حكمت حنا
*أكثر النظم ديكتاتورية تمتلك أفضل الدساتير لإنهم يجملون ماليس بموجود.
*ايران تلعب على كل الأطراف لإنها تريد لعب الدور الإقليمي بالمنطقة ونجحت في تصدير مبادئ الثورة الإسلامية لتدغدع مشاعر الشعوب.
*أخشى أن تتحول مصر لمجتمع متخلف عن السعودية (أصولي متشدد).
*أزمة مصر مع دول حوض النيل أنها فقدت دورها مع هذه الدول.
*الإعلام المصري يعاني من مشكلة عدم وضوح الرسالة الإعلامية للقائمين عليها.
*تركت رئاسة قناة (اون تي في) لأن المصريون يحبوا الدروشة والتفاهات ولم أجد نفسي بها.
*المجتمع وصل لمرحلة متقدمة من الإحتقان لمسيرة طويلة من أيام السادات الذي تبنى سياسة اسلمة المجتمع.
*لا أستبعد وجود صفقة بين الحكومة والإخوان المسلمين لذا لم يتطرقوا لترشيحات الرئاسة.
*ما تضخه وسائل الإعلام ومناهج التعليم ورجال الدين جعل المجتمع المصري محتقن.
حوار: حكمت حنا – خاص الأقباط متحدون
تناولنا في الجزء الأول من حوارنا مع د. عماد جاد رئيس تحرير "مختارات إسرائلية" الصادرة عن مؤسسة الأهرام للطباعة والنشر عدد من القضايا الحساسة جدًا لإرتباطها بتهمة" التطبيع" والعدو الأبدي للشعوب العربية"إسرائيل" في جزئنا الثاني من الحوار سنتناول قضايا أكثر ثراء وليست أقل بالحساسية وتحديدًا عن مستقبل مصر السياسي ودورها الإقليمي في ظل صعود القوة الإيرانية بقوة على سطح الأحداث السياسية.
*كيف ترى الدور الإيراني؟
ايران نظام أيديولوجي ديني قام لحظة قيام الثورة الإيرانية عام 1979 على فكرة تصدير مبادئ الثورة وايران تطرح شعارات تدغدغ بها مشاعر الشارع العربي تهاجم اسرائيل وأمريكا للحصول على تعبئة الشارع العربي، وحسن نصرالله في لبنان وزع له بوستر في صحيفة الدستور وأصبح بطل قومي وقد نجت ايران في تصدير مبادئه للدول منه شمال اليمن (الحوثيين) والسودان ولبنان وسوريا والمغرب، ومصر بها الآن خلية حزب الله وفلسطين من خلال حماس فقد نجحت في تصدير مبادئ الثورة الإسلامية في شكل مصادمات وتوترات فقد تمكنوا من السعودية من خلال حرب الحوثين ودعمهم المتواصل لهم.
*إلى أي مدي يمكن لإيران التأثير على المنطقة وتحديدًا هل يمكن لها التمكن من مصر؟
ايران ترغب في التحول لدولة قوية واذ لم يكن هناك خطة شاملة لمواجهتها يمكن أن تخترق أماكن كثيرة على الحدود مع غزة وارتريا بالفعل علاقاتها قوية معها واوغندا وكينيا ودخلت في لأشكال علاقات كثيرة لكن الفكرة المسيطرة على العلاقة بين الدول هي الدين وسعت للعب دور القوى الإقليمية الرئيسي في المنطقة لكن لا تستطيع من التمكن من مصر لأن مصر تقف أمامه وتتصدى لها.
*لماذا لم يتم التحرك لغلق قناة العالم الإيرانية من قبل خاصة مع تنديد البعض بسياستها العدائية لمصر؟
لا يوجد تحرك الآن حتى من يتحرك لا يتحرك من أرضية وطنية بل من مذهبية سنية في مواجهة شيعة فقد كانت تعمل القناة بشكل غير واضح لكنها الآن أخذت هجوم مباشر على السعودية وتدعيمها للحوثيين.
*ألم يعرف الإعلام بتلك الأفكار؟
أعتقد أن الإعلام المصري يعاني من مشكلة كبيرة فجزء كبير من القائمين على صياغة الرسالة الإعلامية ليست واضحة بالنسبة لهم لا تتفق مع سياسات النظام الموجودين به فمن الممكن أن تجد مذيع في التلفزيون الحكومي يتبنى خطاب لحزب الله أو حماس وحدثت معي ذات مرة فالمذيع أصبح متبني فكرة شيعية.
*كيف ترى مستقبل مصر في ظل هذه الأوضاع؟ إلى أين تسير البلد ؟
أخشى أن مصر ترتد لأن تتحول لمجتمع خليجي مثل المجتمع السعودي والكويتي الأصولي المتشدد المنغلق على ذاته يناقش قضايا شكلية في الوقت الذي تخرج منه هذه المجتمعات عندما قامت السعودية بإنشاء جامعة مختلطة والتي تعتبر خطوة جيدة بالمقارنة بطبيعة سياستها المتشددة نحن ندخل مرحلة هم خرجوا منها فكنا نقارن أنفسنا بجنوب اوروبا وكنا دولة متوسطية الآن نحن متخلفين عن الإمارات والكويت والبحرين وأخشى أن يأتي الوقت لنصبح متخلفين عن السعودية.
