عماد خليل
كتب: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
أعرب "المركز المصري" لحماية ودعم صناعة الدواء عن بالغ قلقة وانزعاجه من فوضى شاملة ومتعمدة تستهدف أسواق الأدوية في مصر، وقد أدت هذه الفوضى إلى زيادة إخضاع فئات كبيرة من الشعب المصري لتجارب شركات الدواء المصرية والأجنبية والتي أصبحت تستفيد من إطلاق يداها لتحديد ومعرفة فاعلية الدواء (أو التحكم في سعره، أو التزوير في النشرات الطبية).
وذلك بفضل سياسات وزارة الصحة المصرية التي تركت مصير هذه الصناعة الإستراتيجية للأهواء الشخصية وأصحاب النفوذ وعدم وجود خطط إستراتيجية طويلة الأمد تحمى الصناعة، أو أجهزة رقابية تعمل وتنظم هذا العمل الحيوي الذي يمثل الضلع الأهم في منظومة الرعاية الصحية الشاملة المستهدفة لأي تنمية حقيقية والتي أقرها الدستور وكافة القوانين والعهود والمواثيق الدولية.
إن المركز المصري لحماية ودعم صناعة الدواء يحذر من إهدار وضياع مبدأ إتاحة الحق في الدواء الأمن والجيد بالسعر المناسب بسبب ممارسات تهدد سلامة وأمن وصحة الشعب المصري وأثار تُضر بمفهوم الشفافية بسبب إغفال كافة المعلومات الدوائية.
وقد رصد المركز المصري كثير من محاولات خضوع مواطنين لتجارب لشركات دواء تتم بعيدًا عن الأعراف والأصول والقواعد القانونية والعلمية المعروفة وأخرها مقررات هلسنكى الدولية لعام 1999. وتقوم الشركات باستغلال التجمعات الطلابية والجمعيات الطبية الأهلية التي تموّلها هذه الشركات، خاصة العامة في بحوث الجهاز الهضمي.
وتستغل هذه الشركات غياب أي رقابة على أسواق صناعة الدواء لعدم وجود جهة فنية مختصصة في مصر رغم أهميتها الشديدة، أيضًا حاجة المواطنين إلى المال، ففي الشهور الماضية قامت هيئة الدواء والأغذية الأمريكية (F D A) ووكالة الرقابة على الأدوية الأوروبية (EMEA) بإطلاق تحذيرات متتالية عن وجود أثار سلبية لعدد من العقارات المتداولة في دول العالم ومنها مصر.
إطلاق هذه التحذيرات والتنبيهات جاء بعد دراسات وأبحاث متعددة ومتتالية عن علاقة هذه الأدوية وإصابة المريض بأمراض أخرى جراء الاستخدام قد يصاب بها أو أثار سلبية تضاعف من مرضه، كمثال أدوية مرضى السكري المعروف علميًا باسم (Insulin glargine) وبالاسم التجاري (لانتوس جلارجين) طويل المفعول، وعلاقته بالإصابة بأمراض السرطان إثر دراسات تمت على 330 ألف مواطن في اسكتلندا –اسبانيا- ألمانيا، ودواء السكر المعروف علميًا (Rosiglitazone ) وبالاسم التجاري (افنديا Avandia) وعلاقته بالإصابة بجلطات القلب بنسبة 40%، أو دواء معروف علميًا باسم (Pioglitazone) والاسم التجاري (لاكتوس Actos) وعلاقته بالإصابة بأمراض الكبد بنسبة 35%.
وأشارت الهيئة إن الشركات المنتجة عليها مسؤولية أخلاقية تجاه صحة المواطنين خصوصًا في الدول النامية، وطالبت السلطات الصحية للبلدان بالتنبيه على الشركات بمزيد من المأمونية.
كما إن العديد من الأدوية المتداولة في الأسواق المصرية وتباع بالملايين وتقوم الشركات بإخفاء ذكر الآثار الجانبية في النشرات الطبية رغم إن هذه الشركات لا تقوم بهذا العمل اللا أخلاقي في دول أخرى بها أجهزة رقابية على صناعة الدواء في مختلف مراحله ولا تقوم هذه الشركات بالإلزام الدولي كمقررات هلسنكى بضرورة حصول المرضى على جميع المعلومات المتاحة قبل استخدامهم الدواء المحدد.
