات المبكرة : •تم العثور على أول بردية كانت قد كُتبت بالعربية عام 1824م بواسطة الفلاحون المصريون بالقرب من دير سانت إرمي أو دير أبو هيرميس . •فقط في عام 1877/1878 عثر الفلاحون في قرية كوم فارس و قد بيعت هذه في القاهرة للمتحف المصري في برلين . •أول إكتشاف في مدينة الفيوم : •و تقريبا عام 1880م أخذ ث . جراف Th. Grav تاجر المنسوجات على حساب المستشرق J. Karabeack حوالي 10.000 بردية و نصوص مكتوبة على منسوجات , وتنتمي البرديات إلى (Krokodílon Pólis) كوم فارس و (Herakleopolis) إنهاس , أما المنسوجات فمن كوم العزامه . •ثاني إكتشاف في مدينة الفيوم : •إستمرت الإكتشافات في مدينة الفيوم خاصة في , كوم فارس , و تمكن Th. Grav من تكوين مجموعة جديدة من البرديات وأخذها معه , و قام ببيعها و سميت هذه المجموعة (Erzherzog RAINER)

. هناك أماكن أخرى عثر فيها على بردي مثل ميت رهينه , و البهنسا , و الأشمونيين , وأخميم , و إدفو , و أسوان , و الفسطاط (القاهرة القديمة( و كوم قولزوم , و أماكن أخرى عديدة فى هذه الايام عاد البردى من جديد ليحتل مكانا بارزا فى السلع السياحية والتذكارات التى يحرص زوار مصر على اقتنائها وصارت لوحات البردى الفنية من اروع وابدع السلع المصرية نتأمل نباتات البردى الخضرا ء المزروعة او النابته شيطانيا على حواف الترع والمجارى ادلف الى احد معاهد البرديات أحاول التعرف على كيفية صناعة الورق من نبات البردى بعد ازالة القشرة الخضراء يتم تقطيع النبات الى شرائح طولية رقيقة حسب المقاس المطلوب ثم يتم درفة الشرائح تحت ضغط عجلة خشبية تشبه نشابة الفطائر لتصفية الشرائح من الماء وتبطيطها ثم تنقع فى الماء لمدة ثلاثة ايام ثم تنقل لتفرد على كرتونة مغطاه بالقماش وترص الشرائخ راسيا وافقيا بالحجم المطلوب بدون قواصل ثم تكبس فى مكبس لمدة ثلاثة ايام.
 
وبعدها تصبح ورقة بردى جاهزة للكتابة عليها او الرسم اليدوى او الطباعة ثم التلوين0 ويقول احد أصحاب المعاهد ان البعض يستخدم أوراق شجر الموز او القماش الخام المعامل بالنشا فى تصنيع أوراق شبيهة بالورق البردى كنوع من الغش التجارى لكنها غير جيدة ويسهل كشفها أعود الى اول معهد للبرديات فى مصر فى العصر الحديث معهد الدكتور حسن رجب اول من أعاد زراعة البردى بعد ان جلب شتلاته من البحيرات الاقريقية وتوصل الى طريقة تصنيع البردى بنفس الاسلوب الكلاسيكى القديم وسجلها بسجل براءات الاختراع باكاديمية البحث العلمى برقم 12331 فى اكنوبر 1977 فقد اسنطاع هذا الرجل بعد سن الستين وتقاعده ان يتعمق فى علوم المصريات ويحصل على الدكتوراة وينشىء القرية الفرعونبة بالجيزة ويعيد أمجاد البردى.
 
ولعلنا نتساءل لماذا لا نعيد كتابة أوراق البردى الفرعونية القديمة الشهيرة على أوراق البردى كسلعة تجارية وعلمية للباحثين والمهتمين بالمصريات ولماذا لا يرسم فنانينا لوحاتهم على أوراق البردى لتكون لها الطابع المصرى الخالص و لعلنى أيضا أدعو الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر لإقامة معرض لفنون البردى ودراساته بالأقصر.

الاقصــر –مصــر
Monemazim2007@yah00.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع