القرار العربي المستقل

فاضل عباس

بقلم: فاضل عباس
لقد وفق الأخوة في الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في عقد المؤتمر الخامس بدمشق تحت شعار «القرار العربي المستقل» وذلك لكون هذا الشعار يمثل في جوهره أصل المشكلة في الوطن العربي. إن الأزمة الكبري للامة العربية تنبع اساساً من كون القرار في العديد من الاقطار العربية غير مستقل وبالتالي لا يراعي المصالح العربية ومن هنا تكون أهمية هذا الشعار، وهو ضرورة الخلاص من الارتهان للاجنبي فالقضية الفلسطينة هي قضية عربية واسلامية وبالتالي فالامة العربية والاسلامية مسؤولة عن إعادة فلسطين والقدس للعرب والمسلمين وهذا لا يمكن ان يحدث بدون قرار عربي واسلامي مستقل.

لقد كرر بعض الفلسطينيين ممن وقع اتفاقيات اوسلوا وفي اكثر من مرة، قولهم لو قرر العرب الحرب على اسرائيل فنحن اول المجاهدين في فلسطين وهو ما يدلل على حجم تدخل بعض الانظمة العربية بصورة سلبية في اتجاه استمرار مفاوضات عقيمة وفاشلة لم تحقق للفلسطينين سوى ضياع الارض واستمرار الاستيطان الاسرائيلي الذي يلتهم الارض الفلسطينية مع استمرار المفاوضات العبثية وقتل الاطفال الفلسطينين في غزة. الا انه وعلى الرغم من ذلك فان المشكلة الفلسطينية لا يمكن اختصارها في قضية الاستيطان فقط، لان الاحتلال الصهيوني هو المشكلة الاساسية وهذا ما أكد علية الرئيس السوري بشار الاسد في افتتاح المؤتمر الخامس، فمع زوال الاحتلال يزول الاستيطان،

لذلك فعلى السلطة الوطنية الفلسطينية التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وهو زوال الاحتلال الصهيوني وليس وقف الاستيطان فقط لاستئناف المفاوضات، هذا بالاضافة الى ضرورة ان يكون لهذه المفاوضات جدول زمني لزوال الاحتلال، ولكن وفي ظل رفض الاحتلال الصهيوني للانسحاب من الاراضي العربية فلا خيار أمام العرب سوى المقاومة لتحرير الاراضي المحتلة. لذلك فقد وفق المؤتمر الخامس بدمشق في إقرار يوم 16 ايار من كل عام يوماً للقرار العربي المستقل بما يحمله من مقومات نحو تحرير القرار وتملك الشعوب العربية لقرارها بنفسها وهو ما يجب النضال من أجله في المستقبل باعتباره حجر الزاوية نحو الديمقراطية المستقلة القائمة على احترام الارادة الشعبية. كما ان ما جاء في خطاب الرئيس السوري من رؤية لبناء شرق اوسط قد اتسم الصراحة ومعالجة الخلل والقصور وسبل استنهاض الأمة العربية ومواجهة التحديات التي تطرحها الأوضاع الراهنة،

فلا خيار امام العرب في ظل التعنت الصهيوني غير المقاومة حتى تحرير الارض في فلسطين والجولان ولبنان وبدون ذلك سوف يحقق الاحتلال الصهيوني ما يرمي إليه من تغيير الواقع الديموغرافي في القدس والضفة الغربية، هذا بالاضافة الى تحرير الاسرى الفلسطينين واللبنانيين.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع