لا يوجد في الزي المدرسي حجاب!!

نشأت المصري

بقلم- نشأت المصري
لقد رجع السجال الدائر على قيام مدرسة الراهبات الفرنسسكانيات بمنع الحجاب بين تلميذاتها المتقدمات للتعليم في مدرستهم.
والغريب في هذا السجال أن الأفراد الذين أدانوا الحجاب كنوع من أنواع التمييز الديني هم الآن يدافعون عنه ولكن بصورة أخرى وهي الدفاع عن حق التلميذة في اختيار ما تريد أن تلبسه, هنا أقصد الحجاب من عدمه وأيضاً مدافعين عن حكم محكمة تحمل روح التعصب والحقد الأعمى بل التمييز الواضح والقهر ضد إدارة المدرسة, ولست هنا أنا مدافعاً عن إدارة المدرسة بل مدافعاً عن مبدأ.

في الحقيقة أن هذه المجموعة والتي تناهض التمييز بكافة صوّره لا تبغي غير مناهضة التمييز واحترام حرية الفرد المتدين في اختياره للحجاب من عدمه وعلى هذا أعلنت عن بيان يدين إدارة المدرسة فيما قد اتبعت من إجراء منع الحجاب داخل المدرسة الخاضعة لإدارتها متناسية نقاط عديدة أوقعت هذه المجموعة في تمييز ديني واضح ومبرر أيضاً وربما أخرجت رواسب طائفية بين أعضائها الموقرون ومنها:

ـ لقد وضعت وزارة التربية والتعليم مواصفات الزي الرسمي في داخل المدرسة لبناتها الملتحقين بها بشروط عامة خاصة بالوزارة وشروط خاصة بالمدرسة ذاتها, ولا يوجد في شروط الزي المدرسي الحجاب وبهذا ارتكبت هذه المجموعة نوع من أنواع التمييز ضد هذه المدرسة بالذات لأن من حق إدارتها أن تخضع الطالبات لهذا الزي, ومن قَبِل التعليم داخل أسوارها, فقد قبل كل شروط هذه المدرسة أو أنه يذهب ليتعلم في أي مؤسسة تعليمية يرغب فيها.

ـ الحجاب في حد ذاته وسيلة فصل بين مرتديي الحجاب وغيرهم, ولأن إدارة المدرسة ترغب في نشأة بناتها بعيداً عن أي نوع من التمييز منعت البعض منهم من ارتداء هذا الحجاب فهذا مبدأ تستحق عليه المدرسة الشكر وليس النكران, ونتمنى أن نرى جميع المدارس تطبق الزي المدرسي بصورة موحدة لكل الجمهورية.

ـ ولو افرضنا جدلاً أن هذا حق من حقوق المتدينين في لبس الحجاب كنوع من علامات التدين فهذه حرية فردية لا جدال عليها ولكن يجب ممارستها خارج أسوار المدرسة ويجب أيضاً أن تمنع كل المظاهر الخارجية للتدين داخل أسوار المدرسة، ونحن لا نؤيد لبس المظاهر الدينية المسيحية بصورة علنية تفصل بين أعضاء المجتمع, فيجب أن كل من يلبس هذه العلامات أن تكون خارج أيضاً نطاق المؤسسات التعليمية أو أن يكون لبسها بصورة مختفية كلبس الصلبان أو المصاحف وخلافه يجب أن يكون تحت الملابس وليس نوع من التباهي بها أو التمييز.

ـ ولو نظرنا للحرية بصورة أوسع لوجدنا أن كل من يخالف القانون يخالفه بحرية فردية ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والأعراف كذلك الإسلاميين المتشددين يخالفون قانون حقوق الإنسان بحرية فردية مستمدين حريتهم من آيات وأحاديث إسلامية قاتلين خاطفين سافكي دماء ومتعصبون مكفرون مفترون بكل أنواع الافتراء ضد كل من يخالف معتقدهم ومن يخالف مذهبهم حتى ولو مسلمين معتدلين, كذلك الحجاب له نفس هذا الهدف!! الفصل بين المتشددين المسلمين والمختلفين عنهم في المعتقد, فالتراجع عن مناهضة هذا التمييز هو تراجع عن مبدأ المواطنة الحقيقية وهذا ما وقعت فيه هذه المجموعة هو تراجع عن مبدأ المواطنة الذي كان شعارهم.

ـ وأين هي الحرية في لبس الحجاب؟ الحجاب زي ديني وضع فرضاً على المرأة في مصر وحوله جدال واسع بين المسلمين أنفسهم, وهذا الفرض وضع إما بترسيخ مبادئ العفة التظاهرية بين بنات المسلمين وهذا تدين مريض أو قهراً من رجال تدينهم مريض ينظرون إلى جسد عورة لابد من حجبه تحت ستار أو حجاب أو خمار أو تحبس داخل منزل أو خيمة أو حجرات مغلقة ومظلمة, أليس في كل هذا ظلم للمرأة يا مناهضي التمييز؟؟!!

 ـ الحرية التي هي على حساب مجتمع سواء صغير كالمدرسة أو كبير كالبلد أو القطر المصري بأكمله أو الحرية التي على حساب المواطنة أو التي على حساب الأقليات ليست حرية ولكنها تعدِ على القانون  وتعدِ على حريات الآخرين من الأقليات.

أرجو أن ننظر للمشاكل المجتمعية بنظرة صافية خالية من التعصب الديني وأول هذه المشاكل المجتمعية التمييز الديني الظاهري والمتخفي, فيجب أن نشجع كل من يدين ويقاوم مظاهر التمييز العنصري الديني في مصر وأولهم إدارة مدرسة الفرنسسكان, وندعو وزارة التعليم بالإعلان عن الزي المدرسي في كل المدارس وتوضيح هل به حجاب من عدمه وعدم ترك الأخيرة بدون تحديد تاركاً إياها لإدارة المدرسة.

كما نترجى سيادة الوزير بوضع قانون لطريقة تحية العلم المصري والتي أصبحت الآن علامة تمييز عنصري بالمدارس.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع