المصري اليوم - أميرة عبدالرحمن
تتجه أنظار العالم اليوم إلى القمة الدولية حول المناخ التى تعقد فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن من أجل التوصل إلى اتفاق وحلول لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية أو الاحتباس الحرارى وإنقاذ كوكب الأرض وسط مبادرات قدمتها عدة دول لتقليل الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحرارى وعدم وضوح الرؤية لدى بعض الدول الأخرى بعد أن فشلت قمة كيوتو عام ١٩٩٧ فى الوفاء بالتزاماتها بتقليل تلك الانبعاثات.
ورغم برودة الطقس التى تكاد تصل حاليا إلى حد الصقيع، تستقبل المدينة الإسكندنافية اليوم الآلاف من ممثلى حكومات الدول - الأعضاء فى بروتوكول كيوتو ونشطاء المنظمات غير الحكومية الذين يجتمعون على مدار ١٢ يوما - للتوصل لاتفاق يحل محل بروتوكول «كيوتو»، الذى ينتهى العمل به عام ٢٠١٢، فى محاولة أخيرة للحاق بقطار كوبنهاجن بهدف إنقاذ الأرض.
وسبقت القمة تظاهرات حاشدة، نظمها أنصار البيئة من أجل «تحقيق العدالة» للمناخ فى عدة مدن أوروبية، أهمها لندن ودبلن وجلاسكو وأسكتلندا وبروكسل وباريس، حيث تظاهر أكثر من ٥٠ ألف شخص فى بريطانيا واسكتلندا وأيرلندا مرتدين الزى الأزرق، ونظم المظاهرات ائتلاف «أوقفوا الفوضى المناخية» .
وتتزايد المخاوف من أن يؤدى ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن زيادة معدلات الغازات الدفيئة إلى ارتفاع منسوب مياه البحار بنحو ١.٤ متر حال ذوبان جليد القارة القطبية الشمالية والجنوبية، الأمر الذى يمثل مخاطر كبيرة على نمط الحياة على كوكب الأرض.
فى الوقت نفسه، خطف قطار «إكسبريس المناخ» صديق البيئة الذى يقل أعضاء الوفد الأوروبى المشارك فى القمة ومفاوضى حكومات فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج وألمانيا، قادمين من بروكسل أمس الأول، عدسات المصورين وإعجاب الجمهور، واستخدمت الوفود الأوروبية القطار للتوعية بتأثير وسائل النقل على البيئة، والتأكيد على أن التنقل بالقطار ينتج انبعاثا لغاز ثانى أكسيد الكربون أقل ٥ مرات من السيارات، كما يتسبب كل راكب لقطار «إكسبريس المناخ» فى انبعاث ١٤.٢ كيلوجرام من الغاز نفسه مقارنة بـ٤٣.٦ كيلوجرام لكل راكب سيارة و٨٢.٤ لكل راكب طائرة، حسب إحصاءات علمية.
وفى الوقت نفسه، كانت هناك استعدادات مناقضة فى ورش خلفية لتجربة «قطار بخارى» عتيق، قال ركاب محليون إنه يستخدم لأغراض سياحية ويتسم بإخراج كميات كبيرة من الدخان عبر مدخنته الطويلة ملبدا سماء كوبنهاجن بالغيوم. وذكّر ركابه بأجواء الثورة الصناعية منتصف القرن التاسع عشر. وفى غضون ذلك، حذر وزير البيئة الألمانى نوربرت روتجن، من فشل المؤتمر، وقال إن الاجتماع سيكلل بالنجاح إذا ألزمت الدول المشاركة فى القمة نفسها بقصر زيادة الاحتباس الحرارى على درجتين مئويتين على الأكثر.
وعلى صعيد متصل، أظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة نيلسن وجامعة أوكسفورد، أن قلق العالم إزاء التغير المناخى تراجع خلال العامين الماضيين، وذكر أن ٣٧% من بين ٢٧ ألف مستخدم للإنترنت فى ٥٤ دولة قالوا إنهم «قلقون جدا» بشأن التغير المناخى مقارنة بـ ٤١% فى استطلاع مماثل قبل عامين، وذلك فى مؤشر على فتور الاهتمام العالمى بالتغير المناخى - خاصة فى الولايات المتحدة - الذى لا يهتم سوى ٢٥% منهم بتلك القضية، رغم أن بلادهم ثانى أكبر مصدر فى العالم لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بعد الصين، والدولة الصناعية الوحيدة التى لم توقع على بروتوكول كيوتو.
وبينما يسعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى أن تخفض بلاده الانبعاثات الدفيئة خلال مشاركته فى ختام القمة، قال وزير الاقتصاد الألمانى راينر برودرله إن القمة لا يمكن أن تنجح دون الصين التى كانت قد أعلنت عدم عزمها التوقيع على أهداف قانونية ملزمة لحماية المناخ فى القمة رغم أنها أعلنت مؤخرا عزم خفض استهلاكها الكبير للطاقة، كما تعتبر روسيا من أهم الدول المشاركة فى القمة مع بعض الدول ذات الاقتصادات الناشئة، حيث تبنت موقفا مماثلا للاتحاد الأوروبى الذى التزم بخفض انبعاثاته من الغازات الدفيئة بنسبة ٢٠% بحلول ٢٠٢٠، لتصل تلك النسبة إلى ٣٠% فى حال التوصل إلى اتفاق دولى بشأن المناخ.
http://www.copts-united.com/article.php?A=10967&I=284