*الحوار الذي أجرته جريدة الشرق الأوسط اللندنية مع السفير الإسرائيلي شالوم كوهين ذكر أنه تقابل مع شخصيات معروفة والآن هم ينكرون من بينهم د/ عبد المنعم سعيد فما تفسيرك؟
نحن دولة تربطنا بإسرائيل معاهدة سلام وأنا رئيس تحرير مجلة مختارات اسرائيلية ولم أقوم بزيارة اسرائيل ولا أي مسؤل اسرائيلي وعندما تقابلت الدكتورة هالة مصطفى بالسفير الإسرائيلي وحدثت أزمة قمت بمساندتها ووقفت بجوارها وقلت أن الدولة المصرية سواء وزارة الخارجية أو الأمن امسكتها ورقة عليها، فعندما تقابل الدكتور عبد المنعم سعيد بالسفير الإسرائيلي كان بترتيب من الخارجية المصرية لكن كان وضعه رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أما الآن فهو سجل صادرته الأهرام، ووضعه المختلف سمح له بموقف مختلف فأصبح شكله الرسمي أكبر من شكله الأكاديمي واتخذ في عهده قرار بمنع دخول الإسرائيلين مبنى الأهرام.
*معنى ذلك أنه لو كانت قابلته خارج مبنى الأهرام كان الأمر اختلف؟
هذا شكل مؤسسات رسمية لذا لم يستطيعوا فعل شيء مع دكتورة هالة لا النقابة ولا الأهرام والمجتمع لا يتذكر مواقف الأشخاص عندما تتبدل آرائه لإنه مجتمع ذاكرته قصيرة جدًا.
* نستطيع أن نقول أن أزمة د/ هالة انتهت ؟
أزمتها انتهت لكن ستأتي نفس القضية لنجادل فيها ولن نحسمها فنفس القضايا ناقشناها منذ 20 عام ومازلنا نناقشها الى الآن نفس الجدل حول أزمة الفتاوى والحجاب والنقاب والمرأة نفسها ترفض حقها في المساواة والحرية والعمل طوال الوقت نناقش قضايا ولا نحسمها ويرجع نفس الملف مرة أخرى لو قام شخص واستقبل السفير الإسرائيلي ستجد نفس الهوجة والفضائيات ترصد ونفس الأشخاص تتكلم فطالما لم تحسم القضايا سيعاد فتحها من جديد.
*ومشكلة علي سالم إلى متى سيطل الكاتب المغضوب عليه لمجرد اعلانه الصادق عن اتجهاته وآرائه؟
الحياة اختيارات ووارد أن تحدث صدامات ومعارك لكن على الشخص أن يعرف طبيعة المجتمع الذي يتعامل معه ولو هناك خمسين شخص مثل علي سالم لن يغيروا شيء لأن الضغط المضاد أقوى فهناك وسائل الإعلام الحكومية ومناهج التعليم وما تضخه المساجد والناس فالمسألة أن المجتمع يعاني من انفصام في الشخصية ويعيش حياة أمام الناس وحياة أخرى بعيدة عن الناس ويجادلوا في قضايا معروف أنها عقبة لن تحل، فمشكلة الديمقراطية التي يتكلمون عنها لن تحدث طالما النظام ليس ديمقراطي، واذا قمتي بعمل استطلاع للرأي العام وسألتي الناس هل تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة وهل تؤمن بالمساواة بين المسيحي والمسلم ستجدي أن أكثر من 90% لا يؤمنوا بالمساواة بين الرجل والمرأة واكثر من 85% لا يؤمنوا بالمساواة بين المسيحي والمسلم فهذا مجتمع أصولي متطرف يعمل على أفكار شكلية.
* ألا ترى أن طلبة القسم العبري يعانونا من مشاكل أثناء الدراسة وبعد التخرج؟
طلبة القسم العبري موجودين في الإذاعة والتلفزيون ومراكز الترجمة والسفارات ربما تكون المشكلة في الكفاءة ويحتاج الأمر لخبرة وخصوصًا أن جزء من خريجي العبري محملين بأراضي المجتمع المصري الذي ينظر إلى تلك اللغة أنها لغة العدو، وبالطبع لا يوجد ممارسة للغة فتتراجع وهناك أزمة حقيقة لكن هناك من يتطور نفسه فيستطيع الوصول لكن لا يمنع أن يكون هناك قيود كثيرة حتى المرشدين السياحين لا يتعاملوا أحيانًا مع الإسرائيلين فالعبري أمامه اسرائيل وهناك مشكلة في السفر أو التعامل مع الوفود السياحية فيجب أن يكون على درجة علاقة بالأمن.
