ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
للأسف الشديد الكائن العربي من المحيط للخليج كائن خارج نطاق الخدمة وخروجه من الخدمة لا يعود إلى أن السماعة مرفوعة بل إلى الحرارة مفصوله تمامًا عنه، رغم أنه يدفع الفواتير المستحقة عليه أول بأول؛ بمعنى أوضح هو كائن "متفوتر"، ولكن ظل لعقود طويلة لا يسمع سوى صوت واحد ورأي واحد وزعيم واحد مُلهم يأمر فيطاع ولا يخطىء لإنه ظِل الله في الأرض فلم يعرف طوال تاريخه أي نوع من أنواع نقافة الإختلاف، رغم وجود أقوال مأثورة عن الرأي والرأي الآخر أبسطها على الأطلاق أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
ولأن الأمن في الدول النائمة في مياه البطيخ يعتمد على حاسة السمع وولائك للحكومة وحرصك على أمنها يتوقف على قدرك في "تلميع الأوكر" ونقل الأخبار للمسئولين فيتحول القول المأثور إلى أن الخلاف في الرأي لا يفسد "للودن" قضية.
ومصر جزء لا يتجزأ حسبما تعملنا في المدارس من المحمية الطبيعية المسماه بالوطن العربي، ولمناهج التعليم في مدارسنا الإبتدائية والإعدادية والثانوية دور في غيبوبة رفض الإختلاف في الرأي التي لم تفلح معها كل الأساليب التي حاول بها بعض العقلاء تفويق الشعب بها من الغيبوبة التي أصابته في مقتل عن طريق اضافة أي جانب من الصحصحة، وفشلت كل المحاولات والخطط والإسترتيجيات ابتدأ من خطة شم فحل البصل – بعد دشه بالطبع- حتى استراتيجية جرس الإنذار ورن المنبة، وباتت العقول ترفض أي شىء آخر لأن الشعب حافظ مش فاهم ويعيش في خدعة (أفعل التفضيل) التي درسناها.
فنحن طبقا لمناهج "التعتيم" التي درسناها -لأنها لا تمت بأدنى صلة إلى التعليم– أفشل شعب وأذكى شعب والطفل المصري من أمهر وأذكى أطفال العالم رغمًا عن العشوائيات والجهل والبطالة والأمراض والتخلف فكلها مؤامرات خارجية لضرب الوطن واستقراره وتعطيل التنمية والحرية والديمقراطية؛ لخوفهم الشديد من مصر ورعبهم من فكرة تقدمها ورقيها، فتبدأ كل الدول الغربية ومنهم اسرائيل في ضبط "المنبهات" على ساعة مبكرة في الصباح من بدري في التخطيط ضد مصر طبقًا للتوقيت العالمي للتآمر قبل أن تستيقظ.
وهتف الإعلام في مصر وبقية دول المحمية الطبيعية للإنجازات التي لا مثيل لها افتتاح المصنع العالمي القومي الدولي لتصنيع رباط الجزمة وأيضًا الزهو بالصناعة المحلية والتشدق بشعاراتها وتكوين جوربات على الفيس بوك بإسمها مثل جروب "نحن نصنع البيض بالبسطرمة"، وجروب يحمي براءة اختراع "الملوخية بالأرانب".
وانفردت مصر وبقية دول المحمية الطبيعية عن بقية دول العالم منذ ما يزيد عن نصف قرن بتولي وتكليف أهل الثقة بصرف النظر عن علاقتهم بالعمل من الأساس فضلاً عن عزل أهل الخبرة لإنهم خونة وعملاء فتحولت كل المؤسسات والشركات والقطاعات إلى منابر للهتاف والكوسة والطبيخ البايت غير الطازج وبات الإختلاف في الرأي يفسد كل القضايا، ولم تخسر الأمة كثيرًا لإن العك المتواصل في مطبخ الحكومات منذ عقود طويلة غير من القول المأثور إلى "الإختلاف في الأرز لا يفسد للقرع قضية".
http://www.copts-united.com/article.php?A=10566&I=275