وقد قامت وزارة الصحة المصرية (أخيرًا) وبعد سنوات من التحذيرات بإيقاف تسجيل منتجات مخصصة للأطفال للعلاج من مرض الصفراء معروف بالاسم العلمي (نيموسوليد Nimesulide) و (Sulide Nilsid) والاسم التجاري (سوليد ونلسيد).
إن النشرة الأجنبية للعقارات في إنجلترا وأمريكا غير مكتوب بها أنه يستخدم للأطفال بل علي العكس النشرة تحذر من استخدامه للأطفال والمراهقين، والنتيجة أن الدواء تسبب في مضاعفات خطيرة للأطفال الذين استخدموه وأدت إلى وفيات كثيرة بينهم! هذا التحذير لم يكتب في النشرة الموجودة بالدواء الذي يباع في مصر وكان يوصف للأطفال تحت 16سنة ورغم وجود القرار رقم 458 لسنة 2009 بسحبة وإعدامه من الأسواق إلا أنه مازال يباع.
ويستنكر المركز المصري ترك بعض المنتجات الدوائية المتشابه مع هذه الأدوية ما تزال يتم تداولها مثل (mesueaw ) و(mesueaw).
أيضًا أدوية معروفة علميًا باسم (Urso Deoxy Chholic) وتجاريًا بالأسماء "اورسوديول – اورسوكول – اورسوفاك" المقررة لعلاج الصفراء للأطفال، حيث حذرت منه منظمة (EMEA) الأوروبية من حيث مأمونيته كما يوجد بلاغات لدى الجهات المختصة بذالك أخرها بلاغ رقم 1548 لسيدة النائب العام من وجود تزوير في النشرة الطبية للعقار.
أيضًا مستحضر (ارورجينال بركة) الذي يباع في صيدليات شهيرة رغم صدور المنشور الدوري رقم 18 لسنة 2008 بسحبه وإعدامه وصدور قرار آخر من التفتيش الصيدلي في 2/3/2009 إلا أنه يباع لمرضى فيروس الالتهاب الكبد الوبائي للآن.
أيضًا أدوية هامة أخرى مثل Hydroxycu" و"فيكورديت" و"ميركوسيت" المستخدمين في علاج الكبد، خاصة أن الأخيرين اتضح أن لهما تأثير خطير ويسببان مضاعفات خطيرة بنسبة 15% من المرضى الذين يتناولونه كدواء لعلاج الكبد أهمها التأثير على كرات الدم، كما أنه يُعرض الأشخاص الذين يعانون من الغدة الدرقية ومشاكل في القلب للخطر ومجموعة أدوية وكذلك مجموعة الأدوية المعروفة بأسماء "كوكسيد" و"الهيملنال و"ميريل".
كما نبهت هيئة الدواء والغذاء عن وجود مشاكل صحية ضخمة من أثار تناول عقار (اورليستات ®Orlistat) المعروف تجاريًا باسم (الزينكال) حيث تبين 33 حالة من الإصابات الكبدية الخطيرة.
وطالبت الهيئة المرضى ضرورة الرجوع للسلطات المعنية بالأمر فورًا كما أرسلت تنبيهات إلى السلطات الموازية لها في الدول الأخرى بمتابعة الموقف.
وعقار (ميتازول) كان يتم وصفة للأطفال لعلاج (الروتافيروس) داخل احد المستشفيات التعليمية الكبرى المتخصصة فقد تم تجربته بواسطة أستاذة ورئيس قسم دون علم المرضى وقد تم التحقيق مؤخرًا مع الطبيبة وإيقاف تداول الدواء.
وقد رصد خبراء المركز عن وجود أكثر من 50 مستحضر يتم تداولهم داخل بعض المعاهد القومية المتخصصة.
وقد حذّرت دورية (لانسيت) العالمية والمتخصصة عن وجود حالات انتهاك لصحة المصريين نتيجة عدم خضوع الصناعة للرقابة وقد شككت الدورية العالمية في (تزوير النشرات الطبية) بواسطة الشركات.
وطالب المركز بضرورة حماية الصحة العامة للمصريين من ممارسات شركات الأدوية وهذا لن يتأتى إلا بصدور قرار بتأسيس هيئة للدواء على غرار هيئة الغذاء والدواء في الدول المختلفة بحيث تكون هيئة مستقلة ولها شخصيتها الاعتبارية وميزانية مستقلة وتشكل من قبل السيد رئيس الوزراء.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11411&I=294