مدحت قلادة
بقلم: مدحت قلادة
حينما يفقد الإنسان بوصلته يجوب شرقاً وغرباً هائماً تلطمه الرياح فيجوب بلا مرشد هكذا جبهة العلمانيون الأقباط فقدوا بوصلتهم فجابوا شرقاً وغرباً هائمين بين أفكار متناقضة تعصف بهم وبفكرهم ليفقدوا مصداقيتهم لتخرج كلماتهم فارغة بعيد عن إنتمائهم للكنيسة والشأن القبطي.
تقابلت مع الأستاذ كمال زاخر في لقاء تلفزيوني في حلقة مواجهة للأستاذ عمرو الليثي وشارك في اللقاء الأنبا بيسنتي والمستشار نجيب جبرائيل وشاركت شخصياً من خلال التليفون فأخذ الأستاذ كمال زاخر يسهب ويتحدث عن إنتمائه للكنيسة.. وبنوته لقداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته وللكنيسة القبطية.. كلام جميل منمق جعلني أثمن عليه وأشجعه، وعلقت على حديثه بأنه ليس من الحكمة الحديث عن إصلاح كنسي وكأن الكنيسة خربة!! وليس من الحكمة الحديث عن تعديل لوائح!! وتشتيت مجهود الأقباط في صراعات داخلية بل يجب علينا العمل بجدية على إيقاف نزيف دماء الأقباط في الأحداث الدامية والمتكررة..
هل سمعتم عن أحداث الإسكندرية؟!! هل سمعتم عن أحداث ديروط؟!! وذبح قبطي وسرقة وحرق بيوت الأقباط؟!! هل سمعتم عن أحداث ملوي وما صاحبها من حرق وسلب ونهب وهدم كنائس وبيوت الأقباط؟!! هل سمعتم عن أحداث قرية فرشوط وشحن مدير المعهد الأزهري طلابه للهجوم على ممتلكات وكنائس الأقباط؟!! هل سمعتم عن هجرة إجبارية لمسيحي قرى الكوم الأحمر وعزبة الشديف وفرشوط؟!! هل سمعتم عن الأقباط المهدرة حقوقهم ودمائهم المستباحة من المتطرفين؟!! هل سمعتم عن إضطهاد الأقباط المبرمج والمخطط بين سندان الإخوان ورحى النظام!!
يسعى الأمن المصري بكل الطرق للتدخل في إختيار البابا القادم، وجد العلمانيون اتفاق لأجندتهم مع الأجندة الأمنية فطالبوا بإلغاء القرعة الهيكلية متجاهلين دورها في فرز باباوات للكنيسة لبوا نداء المرحلة فالبابا كيرلس المتنيح كان رجل صلاة، والبابا شنوده أطال الله عمره رجل حكمة ويقود الكنيسة في أسوأ عصر من عصورها يماثل عصور الإضطهاد الروماني والإسلامي.
يطالبون أيضاً بإلغاء لجنة الطعن متجاهلين أهميتها للترشيح للكرسي المرقسي فالمرشح للباباوية يجب أن يكون بلا عيب وهذه اللجنة صمام أمان لحفظ الكنيسة.
مطالبين غالبية الشعب القبطي بالمشاركة في إنتخاب البطريرك عابثين بمستقبل الكنيسة القبطية...
إن إختيار البابا إختيار ديني وهو ليس خياراً سياسياً فلو كان كذلك لوجب على الجميع المشاركة بل حتى أن إختيار بابا الكاثوليك يخضع لإعتبارات عديدة أهمها أن من له حق الترشيح هم الكرادلة وليس كل الاساقفة او المطارنة بل الكرادلة وعددهم 120 على مستوى العالم.
المصيبة الكبرى هي أن جبهة العلمانيين أصبحت أداة لمحاولة زعزة إستقرار الكنيسة وتقابلت أجندتها مع أجندة الأمن المصري الساعي بكل الطرق في إختيار البابا القادم ليضمن ولاءه لهم..
المصيبة الكبرى هي أن جبهة العلمانيون تسعى لتفتيت المجهود القليل في أعمال غريبة بدلاً من التركيز على مشاكل والآم وذبح ونحر الأقباط والاضطهاد المنظم لهم...
المصيبة الكبري في محاولة إختراق جبهة العمانيون للنشطاء الأقباط ليضيع المجهود القليل في قضايا فرعية
المصيبة الكبرى هي في تطابق أجندات العلمانيون الجدد مع أجندة الأمن المصري والضحية هم الغلابة الأقباط وزعزة الكنيسة.
إخواني الأقباط إن الزمن صعب والأزمة عصيبة ويحاول الكثيرين النيل من وحدة الكنيسة تارة بالأمن وتارة بعدد من رجال الإكليروس، وتارة أخرى باليهوذات الخونة الساعين لإجبار المجلس الملي على التقدم بثلاثة أسماء للدولة لتختار ما يناسبها ليصبح البابا القادم حسب طلب الحكومة..
لذا يجب أن نتنبه لأن المطالبين بإلغاء القرعة الهيكلية "قرعة حسب إرادة الله بالصلاة" والمطالبين بإلغاء لجنة الطعون أو ترك الإنتخاب لغالبية الشعب هم في الأساس ذئاب يأتون بثياب الحملان للنيل من وحدة الكنيسة.
أخيراً الطريق لجهنم مملوء بالنوايا الحسنة
من له أذنان للسمع فليسمع!!
Medhat00_klada@hotmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=10441&I=272