*قلت أنك طلبت من الحكومة المصرية ألا تتورط في ترشيح فاروق حسني فهل هناك سبب واضح؟
هذا ليس صحيح أنا قلت كان على فاروق حسني لا يورط نفسه مع نائب اخواني استفزه ليقول سأحرق كتب اسرائيل المفروض إن وزير الثقافة لا يقول أحرق كتاب وقلت لو فعل ذلك فعليه أن يجلس لدينا ولا يذهب لليونيسكو.
*هل كنت تتوقع خسارته في الفوز بمنصب اليونيسكو؟
كان صعب لكني قرأت حيثيات الرفض أولها أنه كبير السن وأنه وزير ثقافة في نظام غير ديمقراطي لمدة 22 عام وتصريحه الأخير بحرق الكتب الإسرائيلية فهذه أُخذت عليه رغم من اعتذاره في مجلة الليموند الفرنسية وأعتبر أن اعتذاره هذا نوع من الفهلوة السياسية بعد هذا التصريح ومسألة السن صعبة للغاية في تولي هذا المنصب.
فقلت له ساخرة لكن الرئيس مبارك كان فوق السبعين عندما رشح نفسه لإنتحابات الرئاسة الماضية وربما يرشح نفسه في الإنتخابات القادمة وفقًا للتوقعات؟
طالما في مصر فلا حرج ولو رشح نفسه طوال عمره لكن المنصب الدولي له معاير.
*لماذا لم تستمر في رئاسة قناة (اون تي في) فهل تعارضت مع اتجهاتك؟
رئاسة قناة فضائية عمل اداري ولا بد لمن يرأس أي فضائية أن يكون على علاقة أكبر من جيدة بالأجهزة الأمنية فليس كل ما نرغبه يحدث فلم أجد نفسي بها وكنت أعتبرها مهمة.
*معنى ذلك أنك وجدت عراقيل أمام عملك بالقناة من ناحية المضمون؟
عند لحظة معينة لم يكن مسموح للقناة بالإستمرار بنفس الخط الذي كانت عليه فكانت موضوعاتها ليبرالية علمانية من خلال برامج عديدة مثل برنامج لخالد منتصر وآخر لمحمد نوح ووسيم السيسي.
* كانت هناك توجهات أمنية تضغط على القناة؟
لا أستطيع أن أقول أن هناك توجهات أمنية لكن كان هناك تصادم مع المجلة التي أقوم برئاسة تحريرها كما أن المجتمع المصري يعيش حالة من الدروشة والتفاهات فقد كانت القناة واضحة وصريحة إلا أنها لم تكن مناسبة وقتها للمجتمع المصري.
*هل تلقيت الدعوة مباشرة من المهندس نجيب ساويرس؟
كلمني بنفسه وظليت لمدة سنة بها منها أربعة أشهر فيها عمل والباقي إعداد لظهورها وهذه التحربة علمتني إلى أي مدى وصل المجتمع المصري لمرحلة من الرغبة في التفاهات فكلامه عن الديمقراطية اليوم قشور.
* لماذا نفس الأحداث التي تقع بين المسلمين والمسيحين على أنها طائفية رغم أنه قد تبدو عادية ؟
لأن المجتمع وصل لمرجلة متقدمة من الإحتقان وهذه مسيرة طويلة من أيام السادات وهزيمة 67 وبدأت تظهر التيارات الدينية وتبناها السادات لضرب اليسارين والناصرين، فقد تبنى سياسة أسلمة المجتمع ونحن نجني ثمارها الآن.
* لماذا يوجد تكتم على ترشيحات الرئاسة القادمة؟
هذا طبيعة النظام المصري حتى التعديل الوزاري به تكتم شديد لأنه يأخذ قراراته بعيدًا عن المشاركة وأعتقد أن الأزمة الحالية بشأن المرشح للرئاسة هل سيرشح مبارك نفسه أم ابنه فالمسألة ليست محسومة بالنسبة له.
*ألا ترى أن هناك صفقة ما بين الحكومة والإخوان خاصة بعد تأكيد عاكف عن ترشيحات الرئاسة وبعدها ينفي؟
لا أستبعد وجود صقة بين الحكومة والإخوان وقد حصلت في الإنتخابات السابقة ومن الممكن أن يكون هناك مقابل مثلاً الإفراج عن قيادات الإخوان وممكن ينقلب النظام عليهم لأنها لعبة سياسية.
*في نهاية الحوار ما هو توصيفك للحالة الدينية بمصر؟
مصر مجتمع محتقن دينيًا وهناك قوى تسعى إلى تدمير المجتمع وما لم تتبلور سياسات مصرية واعادة الإعتبار لقيمة المواطنة ويحدث وقف لضخ الإحتقان أعتقد أن مصر ستشهد أكثر من انفجار طائفي
ماهي هذه القوى؟
قطاع كبير داخل النظام وفريق وهابي موجود ورجال الدين والإخوان وما تبثه وسائل الإعلام ومناهج التعليم.
لقراءة الجزء الأول من الحوار انقر هنا
http://www.copts-united.com/article.php?A=10408&I=272