ميرفت عياد
تحقيق: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
"نحن لا نطلب كل الآثار المصرية الموجودة في المتحف البريطاني، ولكن نطلب حجر رشيد بإرجاعه إلى بلده الأصلي مصر، وذلك لأنه قطعة فنية وأثرية مميزة، نقشت عليه نصوص هيروغليفية وديموطيقية ويونانية، وكان مفتاح لحل لغز الكتابة الهيروغليفية "هكذا قال الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قبل أن يبدأ جولته في لندن لاستعادة حجر رشيد.
هذه الجولة التي عاد منها أمس إلى أرض مصر، مؤكدًا على أنه سيمضي قدمًا في سبيل استعادة حجر الرشيد وغيره من كنوز مصر، لأن هذه القطع الأثرية رمز للهوية المصرية، متعجبًا من موقف المتحف البريطاني الذي لم يكن يولى اهتمامًا بحجر الرشيد، حيث أحتفظ المسئولون في المتحف بالحجر في غرفة مظلمة سيئة التهوية ، ولم يشعروا بأهميته إلا عندما طلبت مصر استعادته.
وتأتي زيارة حواس إلى لندن في إطار الجهود التي تبذلها مصر منذ سنوات عديدة في محاولة لاستعادة آثارها التي تتزيّن بها أشهر متاحف العالم، وقد نجحت مصر فعلاً بعد عدة محاولات من تحقيق خطوة هامة لإعادة آثارها الفرعونية، حينما أجبرت متحف اللوفر في باريس على أن يعيد إليها شظايا خمس لوحات جدارية فرعونية سرقت من مقبرة في وادي الملوك في الثمانينات من القرن الماضي.
* آثارنا الثمينة.. في متاحف بعيدة
وأكد دكتور "أحمد مصطفى" مدير الإدارة العامة للآثار المستردة بالمجلس الأعلى للآثار على: إن مصر تتمسك بحقها في استعادة جميع القطع الأثرية الثمينة التي خرجت منها قبل قانون عام 1983 الذي يجرم خروج الآثار من مصر، وإن هيئة الآثار تحتفظ بسجل للآثار التي خرجت منها، ومن هذه الآثار تمثال الملكة "نفرتيتي" الشهير بمتحف برلين، حيث ظل الألمان على إصرارهم بالاحتفاظ برأس أشهر ملكة فرعونية بحجة أن نقله إلى أي مكان قد يعرّضه للتلف لأنه هش جدًا، وتمثال المهندس المعماري للهرم الأكبر الموجود بمتحف "هيلدسهايم" بألمانيا، والقبة السماوية "الزودياك" الموجودة بمتحف اللوفر، والتي انتزعت من معبد دندرة، وتمثال مهندس هرم خفرع المعروض بمتحف "فاين ارتس" بوسطن.
* حجر رشيد.. هل يعود من جديد؟
وأضاف دكتور "أحمد مصطفى" إن حجر رشيد سمي بهذا الاسم لأنه أكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط, وقد أكتشفه ضابط فرنسي في 19 يوليو عام 1799م إبان الحملة الفرنسية، وقد نقش عام 196 قبل الميلاد، وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف، وقد أصدره الكهان تخليداً لذكري بطليموس الخامس، وعليه ثلاث لغات.
وكان وقت اكتشافه لغزًا لغويًا لا يفسر منذ مئات السنين، لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة، حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون اثناء الحملة الفرنسية على مصر وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني، ونصوص هيروغليفية أخرى.
وقد خرج هذا في فترة الاحتلال حيث كانت مصر لا تملك إرادتها وهذا أدى إلى خروج العديد من القطع الأثرية الهامة من مصر، كما تطالب مصر بالعودة النهائية لتمثال نصفي للملكة نفرتيتي والذي يعود تاريخه إلى 3400 عام, وموجود في برلين، وذلك لوجود أدلة تثبت أن التمثال خرج من مصر بطريقة غير شرعية.
وتعجب الدكتور "عبد الحليم نور الدين" مستشار مكتبة الإسكندرية والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة من تعنت المتحف البريطاني ورفضه حتى أن يتم استعاره الحجر لمدة ثلاثة شهور لعرضه في افتتاح المتحف الكبير.
معللاً راية بأن من حق الشعب المصري أن يرى هذه الأعمال النابعة من حضارتهم, فغالبية المصريين ليست لديهم إمكانيات مالية للسفر إلى لندن لمشاهدة حجر رشيد في مدخل المتحف البريطاني.
* المتحف البريطاني.. والانجازات الثقافية
بينما أبرزت تغطيات أهم الصحف البريطانية عن وجهة نظر بلادها في قضية استعادة الحجر مُعربه عن مخاوفها من إصرار دكتور زاهي حواس على استعادة الحجر، وأكدت الصحف على إن المتحف البريطاني يرفض إعادة حجر رشيد وذلك استنادًا إلى عدة أسباب منها إن المتحف البريطاني يلعب دور هام كمستودع للانجازات الثقافية للجنس البشري، كما إن إعادة الحجر إلى مصر سيفتح الباب أمام فيضان من المطالبات المماثلة التي من شانها أن تفرغ قاعات العرض في المتحف، هذا إلى جانب المخاوف من أن تتعرض القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن لخطر تلف في المتاحف المصرية حال عودتها.
وأشارت الصحف إلى ميل بريطانيا في إعارة حجر رشيد إلى مصر لمدة ثلاثة أشهر خلال فترة افتتاح المتحف المصري الجديد بدلاً من إرجاعه إليها نهائيًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11269&I=291