زيارة " تسيبي ليفني" التي مست مشاعر المغاربة!! ..

عساسي عبد الحميد

بقلم: عساسي عبدالحميد
بمثل هذه العبارات وبأحرف غليظة عنونت العديد من الصحف المغربية افتتاحياتها ...واستعد ثلة من المحامين الأشاوس المفطومين على حليب العروبة الصافي وفي مقدمتهم سفير البعث الدائم في المغرب خالد الشفياني لمقاضاة مستقبلي ومصاحفي ومجالسي ليفني ؟؟!! وكأن لا شيء يمس مشاعر المواطنين ويضرهم في قلوبهم العليلة غير هذه الزيارة التي وصفت بالمشئومة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وزعيمة حزب كاديما للمغرب ؟؟
يا أيها الذين تمغربوا اسمعوا وعوا.... إن مشاعركم المرهفة تمس يوميا، بل على رأس كل ساعة وبطرق مختلفة وكثيرا منكم لا يشعرون ، ألم يأتيكم حديث "الحراقة " الذين عند مشرق ومغرب كل شمس يبحرون؟؟ هربا من أحضان الوطن الأم وفي غياهب البحر يغرقون؟؟ وحملة الشواهد العليا الذين تحترق أجسادهم أمام البرلمان تحت قيظ الشمس وسياط رجال الأمن وغائلة الجوع، أفلا تبصرون ؟؟ ألا يعيش معظم المغاربة تحت خط الفقر الملعون ؟؟
ثم ماذا عن معاناة المواطن مع قطاع القضاء المنخور بجرثومة الفساد والرشوة وقطاع التعليم والصحة والرياضة وغيرها من القطاعات الأخرى التي أصيبت بالشلل والعمى والهذيان ...؟؟؟
ألا نحتل الرتبة 130 على 177 حسب مؤشر التنمية البشرية؟؟ ... أم أنها مؤامرة وكذب بهتان من طرف الغرب الصليبي الحاقد ؟؟.
المجرم عبد العزيز بوتفليقة يمس مشاعرنا يوميا بتصريحاته العدائية ودعمه لأعداء وحدتنا الترابية ورغم هذا خرجنا لمساندة منتخبه الكروي بوتفليقة وبأمر منه شخصيا خص مناصري المنتخب الجزائري وبأمر منه من مدمني القرقوبي والحمقى بطائرات خاصة لينشروا الرعب والإرهاب في أزقة وساحات العاصمة السودانية الخرطوم ويطاردوا المصريين بالحجر والعصي المسننة ، ومن فرط الفرحة هتفنا معهم "وان... تو.. تري.. فيفا لالجيري !!
" .... أليس جديرا بنا أن نحزن على ما آل إليه الأمن المغربي من انزلاقات خطيرة لا مثيل لها وأصبح المواطن عرضة لعصابات تتجول في واضحة النهار في مدن الرباط وسلا ومكناس وفاس والدار البيضاء ..... بالسكاكين والحديد كل هذا على مرأى ومسمع من رجل الأمن الذي أصبح هو الآخر همه الوحيد هو "القهيوة والتدويرة والهريف" على المواطن البسيط ...
على مثل هذه الأشياء يجب أن نحزن ونحتج وتهتز مشاعرنا وترتعد فرائصنا، لا على زيارة الوزيرة الإسرائيلية سيبني ليفني لبلادنا المغرب...
على تخلفنا وجهلنا وأسقامنا يجب أن نحزن، على معاناتنا التي ترسبت منذ الاستقلال الشكلي مرورا بسنوات الجمر والرصاص وعصر تزمامارت الرهيب وصولا لحكومة النجاة التي لم ينجو من حرها وقحطها أحد، على هذا يجب أن نحزن لا على خبر فتح سفارة أو مكتب اتصال إسرائيلي أو زيارة مسؤول إسرائيلي للمغرب ....
ثم ماذا لو أقمنا علاقات واضحة وصريحة مع تل أبيب تعود علينا بالنفع ؟؟ ماذا لو حذفنا كل عبارات العنصرية من مناهجنا التربوية لكي لا تشب أجيالنا على الكراهية والجهل.
"و في أنفسكم أفلا تنظرون"....

Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع